خطر دورات الطاقة والوعي الزائف: كشف حقائق خطيرة عن مدربي العصر الجديد
مرحبًا بكم جميعًا في مقال جديد من سلسلة "بيت العنكبوت"، حيث نسلط الضوء على قضايا تمس المجتمع والأسرة والدين، ونكشف خفايا بعض الممارسات المنتشرة تحت مس
مرحبًا بكم جميعًا في مقال جديد من سلسلة "بيت العنكبوت"، حيث نسلط الضوء على قضايا تمس المجتمع والأسرة والدين، ونكشف خفايا بعض الممارسات المنتشرة تحت مسميات براقة مثل "الطاقة" و"الوعي" و"التأمل". في هذا المقال، سنستعرض ظاهرة خطيرة انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشباب والفتيات، وهي دورات الطاقة والتأمل والوعي التي يديرها مدربون ومدربات يروجون لأفكار وممارسات بعيدة كل البعد عن الدين والعقل والعلم.
بداية القصة: قنوات جديدة وأسماء لامعة
خلال الأشهر الماضية، عمل فريق عمل متكامل على إطلاق قناة يوتيوب جديدة متخصصة في مقاطع قصيرة توعوية حول موضوعات الطاقة واليوغا وما يسمى "الوعي". تم اختيار اسم "الأثير" للقناة، مع التأكيد على أهمية اختيار اسم يسهل البحث عنه ويصل بسرعة للفئة المستهدفة عبر محركات البحث. كما تم الإعلان عن سلسلة جديدة بعنوان "نار حامية"، تهدف إلى كشف حقائق خطيرة حول بعض الممارسات والدورات المنتشرة.
من هم مدربو الطاقة والوعي؟
انتشرت في السنوات الأخيرة أسماء لمدربين ومدربات يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء في "الثيتا هيلينج"، "الريكي"، "الخيمياء"، و"الوعي الطاقي". هؤلاء الأشخاص يروجون لدورات مكلفة يعدون من خلالها المتدربات بتحقيق الشفاء، وجذب المال، وتحقيق السعادة، وحتى التواصل مع الأرواح والملائكة! لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون أن هذه الدورات مبنية على أفكار دخيلة مستمدة من فلسفات وثنية وطقوس سحرية قديمة، وتخالف العقيدة الإسلامية والمنطق السليم.
كيف يتم استدراج الضحايا؟
يعتمد هؤلاء المدربون على أساليب نفسية وطقوس غامضة، تبدأ غالبًا بجلسات تأمل واسترخاء في أجواء معتمة وهادئة، مع ترديد عبارات وتوكيدات مثل "مسموح لي أن أكون سعيدة"، أو "مسموح لي أن أتدفق علي الأموال"، ويطلب من المتدربات الاستلقاء على السرير أو الجلوس في وضعيات معينة. في بعض الدورات، يتم تشجيع المشاركات على ممارسة طقوس غريبة مثل "تنظيف الرحم" أو "تحرير الطاقة الجنسية"، وقد تصل الأمور إلى حد الاستمناء الجماعي بحجة "تحرير الطاقة"!
هذه الممارسات لا تقتصر على الجانب النفسي، بل تتعداها إلى استحضار الأرواح والتواصل مع "المرشدين الروحيين" و"كائنات النور" و"الملائكة"، وكلها مصطلحات براقة تخفي وراءها استحضار الجن والشياطين بطرق خفية، كما يؤكد ذلك كثير من المختصين والباحثين في هذا المجال.
خطورة المنهج: من التأمل إلى السحر والشرك
أخطر ما في هذه الدورات أنها تروج لمفاهيم شركية بشكل غير مباشر، مثل الاعتقاد بأن المال يُجذب بالطاقة وليس بالرزق من الله، أو أن الملائكة يمكن استحضارها والتحكم بها عبر طقوس معينة، أو أن الإنسان يستطيع التواصل مع الأرواح وطلب المساعدة منها. بل إن بعض المدربات يعلمن المتدربات كيف يصنعن "تعويذات" لجلب المال أو الحب أو حتى إيذاء الآخرين، ويستخدمن رموزًا وأحجارًا وشموعًا في طقوس أقرب ما تكون للسحر الصريح.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى تعليم "سحر التفريق" و"سحر التسخير" و"استحضار الأرواح"، وكلها ممارسات محرمة شرعًا وخطرها عظيم على الدين والعقل والنفس.
تزييف الحقائق واستغلال الدين
لإضفاء الشرعية على هذه الممارسات، يلجأ بعض المدربين والمدربات إلى الاستشهاد بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو حتى صورهم وهم يصلون أو يزورون الكعبة، ليظهروا بمظهر المتدينين. لكن الحقيقة أن هذه مجرد واجهات زائفة، فالمضمون الذي يقدمونه قائم على أفكار بوذية وهندوسية وماسونية، ويهدف إلى صرف الناس عن التوحيد الخالص لله عز وجل.
الأثر المدمر على الأفراد والمجتمع
ضحايا هذه الدورات بالآلاف، خاصة من الفتيات والشباب الباحثين عن السعادة أو الشفاء أو الحب أو المال. كثير منهم انتهى بهم المطاف إلى مشاكل نفسية خطيرة، أو فقدان الدين، أو حتى الطلاق وتفكك الأسر. بل إن بعضهم أصيب بحالات مس أو جنون بعد حضور دورات "تنظيف الرحم" أو "تحضير الأرواح".
التحذير والدعوة للعودة إلى الله
من هنا، تأتي أهمية التوعية بخطر هذه الدورات والمدربين، وضرورة التحذير من الانسياق وراء الشعارات البراقة والوعود الكاذبة. فالحقيقة أن كل ما يقدم تحت مسمى "الطاقة" و"الوعي" و"التأمل" هو في حقيقته إما خيمياء وسحر، أو استدراج شيطاني، أو تلاعب نفسي لا يمت للعلم أو الدين بصلة.
الحل الحقيقي لكل مشاكلنا النفسية والروحية هو في العودة إلى الله، والتمسك بالقرآن والسنة، والابتعاد عن الشبهات، واللجوء إلى الدعاء والاستغفار وذكر الله، وليس في طقوس غامضة أو تعاويذ مجهولة المصدر.
رسالة أخيرة
عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ: انتبهوا من هذه الدورات والمدربين، ولا تنخدعوا بالمظاهر أو الألقاب أو الشهادات الزائفة. اسألوا أهل العلم، وارجعوا إلى العلماء الثقات، وتمسكوا بدينكم وعقيدتكم، فوالله لن تجدوا في هذه الدورات إلا الضياع والتيه والابتعاد عن الله.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واحفظ أبناءنا وبناتنا من كل شر وفتنة، وردهم إليك ردًا جميلًا.
شاركوا هذا المقال مع من تحبون، وكونوا سببًا في إنقاذ نفس من الضياع.
للمزيد من التوعية حول هذه القضايا، تابعوا سلسلة "بيت العنكبوت" على قناتنا الجديدة في يوتيوب.
بقلم: فريق بيت العنكبوت
https://www.youtube.com/watch?v=P51s4kOhWvw