اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

خطر العلاج بالطاقة والتأمل غير المنضبط: قصة واقعية وتحذيرات هامة

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات العلاج بالطاقة والتأمل بمختلف أشكالها في مجتمعاتنا العربية، وأصبحت تلقى رواجًا بين فئات متعددة من الناس. ورغم أن بع

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات العلاج بالطاقة والتأمل بمختلف أشكالها في مجتمعاتنا العربية، وأصبحت تلقى رواجًا بين فئات متعددة من الناس. ورغم أن بعض هذه الممارسات قد تبدو في ظاهرها بريئة أو حتى مفيدة للصحة النفسية، إلا أن هناك جانبًا مظلمًا وخطيرًا يغفل عنه الكثيرون. في هذا المقال، نسلط الضوء على قصة واقعية مؤلمة، ونستعرض مخاطر الانخراط غير الواعي في مثل هذه الأنشطة.

قصة مأساوية: من جلسة تأمل إلى كارثة أسرية

تبدأ القصة بسيدة عانت من العزلة الاجتماعية في مصر، حيث لم يكن لديها أصدقاء وكانت تعيش حالة من الانطواء. تلقت دعوة لحضور جلسة تأمل وعلاج بالطاقة باستخدام آلات صوتية مع مجموعة من الأشخاص، من بينهم أجانب ومصريين. لم تكن السيدة تعرف الكثير عن هذه الجلسات، لكنها قررت الحضور بدافع الفضول.

خلال الجلسة، قام أحد المشاركين - وهو رجل إيطالي - بحركات معينة على جسدها باستخدام يده، مما جعلها تشعر بإحساس غريب. في نهاية الجلسة، بدأت ترى رؤى غريبة، حيث تخيلت ظهور شخصيات دينية مثل السيدة مريم وسيدنا عيسى وسيدنا موسى أمامها، وشعرت وكأنها تلقت أوامر من السماء بالصعود إليها، وأن الأرض ستُستبدل بأرض جديدة.

هذه الرؤى والأفكار لم تتوقف عند هذا الحد، بل تطورت إلى حالة من الهوس والاضطراب العقلي. بدأت السيدة تشعر بالخوف الشديد على ابنتها، واعتقدت أن هناك من يريد إيذاءها وإيذاء ابنتها. في لحظة انهيار نفسي شديد، قامت بخنق ابنتها بحزام الحقيبة حتى الموت، ثم حاولت الانتحار بطعن نفسها بسكين.

التحقيقات والتشخيص النفسي

عندما تم عرض السيدة على مستشفى العباسية للأمراض النفسية، أكد الأطباء أنها سليمة عقليًا ومسؤولة عن أفعالها، مما أثار استغراب الكثيرين حول مدى تأثير هذه الجلسات على الصحة النفسية للإنسان. وعند استجوابها، روت تفاصيل ما حدث معها خلال جلسة التأمل، وكيف أن الأفكار والرؤى سيطرت عليها ودفعها ذلك إلى ارتكاب جريمتها.

العلاج بالطاقة والتأمل: بين الحقيقة والوهم

إن جلسات التأمل والعلاج بالطاقة ليست مجرد تمارين للاسترخاء كما يروج لها البعض، بل قد تتضمن طقوسًا وممارسات ذات جذور وثنية أو غامضة، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى فتح "بوابات" نفسية خطيرة. في بعض المدارس، يتم استخدام التخيل المفرط، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية حادة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة نفسية أو ضعف في الوعي الذاتي.

هناك تقارير عن حالات مشابهة في دول عربية وخليجية، حيث تسببت هذه الممارسات في أضرار نفسية واجتماعية جسيمة، لكن لم يتم الإعلان عنها إعلاميًا بنفس القدر. ويؤكد الخبراء أن خطورة هذه الجلسات تكمن في غياب الرقابة العلمية والدينية عليها، واعتمادها على أفكار ومعتقدات غير مثبتة علميًا.

تحذيرات ونصائح هامة

  • لا تنخدعوا بالمظاهر البرّاقة: ليس كل ما يسمى "علاج بالطاقة" أو "تأمل" آمنًا أو مفيدًا. بعض هذه الممارسات قد تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على الصحة النفسية والعقلية.
  • استشيروا المختصين: في حال الشعور بأي اضطرابات نفسية أو رغبة في تحسين الصحة النفسية، يُنصح دائمًا باللجوء إلى الأطباء النفسيين المعتمدين أو الأخصائيين النفسيين المؤهلين.
  • احذروا من الدجالين والمشعوذين: هناك من يستغل حاجة الناس للعلاج أو الراحة النفسية ليقدم لهم طقوسًا غريبة أو طلاسم لا أساس لها من الصحة.
  • راقبوا أبناءكم: انتبهوا لأي تغيرات سلوكية أو نفسية تظهر على أبنائكم بعد مشاركتهم في مثل هذه الجلسات أو متابعتهم لمحتوى مشبوه على الإنترنت.

خلاصة

إن الانجراف وراء ممارسات التأمل والعلاج بالطاقة دون وعي أو إشراف علمي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على الفرد بل على الأسرة والمجتمع بأسره. علينا جميعًا أن نكون أكثر وعيًا وحذرًا، وأن نبحث عن مصادر العلاج الموثوقة والمعتمدة، وألا نسمح للأوهام أو الممارسات الغامضة أن تسيطر على حياتنا أو حياة أحبائنا.

حافظوا على سلامتكم النفسية، وكونوا دائمًا على وعي بما يدخل إلى عقولكم وقلوبكم.

https://www.youtube.com/watch?v=ajno3m8bB8o

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك