خطر الانخراط في ممارسات الطاقة والسحر: قصة واقعية وتحذير مهم
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ دورات وورش عمل تتعلق بما يسمى "الطاقة" و"العلاج بالطاقة" و"الاستبصار" وغيرها من الممارسات الروحانية الحديثة. كثي
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ دورات وورش عمل تتعلق بما يسمى "الطاقة" و"العلاج بالطاقة" و"الاستبصار" وغيرها من الممارسات الروحانية الحديثة. كثير من الناس، بدافع الفضول أو البحث عن حلول لمشاكلهم، يدخلون هذه المجالات دون إدراك حقيقي لما قد يترتب عليها من آثار خطيرة على حياتهم ودينهم وعقولهم. في هذا المقال، نستعرض قصة واقعية ونحلل مخاطر هذه الممارسات، مع تقديم نصائح هامة للراغبين في الحفاظ على سلامتهم النفسية والدينية.
بداية القصة: الفضول يقود إلى أبواب مجهولة
بدأت القصة من باب الفضول والرغبة في التغيير وتطوير الذات. إحدى الشخصيات في القصة اعتقدت أنها أو أسرتها تعرضت لسحر، وبدأت تبحث عن حلول عبر الأحلام والرؤى، حتى اعتقدت أن هناك امرأة في فلسطين يمكنها مساعدتها. تواصلت معها وبدأت تتعلم منها طرق التخلص من السحر، وكان الأمر في البداية يبدو وكأنه مجرد أذكار وعبادات، لكن سرعان ما تطور إلى ممارسات غريبة تعتمد على تكرار الأذكار بآلاف المرات، وجلسات صوفية تدّعي استحضار "حضور" أو "طاقة".
من تطوير الذات إلى استحضار الجن والشياطين
مع مرور الوقت، بدأت الشخصية الرئيسية تتعمق في هذه الممارسات، وادعت أنها تتواصل مع "جن مسلم" ثم مع "جن غير مسلم"، بل وحتى مع "عمالقة من الجن". ظهرت أحلام غريبة تتعلق بالمعارك والأسلحة، وبدأت تفسيرات الأحلام تأخذ طابعاً خرافياً، مثل ربط الأحلام بالحيوانات أو الأبراج الصينية.
تدريجياً، أصبح هناك إيمان مطلق بأن كل ما يحدث هو "مبارك" و"مقدر"، وأن كل شيء يتم عبر طاقات كونية أو أرواح أو مرشدين روحيين. سافرت الشخصية إلى بلدان مثل كوستاريكا والهند بحثاً عن "الطاقة" و"الاستنارة"، وشاركت في تجمعات نسائية تزور معابد هندوسية وتؤمن بتجسدات روحية مثل ساتي ساي بابا.
الانعزال والتغيرات السلوكية
بعد العودة من هذه الرحلات، بدأت الشخصية تتغير بشكل ملحوظ، وأصبحت منعزلة عن أسرتها، بل وطلبت الطلاق بناءً على أوامر من "المرشدين" أو "الشياطين" الذين تدعي التواصل معهم. تطورت الأمور إلى حد الامتناع عن العلاقة الزوجية والنوم منفردة، مع تبرير كل تصرفاتها بتعاليم هؤلاء المرشدين.
تضارب المعتقدات وتناقض الأفكار
واحدة من أخطر نتائج الانخراط في هذه الممارسات هو تضارب المعتقدات والتشويش الفكري. فالشخصية أصبحت تؤمن بأن جميع الأديان واحدة، وأن الأرواح لا دين لها، وتخلط بين الإسلام والمسيحية والهندوسية والبوذية، مع تفسيرات شخصية للقرآن الكريم دون الرجوع إلى العلماء أو المصادر الصحيحة.
استغلال مادي وروحي
تحولت هذه الممارسات إلى مصدر دخل، حيث بدأت الشخصية تقدم استشارات وعلاجات بمبالغ مالية كبيرة (400 دولار للاستشارة، وأكثر للعلاج)، وتدّعي القدرة على علاج السحر والأمراض الروحية. تم إطلاق دورات جماعية للعلاج بالطاقة بأسعار باهظة، مع وعود بتحقيق "الاستحقاق" و"رفع الوعي"، بينما في الحقيقة يتم استغلال حاجات الناس الروحية والنفسية.
التحذير من العواقب: السحر الأسود وتلبيس إبليس
من خلال التجربة، يتضح أن ما يسمى "الطاقة" أو "العلاج بالطاقة" ليس سوى سحر أسود بطرق حديثة، حيث يتم استحضار الشياطين والتعامل معهم تحت مسميات براقة. القرابين لم تعد مجرد ذبائح، بل أصبحت وقت الإنسان وقراءة القرآن الكريم بشكل غير مشروع، وأحياناً توقيع عقود روحية مع الشياطين دون وعي.
صعوبة التوبة والتحرر من هذه الممارسات
من أخطر ما في الأمر أن من يدخل في هذه الدوائر يجد صعوبة كبيرة في الخروج منها، بسبب العقود الروحية والارتباطات الشيطانية التي قد تحدث دون وعي. التوبة هنا ليست مجرد قول "أنا تبت"، بل تحتاج إلى صبر وإيمان قوي، والتزام بالعبادات والتحصين والصدقة والدعاء، مع ضرورة الابتعاد التام عن هذه الممارسات وعدم العودة إليها.
نصيحة للمقبلين على ممارسات الطاقة
لكل من يفكر في دخول عالم الطاقة أو العلاج الروحي أو الاستبصار، أو يعرف شخصاً منخرطاً فيه، ننصحكم بالحذر الشديد. هذه الممارسات ليست مجرد تطوير ذات أو علاج نفسي، بل هي أبواب للسحر والشرك وتلويث العقيدة. من يخسر دينه وعقله وأسرته في سبيل وهم الطاقة، قد يجد نفسه في نهاية المطاف أسيراً للوساوس والاضطرابات النفسية والروحية.
الخلاصة:
الطريق إلى الله واضح وميسر عبر العبادات الصحيحة والتوكل عليه، أما الطرق الملتوية التي تدّعي العلاج بالطاقة أو الاستبصار أو التواصل مع الأرواح، فهي في حقيقتها سحر وشرك، ومآلها الهلاك في الدنيا والآخرة. فليحذر كل مسلم ومسلمة من الانخراط في هذه الدوائر، وليحفظوا دينهم وعقولهم وأسرهم من الضياع.
قال تعالى:
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء: 17)
إذا كنت تعرف شخصاً وقع في هذه الممارسات، فلا تتردد في نصحه بالحكمة والموعظة الحسنة، وادعُ له بالهداية والثبات.
https://www.youtube.com/watch?v=Lx7hYdWpq0s