اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

خطر علوم الطاقة: شهادات وتجارب حقيقية وتحذير للأسر والمجتمع

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية موجة من الدورات والممارسات التي تُسمى "علوم الطاقة" أو "العلاج بالطاقة"، والتي يُروَّج لها باعتبارها ط

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
8 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية موجة من الدورات والممارسات التي تُسمى "علوم الطاقة" أو "العلاج بالطاقة"، والتي يُروَّج لها باعتبارها طرقًا حديثة للعلاج النفسي والجسدي، وتحقيق السعادة والنجاح. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، تختبئ مخاطر عقدية ونفسية واجتماعية جسيمة، بدأت تظهر بوضوح من خلال تجارب واقعية عاشها شباب وفتيات، بل وأسر كاملة.

في هذا المقال، سنعرض شهادات حية من أشخاص خاضوا هذه التجربة، ونوضح حقيقة ما يُسمى بعلوم الطاقة، وأثرها المدمر على العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية، مع تقديم نصائح عملية للأسر والمجتمع.

كيف يبدأ الانجراف إلى عالم الطاقة؟

غالبًا ما يبدأ الأمر بدافع الفضول أو البحث عن حل لمشكلة نفسية أو صحية، أو حتى بدافع الملل والفراغ. قد تكون البداية عبر متابعة مدربة أو مدرب على مواقع التواصل الاجتماعي، أو حضور دورة مجانية أو مدفوعة، أو حتى من خلال نصيحة صديقة أو قريب. يتم تقديم علوم الطاقة على أنها علم حديث، أو علاج بديل، أو حتى ممارسة روحية لا تتعارض مع الدين.

إحدى المشاركات تروي:

"دخلت عالم الطاقة عن طريق دكتور في الجامعة. كنت أبحث عن تطوير الذات، فوجدت نفسي وسط دورات متتالية واختبارات، حتى وصلت إلى مستويات متقدمة. في البداية، كان الأمر يبدو بريئًا، لكن مع الوقت بدأت ألاحظ تغيرات غريبة في نفسيتي، وعلاقتي بالله، وأصبحت أسمع أصواتًا وأرى أشياء غير طبيعية."

خطر تزييف المفاهيم الدينية

أخطر ما في هذه الدورات هو تزييف المفاهيم الدينية، حيث يتم الاستدلال بآيات وأحاديث بشكل مغلوط، ويتم ربط تمارين الطاقة واليوغا والتأمل بأسماء الله الحسنى أو بالقرآن الكريم، في محاولة لإضفاء الشرعية الدينية عليها. بل يصل الأمر أحيانًا إلى دعوة صريحة للشرك بالله، من خلال استمداد القوة من "الكون" أو "الأحجار" أو "الشاكرات"، أو حتى التواصل مع "الملائكة" أو "المرشدين الروحيين" المزعومين.

تقول إحدى المشاركات:

"كانوا يقولون لنا: استمدوا الطاقة من الحجر أو الشجر أو البحر. كانوا يطلبون منا أن نطلب من الكون، أو نرسل نوايانا للكون. مع الوقت، بدأت أشعر أني أبتعد عن الله، وأفقد لذة الصلاة والدعاء، وأصبحت أصدق أن هناك قوى أخرى تدير حياتي غير الله."

آثار نفسية واجتماعية خطيرة

لم تتوقف الأضرار عند الجانب العقدي، بل امتدت لتشمل الصحة النفسية والجسدية، والعلاقات الأسرية والاجتماعية. كثير من المشاركات ذكرن أنهن أصبن بنوبات هلع وقلق، ووساوس وأحلام مزعجة، واضطرابات في النوم، وتساقط في الشعر، بل ووصل الأمر ببعضهن إلى الانعزال عن الأسرة، وقطع صلة الرحم، وطلب الطلاق، وخلع الحجاب، بل والانخراط في علاقات محرمة تحت مسميات "توأم الشعلة" أو "التحرر من القيود".

إحدى الأمهات تقول:

"اكتشفت أن ابنتي تتعلم تمارين طاقة في المدرسة، وتقوم بتمارين تنفس وتأمل غريبة. حاولت أن أفهمها، فوجدت أن المدربة تروج لأفكار غريبة عن الكون والطاقة، وتطلب من البنات وضع أحجار في غرفهن، أو رسم رموز معينة."

التأثير على الأطفال والمراهقين

الأخطر من ذلك أن هذه المفاهيم بدأت تتسلل إلى المدارس، من خلال حصص التربية البدنية أو الأنشطة اللاصفية، حيث يتم تعليم الأطفال تمارين تنفس وتأمل، أو ارتداء أساور وأحجار يُزعم أنها تجلب الحظ أو الصحة أو النجاح. وقد روت إحدى الأمهات أن حفيدتها في الصف الرابع الابتدائي بدأت تتحدث عن "الطاقة" و"الأساور" المنتشرة بين الطالبات.

خرافة العلاج بالطاقة والتنفس

من أكثر ما يروج له في هذه الدورات هو "العلاج بالتنفس" أو "جلسات التأمل"، حيث يُطلب من المشارك أن يتنفس بطريقة معينة، أو يحبس نفسه لفترة طويلة، بزعم أن ذلك يطرد الطاقة السلبية أو يشفي الأمراض. وقد أكد الأطباء المختصون في العلاج السلوكي المعرفي أن هذه الممارسات لا أساس علمي لها، بل قد تكون خطيرة إذا مورست بشكل خاطئ، خاصة لمن يعانون من أمراض عضوية أو نفسية.

تقول إحدى الطبيبات:

"لا يوجد في العلاج السلوكي المعرفي ما يسمى بحبس النفس أو الجلوس في الحمام للتخلص من المشاعر السلبية. هذه خرافات لا أساس لها في الطب النفسي، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة."

خرافة تغيير الجينات والمعتقدات

من الخرافات التي انتشرت مؤخرًا أن تغيير المعتقدات أو الأفكار يمكن أن يؤدي إلى تغيير الجينات أو لون العين أو ملامح الوجه! ويُروج لذلك من خلال ربط علوم الطاقة بمصطلحات علمية مثل "الدي إن إيه" أو "الوراثة"، في محاولة لإضفاء مصداقية علمية زائفة. وقد أكد المختصون أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وأن الجينات لا تتغير بالأفكار أو المشاعر، بل هي صفات وراثية ثابتة.

دور الأسرة في الحماية والوقاية

أثبتت التجارب أن الأسرة الواعية هي خط الدفاع الأول ضد هذه الموجة. فالأم والأب عليهما مسؤولية مراقبة ما يتابعه الأبناء على الإنترنت، ومعرفة من يتابعون، وما هي الأفكار التي يتعرضون لها. كما يجب تعزيز الرقابة الذاتية والوعي الديني لدى الأبناء، وتشجيعهم على طرح الأسئلة ومناقشة الشبهات، وعدم تركهم فريسة للجهل أو التأثيرات الخارجية.

تقول إحدى الأمهات:

"كنت أظن أن ابنتي في أمان، حتى اكتشفت أنها تحضر دورات طاقة وتتابع مدربات يروجن للأفكار الوثنية. بدأت أراقبها، وأتحدث معها عن العقيدة، وأشرح لها الفرق بين الدين والخرافة."

رسالة إلى المدربين والمدربات التائبين

وجه المشاركون في البث رسالة قوية إلى المدربين والمدربات الذين تركوا هذا المجال، مطالبين إياهم بعدم الصمت، والمبادرة إلى نشر التوعية، وكشف حقيقة هذه الدورات، وتحذير الناس من الوقوع في فخها. فالتجربة الشخصية لها أثر كبير في إقناع الآخرين، خاصة من لا يزالون في بداية الطريق.

نصائح عملية لحماية نفسك وأسرتك

  • تعلم دينك من مصادره الصحيحة: اقرأ القرآن الكريم وتدبر معانيه، واطلب العلم من العلماء الثقات.
  • احذر من الدورات المشبوهة: لا تشارك في أي دورة أو جلسة علاجية إلا بعد التأكد من خلفية المدرب ومحتوى الدورة.
  • راقب أبناءك وبناتك: اعرف من يتابعون على الإنترنت، وناقشهم في أفكارهم واهتماماتهم.
  • لا تصدق كل ما يقال عن "الطاقة" أو "العلاج البديل": استشر الأطباء المختصين، ولا تنجرف خلف الخرافات.
  • كن قدوة في البيت: اجعل بيتك عامرًا بذكر الله والصلاة وقراءة القرآن.
  • انشر الوعي: شارك هذه المعلومات مع أصدقائك وأقاربك، ولا تكتفِ بالمعرفة لنفسك.

خلاصة القول

إن ما يُسمى بعلوم الطاقة ليس علمًا ولا علاجًا، بل هو بوابة إلى الشرك بالله، والانحراف عن الفطرة، والوقوع في مشاكل نفسية وأسرية خطيرة. واجبنا جميعًا أن نكون واعين، وأن نحمي أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا من هذا الخطر الداهم، وأن نعود إلى ديننا وعقيدتنا الصحيحة، فالله وحده هو الشافي والمعين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

لا تكن صامتًا... شارك الوعي، وكن سببًا في إنقاذ نفسك وأسرتك ومجتمعك.

ملاحظة:

جميع القصص والشهادات الواردة في هذا المقال حقيقية، وتم ذكرها بأمانة لنشر الوعي والتحذير.

إذا كنت قد وقعت في هذه الممارسات، فاعلم أن باب التوبة مفتوح، وارجع إلى الله، واطلب العلم من مصادره الصحيحة، ولا تتردد في طلب المساعدة من المختصين.

https://www.youtube.com/watch?v=8M3L9A1RRrc

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك