اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كشف حقيقة العلاج بالطاقة واليوغا: تجارب واقعية وتحذير للمجتمع

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ مفاهيم العلاج بالطاقة واليوغا والتأمل، وأصبحت هذه الممارسات تلقى رواجًا بين فئات مختلفة من المجتمع، خاصة بين الش

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ مفاهيم العلاج بالطاقة واليوغا والتأمل، وأصبحت هذه الممارسات تلقى رواجًا بين فئات مختلفة من المجتمع، خاصة بين الشباب والفتيات الباحثين عن التطوير الذاتي أو العلاج النفسي أو حتى مجرد الفضول. لكن خلف هذه الدورات والبرامج اللامعة، هناك قصص وتجارب واقعية تكشف عن أضرار عميقة وخطيرة، ليس فقط على الصحة النفسية والجسدية، بل على العقيدة والدين والأسرة والمجتمع.

في هذا المقال، نستعرض خلاصة نقاشات وتجارب حية لأشخاص خاضوا غمار هذه الممارسات، لنضعها "تحت المجهر" من منظور علمي وشرعي، ونكشف كيف يتم استدراج الناس، وما هي المخاطر الحقيقية لهذه الدورات، وكيف يمكن حماية النفس والأسرة والمجتمع من هذا التيار المتزايد.

بداية القصة: كيف يبدأ الانجراف؟

غالبًا ما يبدأ الأمر ببحث الإنسان عن حل لمشكلة نفسية أو اجتماعية، أو رغبة في تطوير الذات أو تحسين الصحة. يجد أمامه دورات في البرمجة اللغوية العصبية، ثم ينتقل إلى دورات الطاقة، ثم اليوغا والتأمل، ليجد نفسه بعد فترة في دوامة من الممارسات الغريبة والمفاهيم المشبوهة.

هناك نوعان من الأشخاص يقعون في هذا الفخ:

  • الأول: من لديه ميل مسبق للخرافات والشعوذة والسحر، فيجد في الطاقة ستارًا جديدًا لممارساته القديمة.
  • الثاني: من يبحث عن التطوير الذاتي والوعي، فيقع ضحية لدعايات "الوعي" و"النورانية" و"الاستحقاق" وغيرها من المصطلحات الجذابة، دون أن يدرك أن خلفها فلسفات دينية وثنية أو شيطانية.

كيف يتم الاستدراج؟

يبدأ المدربون والمدربات باستدراج المتدربين تدريجيًا، عبر جلسات جماعية أو فردية، يتم فيها تزيين الباطل بالحق، وخلط الدين بالعلم، واستخدام آيات وأحاديث في غير مواضعها. يتم إقناع الشخص بأن ما يفعله ليس سحرًا ولا شعوذة، بل "طاقة كونية" أو "تأمل" أو "تطوير ذات".

بعض القصص تروي كيف يتم استغلال الجلسات للطعن في الثوابت الدينية، أو حتى تبرير أفعال محرمة تحت غطاء "الطاقة" أو "الخروج من الجسد" أو "تبادل الطاقات". بل وصل الأمر إلى تبرير الاختلاط المحرم، والتحرش الجنسي، والانحلال الأخلاقي، وكل ذلك تحت مسميات براقة.

اليوغا: رياضة أم عبادة وثنية؟

من أكثر المفاهيم المغلوطة المنتشرة هي اعتبار اليوغا مجرد رياضة بدنية. في الحقيقة، اليوغا في أصلها طقوس دينية هندوسية، وكل وضعية فيها تمثل عبادة لإله من آلهة الهندوس أو البوذيين. حتى النظام النباتي المرتبط بها له أبعاد دينية، مثل تقديس البقرة أو الامتناع عن أكل اللحوم تقربًا للآلهة.

يقول أحد المشاركين: "لو طلب منك أحد أن تؤدي حركات صلاة لدين آخر لرفضت فورًا، فلماذا تقبل أداء وضعيات هي في أصلها صلوات وثنية وتعتبرها رياضة؟".

أضرار نفسية واجتماعية ودينية

  • ضياع العقيدة: كثير من التجارب تروي كيف يبدأ الأمر بتطوير الذات وينتهي بالطعن في أركان الإيمان، أو الاستهزاء بالأنبياء، أو حتى الخروج من الملة دون شعور.
  • تفكك أسري: هناك من فقدت والدتها أو كرهت والدها أو انفصلت عن زوجها بسبب هذه الممارسات، أو وصلت لمرحلة كراهية أبنائها.
  • انحراف أخلاقي: جلسات الطاقة واليوغا قد تتحول إلى تجمعات اختلاط وانحلال، وتبرير للممارسات المحرمة.
  • خسارة مالية: كثير من الضحايا دفعوا مبالغ طائلة لحضور دورات أو جلسات علاجية بلا فائدة حقيقية، بل زادتهم مشاكل نفسية وجسدية.
  • تسلط الشياطين: من أخطر ما ذكره أصحاب التجارب هو شعورهم بتغيرات روحية ونفسية، أو حتى إصابتهم بمس أو وساوس أو ضيق في العبادة والدعاء.

لماذا ينجرف الناس رغم التحذيرات؟

  • ضعف العقيدة: أغلب من وقع في هذه الممارسات كان لديه ضعف في التأسيس الديني، أو جهل بحقيقة هذه الفلسفات.
  • غياب الحوار الأسري: كثير من الشباب والفتيات يفتقدون للحوار والتواصل مع الأهل، فيجدون في هذه الدورات تعويضًا عاطفيًا ونفسيًا.
  • دعايات مضللة: وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بمؤثرين يروجون للطاقة واليوغا كأنها حلول سحرية لكل مشاكل الحياة.
  • تزيين الشيطان: يتم تبرير كل شيء تحت مسميات براقة، حتى يقع الإنسان في المحظور وهو يظن أنه على خير.

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • التحصين بالعلم الشرعي: معرفة العقيدة الصحيحة، وقراءة القرآن وفهم السنة، هي الحصن الأول ضد هذه التيارات.
  • الحوار الأسري: يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا قريبين من أبنائهم، يستمعون لهم، يناقشونهم، ويوضحون لهم الحقائق باللين والحكمة.
  • نشر الوعي: لا تكتفِ بمعرفة الحقيقة، بل شاركها مع من حولك، وانصح برفق ووضّح الأدلة.
  • عدم الانسياق خلف كل جديد: ليس كل ما يلمع ذهبًا، ولا كل ما يُسمى "تطوير ذات" أو "وعي" هو علم نافع.
  • الرجوع إلى الله: في كل ضيق أو مشكلة، الجأ إلى الله بالدعاء والصلاة والذكر، ولا تبحث عن حلول سحرية أو طرق مختصرة بعيدة عن الدين.

كلمة أخيرة

تجارب العلاج بالطاقة واليوغا ليست مجرد قصص عابرة، بل هي ناقوس خطر يدق في كل بيت. لا تنخدعوا بالدعايات البراقة، ولا تضحوا بدينكم وأخلاقكم وعقولكم من أجل وهم أو تجربة عابرة. ديننا فيه الكفاية من الطمأنينة والسكينة والتزكية الحقيقية للنفس والجسد والروح.

احذروا من كل من يروج لفلسفات غريبة أو يخلط الدين بالباطل، وكونوا على وعي أن طريق الحق واحد، وما عداه طرق متشعبة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه.

حافظوا على أنفسكم، وعلى أبنائكم، وكونوا عونًا في نشر الوعي، فرب كلمة منك تكون سببًا في نجاة إنسان من الضياع.

إذا كانت لديك تجربة أو تساؤل حول هذه المواضيع، لا تتردد في التواصل مع المختصين أو طلب النصح من أهل العلم الشرعي.

نسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية، وأن يحفظ بيوت المسلمين من كل فتنة وضلال.

https://www.youtube.com/watch?v=nJhnXIoekrM

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك