كشف حقيقة "المدرسة النورانية" وادعاءاتها حول الفتح القلبي والإسقاط النجمي
في هذا المقال، نسلط الضوء على موضوع بالغ الأهمية يتعلّق بما يُعرف بـ"المدرسة النورانية" وبعض الممارسات المنتشرة فيها، مثل الفتح القلبي والإسقاط النجمي
في هذا المقال، نسلط الضوء على موضوع بالغ الأهمية يتعلّق بما يُعرف بـ"المدرسة النورانية" وبعض الممارسات المنتشرة فيها، مثل الفتح القلبي والإسقاط النجمي، ونكشف حقيقة هذه الادعاءات، ونبين أوجه التشابه بينها وبين بعض المذاهب والممارسات الروحانية الأخرى، مع توضيح خطورتها على العقيدة الإسلامية.
ما هي المدرسة النورانية؟
المدرسة النورانية هي إحدى الجماعات أو الطرق التي تدّعي الانتساب للإسلام، وتزعم أنها تقدم تعاليم روحية خاصة، وتستند في ذلك إلى مفاهيم مثل "الفتح القلبي" و"الإسقاط النجمي". لكنها في الواقع تخلط بين مفاهيم دينية صحيحة وأخرى باطلة، وتستورد أفكارًا من مدارس الطاقة، والهندوسية، والبوذية، والكابالا اليهودية، وتشرعنها بغطاء إسلامي زائف.
التشابه مع مدارس الطاقة والمذاهب الشرقية
يتضح من دراسة هذه المدرسة أنها تتبع نفس منهج مدارس الطاقة الشرقية، حيث تؤمن بوجود طاقة علوية تقابلها طاقة سفلية، وطاقة خير تقابلها طاقة شر، وقوة تقابلها ضعف، على غرار مفهوم "الين واليانغ" الصيني. ويبدو أن من وضع هذه الأفكار خلط بين الكثير من المذاهب الروحانية، ليخرج بمزيج يروج له تحت مسمى "المدرسة النورانية".
الفتح القلبي مقابل الإسقاط النجمي
في مدارس الطاقة، يُعرف الإسقاط النجمي بأنه خروج الروح من الجسد والسفر في عوالم أخرى. أما في المدرسة النورانية، فيُسمى ذلك "الفتح القلبي". ورغم اختلاف التسميات، إلا أن المضمون واحد: ادعاء القدرة على الخروج من الجسد، أو تلقي معارف غيبية خارقة.
مصادر الفتح القلبي عندهم
- الفتح المنامي (الأحلام الجلية): يعتمدون بشكل كبير على الأحلام، ويعتبرونها مصدرًا للتشريع والمعرفة، حتى لو تعارضت مع القرآن والسنة.
- فتح الشيخ للمريد: يدّعون أن الشيخ يستطيع أن "يفتح" على المريد، أي يمنحه قدرات ومعارف خاصة.
- الفتح الإلهامي: يزعمون أن بعض الشيوخ لديهم علم لدني أو إلهام مباشر من الله أو الملائكة، دون حاجة للرجوع للنصوص الشرعية.
- الفتح الحدسي أو القلبي: يروّجون لفكرة أن القلب يشعر ويهدي، حتى لو خالف النصوص، ويستدلون بذلك على صحة معتقداتهم.
- الفتح الإيحائي: يدّعي البعض سماع أصوات أو رسائل في الصدر أو القلب، ويعتبرون ذلك نوعًا من الإيحاء الروحي أو حديث النفس، ويجعلونه دليلاً على الفتح.
أنواع الفتح والإسقاط في المدرسة النورانية
- فتح التملك: يدّعون القدرة على التملك الروحي، حيث يزعم المريد أنه يتواصل مع "ملوك نورانيين علويين"، والحقيقة أن هذه الممارسات ما هي إلا تواصل مع شياطين.
- فتح البخور: يتم عبر طقوس معينة، حيث يستخدم الشيخ البخور ويردد أذكارًا أو آيات معينة، ثم يطلب من المريد إغماض عينيه والدخول في حالة استرخاء، ليبدأ ما يسمى بالإسقاط أو الفتح.
- فتح الكشف المكاني (أهل الخطوة): يزعم بعضهم القدرة على التواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت، أو معرفة ما يحدث في أماكن بعيدة عنهم.
- فتح الكشف الاستشفائي: يدّعي الشيخ القدرة على علاج المرضى عن بُعد، دون رقية شرعية، بل عبر طقوس روحية واتصال مزعوم بالجن أو الأرواح.
- فتح كشف المنازل: يدّعي الشيخ أنه يستطيع رؤية ما يحدث في بيوت الناس عن طريق الإسقاط الروحي، ويصف تفاصيل دقيقة لإقناع المريدين.
- فتح كشف العرش: من أخطر الادعاءات، حيث يزعمون القدرة على الصعود إلى عرش الله أو لمس العرش، بل وادعاء جلب أحجار كريمة من هناك!
- فتح كشف السماء: يزعمون التواصل مع الملائكة مثل جبريل وميكائيل، وتلقي العلم منهم مباشرة.
- فتح كشف الزمان (كشف الغيب): يدّعون القدرة على معرفة المستقبل أو التنبؤ بالأحداث القادمة.
- فتح الخيرة: بدلاً من صلاة الاستخارة الشرعية، يزعم الشيخ أنه يستطيع معرفة الخير للمريد عبر الفتح الروحي.
- فتح الكنوز: يدّعي الشيخ القدرة على تحديد أماكن الكنوز والدفائن عبر الإسقاط الروحي.
- فتح المندل: وهي ممارسة كشف المسروقات أو المفقودات عبر طقوس خاصة بالماء أو المرايا.
خطورة هذه الممارسات
كل هذه الممارسات لا تستند إلى دليل شرعي من القرآن أو السنة، بل تعتمد على الخرافة والدجل والشعوذة، وتفتح الباب واسعًا أمام الشياطين للتلاعب بعقول الناس وأموالهم، وتبعدهم عن التوحيد الخالص.
كما أن هذه الطرق تشجع على تقديس الأشخاص (الشيوخ)، وتمنحهم سلطة روحية مطلقة، فيصبح المريد تابعًا ذليلًا، يصدق كل ما يُقال له دون رجوع للكتاب والسنة أو أهل العلم المعتبرين.
نصيحة للقراء
لا تنخدعوا بالمظاهر أو الادعاءات البراقة التي تروج لها هذه المدارس. الإسلام دين واضح، بني على الكتاب والسنة، وليس فيه أسرار خفية أو علوم باطنية لا يعرفها إلا "الخاصة". كل ما يخالف الشريعة أو يدّعي علم الغيب أو التواصل مع الأرواح والجن بهذه الطرق هو من الباطل، ويجب الحذر منه.
خلاصة
المدرسة النورانية ليست سوى امتداد لمذاهب باطنية قديمة، تم تغليفها بغطاء إسلامي زائف. كل ما يدّعونه من فتح قلبي أو إسقاط نجمي أو كشف غيبي لا أصل له في الإسلام، بل هو من تلبيس الشيطان وخداعه. الواجب على المسلم أن يعتصم بالقرآن والسنة، ويبتعد عن كل ما يخالفهما، وأن يسأل أهل العلم فيما أشكل عليه.
نسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات على الحق، وأن يحفظنا من كل ضلال وبدعة، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
ملاحظة: هذه المادة جزء من سلسلة توعوية، وسنواصل في مقالات قادمة تسليط الضوء على مزيد من الممارسات المشبوهة في مثل هذه المدارس، مع بيان موقف الإسلام منها بشكل واضح وبالأدلة الشرعية.
https://www.youtube.com/watch?v=fTrlXjvDZyo