اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كشف حقيقة "علوم الطاقة": تجارب، تحذيرات، ونصائح هامة

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ما يُعرف بـ"علوم الطاقة" وتقنيات مثل الثيتا هيلينغ (Theta Healing) والأكسس بارز (Access Bars) وغيرها من الممارسات

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ما يُعرف بـ"علوم الطاقة" وتقنيات مثل الثيتا هيلينغ (Theta Healing) والأكسس بارز (Access Bars) وغيرها من الممارسات التي يُروّج لها على أنها طرق للعلاج النفسي والجسدي وتطوير الذات. ومع تزايد الإقبال عليها، ظهرت شهادات وتجارب شخصية لأشخاص خاضوا هذه التجارب ثم تراجعوا عنها بعد اكتشافهم لحقيقتها وآثارها السلبية، خاصة على الجانب الديني والنفسي.

في هذا المقال، نعرض أهم النقاط التي تم تداولها في أحد النقاشات التوعوية حول هذه الممارسات، مستندين إلى تجارب حقيقية وتحليلات علمية وشرعية.

1. بداية الطريق: كيف يبدأ الانخداع؟

غالبًا ما يبدأ الانخداع بهذه التقنيات من باب الفضول أو الرغبة في حل مشكلة نفسية أو جسدية. يُلاحظ أن المدربين أو المروجين لهذه الدورات يستغلون العاطفة الدينية لدى الناس، فيدخلون مفاهيم الطاقة والتوكيدات وقوانين الجذب تحت غطاء ديني أو علمي زائف.

من التجارب الشخصية، ذكرت إحدى المشاركات أن أول ما لفت انتباهها لوجود خلل هو عدم اهتمام المدربين بوقت الصلاة، بل أحيانًا يُشجعون على تأجيلها بحجة الجلسة أو العلاج. كما لاحظت أن المحافظة على الأذكار والأدعية كانت تمنحها حماية داخلية من الدخول في جلسات مشبوهة أو مؤذية.

2. التلاعب بالمفاهيم الدينية

أحد أخطر ما في هذه الممارسات هو تلاعب المدربين بالمفاهيم الدينية، فترى بعضهم يُصرّح بأنه دارس للفقه والشريعة، بل ويزعم أن تقنيات الطاقة لا تتعارض مع الدين! بل قد يُروّج لها على أنها "نور إلهي" أو "شفاء رباني"، بينما في الحقيقة، كثير من هذه التقنيات لها جذور وثنية أو بوذية أو حتى شركية، وبعضها يتعامل بشكل صريح أو ضمني مع مفاهيم الجن والسحر.

كما أشار المشاركون إلى أن بعض المدربين يطلبون "قرابين" أو طقوس غريبة كشرط للحصول على الشهادة أو العلاج، وهو ما يُعد مخالفة صريحة للعقيدة الإسلامية.

3. وهم التوكيدات وقانون الجذب

من أكثر المصطلحات انتشارًا في هذه الدورات "التوكيدات" و"قانون الجذب". يُقال للمتدرب: كرر عبارات إيجابية مثل "أنا أستطيع"، "أنا أخلق واقعي"، "أنا ممتن للكون"، ويُطلب منه توجيه هذه العبارات للكون أو للطاقة.

لكن في حقيقة الأمر، كما أوضح المتحدثون، لا يوجد في علم النفس ما يُسمى "التوكيدات" بهذا المفهوم، بل هي عملية ترويج لتأليه الذات واستبدال الدعاء المشروع بترديد عبارات فارغة لا تستند إلى أي أساس علمي أو ديني. بل إن تكرار كلمة "أنا" بشكل مبالغ فيه هو في جوهره نرجسية وتنازع مع صفات الله عز وجل.

أما الامتنان، فهو لله وحده، ولا يجوز أن يُوجه للكون أو الجمادات أو حتى للبشر بهذه الصيغة، لأن الامتنان في اللغة الشرعية لله فقط، وما عدا ذلك يُسمى شكرًا.

4. الجلسات العلاجية: حقيقة أم خداع نفسي؟

تُبنى أغلب الجلسات العلاجية في الأكسس بارز والثيتا هيلينغ على تهيئة العميل نفسيًا، والاستماع لمشكلاته، ثم إجراء بعض الحركات أو ترديد العبارات. كثير من الحالات تشعر براحة مؤقتة فقط لأنها وجدت من يسمعها أو تخلصت من ضغوطها بالكلام، وليس بسبب أي "طاقة" أو "تغيير في الـDNA" كما يُزعم.

بل إن بعض المدربين يُشجعون العميل على العودة مرارًا وتكرارًا، بحجة أن العلاج لا يتم من جلسة واحدة، فيدخل الشخص في دائرة استنزاف مادي ونفسي بلا فائدة حقيقية.

5. خطورة ربط النجاح الدنيوي بهذه الممارسات

من الأساليب الشائعة في التسويق لهذه الدورات، ربطها بجذب المال أو تحقيق الوفرة أو النجاح السريع. يُقال للمتدرب: "إذا طبقت قانون الجذب أو حضرت دورة الوفرة ستتغير حياتك". لكن الواقع أن المدربين أنفسهم لو كان ما يروجون له حقيقيًا لما احتاجوا لتدريب الناس أو أخذ أموالهم، بل كانوا سيحققون الوفرة لأنفسهم دون عناء!

6. التحذير من الانخداع بالمظاهر أو الألقاب

كثير من المدربين يحملون ألقابًا مثل "دكتور"، "معالج"، "مدرب معتمد"، أو يظهرون بمظهر المتدين أو المثقف، لكن هذا لا يعني صحة ما يقدمونه. بل قد يكون بعضهم حفظ القرآن أو درس الشريعة، لكنه دخل في هذه الممارسات بسبب ضعف العقيدة أو الانبهار بالمظاهر أو الجهل بحقيقتها.

7. كيف نقي أنفسنا وأهلنا من هذه الممارسات؟

  • الرجوع للعلماء والمختصين: في أي مسألة دينية أو نفسية، استشر أهل الذكر والعلماء الموثوقين، أو المختصين في علم النفس الحقيقيين.
  • تحكيم الشرع والعقل: كل ما يُعرض عليك من أفكار أو دورات أو كتب، اعرضه على ميزان الشرع أولًا، ثم العلم، ثم العقل والمنطق.
  • عدم الانجرار وراء العبارات الرنانة: لا تنخدع بكلمات مثل "طاقة"، "جذب"، "نور إلهي"، "شفاء كوني"، فهي غالبًا غطاء لأفكار دخيلة.
  • الحذر من التسويق العاطفي: كثير من المدربين يلعبون على وتر العاطفة الدينية أو الحاجة النفسية، فكن واعيًا ولا تسلم نفسك لأي شخص مهما كان مظهره أو لقبه.
  • توعية من حولك: إذا اكتشفت حقيقة هذه الممارسات، لا تسكت. شارك تجربتك وحذر غيرك، فربما تكون سببًا في إنقاذ شخص من الضياع.

8. خلاصة التجارب: العودة إلى الله هي الحل

أجمع المشاركون في النقاش على أن كل ما وجدوه في هذه الممارسات لم يحقق لهم أي فائدة حقيقية، بل زادهم همًا أو ضياعًا أو بعدًا عن الله. الرضا والقناعة، والدعاء، والصلاة، والعودة إلى الله، هي العلاج الحقيقي لكل هم وضيق.

الحياة قصيرة، والموت أقرب مما نتصور، فلا تضيّع وقتك ومالك ونفسك في أوهام لا أصل لها. إذا واجهتك مشكلة نفسية أو اجتماعية، الجأ إلى الله أولًا، ثم إلى المختصين الحقيقيين، ولا تنخدع بالدعايات البراقة.

9. رسالة ختامية

لا تغتر بالمظاهر أو الألقاب أو العبارات الرنانة. ابحث عن الجذور الحقيقية لأي تقنية أو ممارسة قبل أن تدخل فيها. واعلم أن أي علم أو تقنية لا تستند إلى الشرع والعلم الصحيح، فهي إما وهم أو ضرر أو شرك. شارك هذه الرسالة مع من تحب، وكن سببًا في توعية غيرك.

اللهم ثبتنا على الحق، واحفظنا وأهلنا من كل شر وفتنة، واهدِ من ضل إلى الصراط المستقيم.

كتبه فريق التوعية ضد علوم الطاقة الزائفة

للمزيد من المعلومات، تابعوا قنوات التوعية، وشاركوها مع من يهمكم أمره.

https://www.youtube.com/watch?v=wUZhtu7N-sc

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك