اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كشف حقيقة علوم الطاقة وحركة العصر الجديد: حوار التائبين وتجاربهم

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية موجة من ما يُسمى بعلوم الطاقة، وفنون العلاج الروحاني، وتقنيات مثل "الثيتا هيلينغ" و"الأكسس

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية موجة من ما يُسمى بعلوم الطاقة، وفنون العلاج الروحاني، وتقنيات مثل "الثيتا هيلينغ" و"الأكسس بارز". تروج هذه الممارسات لنفسها على أنها علوم حديثة أو طرق بديلة للشفاء وتحقيق السعادة والثراء، لكنها في حقيقتها تحمل أبعادًا خطيرة على العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية. في هذا المقال، نستعرض من خلال شهادات وتجارب تائبين وتائبات، حقيقة هذه الممارسات، أصولها، أسباب انتشارها، ولماذا يجب الحذر منها.

ما هي حركة العصر الجديد (New Age)؟

تُعد حركة العصر الجديد ظاهرة فكرية وروحانية ظهرت في الغرب منذ القرن التاسع عشر، وتوسعت بشكل كبير في القرن العشرين، خاصة مع ظهور جماعات "الهيبيز" في الستينات والسبعينات. تقوم هذه الحركة على دمج معتقدات شرقية وغربية، روحية وفلسفية، وتدعو إلى وحدة الأديان، وتروج لفكرة أن الإنسان إله أو يحمل جزءًا من الألوهية في داخله. كما تشجع على استخدام التنجيم، الفلك، التأمل، اليوغا، وفنون الطاقة، وتدعو إلى نظام عالمي موحد في الدين والحكومة والعملة.

هذه الحركة ليست دينًا بالمعنى التقليدي، بل هي خليط من الفلسفات والأفكار الروحانية، تتأثر بالبوذية، الهندوسية، الصوفية، وبعض المعتقدات الباطنية. وتحت مظلتها تندرج العديد من "العلوم الزائفة" مثل الريكي، الثيتا هيلينغ، الأكسس بارز، البرانا، وغيرها.

كيف بدأت علوم الطاقة وانتشرت في العالم العربي؟

دخلت علوم الطاقة إلى العالم العربي تحت شعارات التنمية البشرية، العلاج البديل، أو البحث عن السعادة والسلام الداخلي. استغلت هذه الممارسات ضعف الوعي الديني، وانتشار القلق النفسي، والحاجة الملحة للشفاء أو تحقيق الأمنيات. كثير من المدربين والمدربات تخرجوا من مدارس غربية أو شرقية، وبدؤوا في تسويق هذه الدورات على أنها "علوم حديثة" أو "أسرار كونية"، مع وعود براقة مثل: "جذب الشريك"، "تحقيق الثراء"، "شفاء الأمراض المزمنة"، أو "العيش بوعي وسعادة".

لكن الحقيقة التي كشفها التائبون والتائبات من هذه الممارسات، أن معظمها قائم على أفكار باطنية، طقوس مأخوذة من السحر والشعوذة، أو حتى استحضار الجن والشياطين، وإن تم تغليفها بمصطلحات علمية أو دينية زائفة.

شهادات تائبات: من الظلام إلى النور

تجربة "وهج" مع الثيتا هيلينغ

تحكي "وهج" تجربتها بعد سبع سنوات من ممارسة وتعليم تقنيات الثيتا هيلينغ، وتقول: "كنت أظن أنني أتواصل مع طاقة رب العالمين عبر التأمل، لكن بعد سنوات اكتشفت أن هذا التواصل كان مع كيانات غير معروفة، وأن أصل التقنية مأخوذ من فلسفات باطنية يهودية (الكبّالا) وبوذية، وأنها ليست علمًا ولا دينًا، بل نوع من الاستدراج الشيطاني."

تضيف وهج: "كنا نعتقد أن لدينا القدرة على علاج السحر والمس وإرسال الكيانات إلى النور الإلهي، لكن في الحقيقة كنا نمارس طقوسًا خطيرة دون وعي، وكان كثير من العملاء يعانون من أعراض غريبة أو كوابيس بعد الجلسات."

تجربة "زوزو" مع الأكسس بارز

أما "زوزو"، فكانت مدربة معتمدة في الأكسس بارز، وتروي: "مؤسس التقنية جاري دوجلاس اعترف بنفسه أنه استلهمها من روح ساحر روسي عبر استحضار الأرواح، وكان يمارس السحر الأسود. في الدورات الرسمية، يتم الترويج للأكسس بارز على أنه مجموعة أدوات لخلق واقع جديد وتحقيق الوعي المطلق، لكن في الحقيقة هي طقوس مأخوذة من السحر والشعوذة، وتؤدي مع الوقت إلى اضطرابات نفسية وروحية."

تشير زوزو إلى أن الكثير من المدربين في العالم العربي يخفون الجانب المظلم لهذه الممارسات، ويقدمونها في قوالب براقة وجذابة، لكن الحقيقة تظهر مع الوقت من خلال الأعراض النفسية والكوابيس، أو حتى الانحراف في العقيدة والسلوك.

لماذا ينجذب الناس إلى هذه الممارسات؟

هناك عدة أسباب تفسر انجذاب البعض إلى علوم الطاقة والعصر الجديد:

  • الضعف النفسي والروحي: كثير من الناس يلجأون لهذه الممارسات في لحظات ضعف أو يأس، بعد فشلهم في إيجاد حلول لمشاكلهم الصحية أو النفسية عبر الطرق التقليدية.
  • الفراغ الروحي: خاصة في المجتمعات الغربية أو الفئات التي ابتعدت عن الدين، يصبح البحث عن بديل روحي حاجة ملحة، فتجد في هذه الممارسات ملاذًا مؤقتًا.
  • الوعود البراقة: تروج هذه التقنيات لنفسها بأنها "عصا سحرية" تحقق كل الأمنيات بسرعة وبدون جهد، وتستغل حاجات الناس العاطفية والمادية.
  • التسويق الذكي: يتم تقديم هذه الدورات عبر مدربين محترفين في الخطاب، يدمجون بين مصطلحات علمية، دينية، وفلسفية، ويستخدمون أساليب إقناع نفسية قوية.
  • قلة الوعي الشرعي والعلمي: كثير من الناس يجهلون حقيقة هذه الممارسات، ولا يبحثون عن أصولها أو حكمها الشرعي، ويكتفون بتجربة الآخرين أو الإعلانات.

هل هناك نتائج حقيقية؟ ولماذا يشعر البعض بتحسن؟

من الأسئلة المتكررة: إذا كانت هذه الممارسات باطلة، لماذا يشعر البعض بتحسن أو راحة نفسية بعد الجلسات؟

الإجابة تكمن في عدة نقاط:

  • الراحة المؤقتة: كثير من الجلسات تعتمد على الاسترخاء، الموسيقى الهادئة، والكلام الإيجابي، ما يؤدي إلى شعور مؤقت بالراحة، لكنه لا يعالج أصل المشكلة.
  • التأثير النفسي (Placebo): الإيحاء النفسي يلعب دورًا كبيرًا، فالمريض يقتنع أنه سيتحسن فيشعر بتحسن مؤقت.
  • استدراج الشيطان: كما أشار التائبون، قد يحصل الشخص على نتائج سريعة أو مفاجئة، لكنها تكون نوعًا من الاستدراج، يتبعها لاحقًا مشاكل أكبر أو أعراض روحية ونفسية خطيرة.
  • استغلال نقاط الضعف: المدربون المحترفون يعرفون كيف يستغلون نقاط ضعف العميل، ويعيدون تفسير أي عرض سلبي بأنه "تحرر" أو "تنظيف طاقي".

مخاطر هذه الممارسات

  • الانحراف العقدي: كثير من هذه الممارسات تؤدي إلى الشرك أو الانحراف عن العقيدة الصحيحة، من خلال الاعتقاد بوجود قوى خارقة أو الاستعانة بغير الله.
  • الاضطرابات النفسية: مع الوقت، قد تظهر أعراض كوابيس، وساوس، قلق شديد، أو حتى حالات تلبس روحي.
  • الاستغلال المالي: بعض المدربين يفرضون على العملاء حضور عدة جلسات بمبالغ كبيرة، دون نتائج حقيقية.
  • إضعاف الثقة بالله: الاعتماد على هذه الممارسات يضعف التوكل على الله والإيمان بالقضاء والقدر.

نصائح هامة للوقاية والتوعية

  • التمسك بالعقيدة الصحيحة: العودة إلى الله، التوكل عليه، والدعاء، والالتزام بالعبادات، هي الطريق الحقيقي للشفاء والراحة النفسية.
  • البحث والتحقق: قبل تجربة أي تقنية أو علاج، ابحث عن أصلها، حكمها الشرعي، وتأكد من مصادرها.
  • استشارة أهل العلم: في حال وجود مشاكل نفسية أو صحية، استشر الأطباء والأخصائيين الموثوقين، وابتعد عن المدربين غير المؤهلين.
  • عدم الانجرار وراء النتائج المؤقتة: لا تغتر بالراحة المؤقتة أو النتائج السريعة، فقد تكون استدراجًا أو وهمًا.
  • قراءة كتاب "تلبيس إبليس": من الكتب المفيدة لفهم كيف يلبس الشيطان على الناس ويزين لهم الباطل.

كلمة أخيرة

إن ما يسمى بعلوم الطاقة وحركة العصر الجديد ليست إلا فخاخًا شيطانية مغلفة بمصطلحات براقة، تهدف إلى إبعاد الناس عن دينهم وعقيدتهم، واستنزاف أموالهم وأعصابهم. مهما اشتدت بك الظروف، لا تلجأ إلا لله، ولا تبحث عن الشفاء إلا فيما أباحه الله وشرعه. وتذكر دائمًا: من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.

لا تتردد في مشاركة هذه المعلومات مع من تحب، فالتوعية مسؤولية الجميع.

إذا كان لديك أي سؤال أو تجربة حول هذه الممارسات، لا تتردد في التواصل مع المختصين أو التائبين من هذا المجال، فهم أدرى بخفاياه وأسراره.

https://www.youtube.com/watch?v=mz8xOxgUETc

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك