كشف حقيقة مدارس الطاقة والتنمية البشرية: تجارب ونقاشات من قلب المنتدى
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل لافت دورات ومدارس "الطاقة" و"التنمية البشرية" في العالم العربي، وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي تعجّ بالمدربين والكوتشا
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل لافت دورات ومدارس "الطاقة" و"التنمية البشرية" في العالم العربي، وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي تعجّ بالمدربين والكوتشات الذين يروجون لمفاهيم جديدة حول الوعي، الطاقة، الشفاء الذاتي، وتحرير المشاعر. لكن خلف هذه العناوين البراقة، هناك الكثير من التساؤلات، التجارب الشخصية، والتحذيرات التي بدأت تظهر من أشخاص خاضوا هذه المجالات وخرجوا منها بتجارب صادمة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط التي ناقشها أعضاء منتدى "نور الحقيقة" في أول بث مباشر لهم على تليجرام، حيث شاركوا تجاربهم الشخصية، أجابوا على أسئلة الحضور، وكشفوا الكثير من الخفايا حول عالم الطاقة والتنمية البشرية.
ما هو منتدى "نور الحقيقة"؟
منتدى "نور الحقيقة" هو أول منتدى عربي على تليجرام يضم نخبة من الإخوة والأخوات من مختلف التخصصات، يهدف إلى استقبال العائدين والتائبين من مدارس الطاقة، الرد على استفساراتهم، تبادل التجارب، وتوعية المجتمع بمخاطر هذه المدارس.
كيف يدخل الناس إلى عالم الطاقة؟
أغلب من يدخلون عالم الطاقة يفعلون ذلك بدافع الفضول أو بحثًا عن حل لمشكلة شخصية أو نفسية. يبدأ الأمر غالبًا بدورات تبدو بريئة، تتحدث عن السلام، المحبة، الامتنان، وتطوير الذات. لكن مع التدرج في المستويات، يبدأ المتدرب في مواجهة مفاهيم غريبة، طقوس، رموز، وتوكيدات، ويُطلب منه ممارسة التأملات بشكل متكرر.
مع الوقت، يجد الشخص نفسه غارقًا في منظومة فكرية وسلوكية تجعله ينفصل تدريجيًا عن عقيدته، مجتمعه، وحتى ذاته، ويبدأ في تبني أفكار جديدة حول الكون، الطاقة، والقوة الذاتية.
هل كل مدرب طاقة يعلم أنه يتعامل مع الشياطين؟
من خلال تجارب المشاركين، تبيّن أن كثيرًا من المدربين والمتدربين لا يدركون في البداية أنهم يتعاملون مع كيانات غير مرئية (جن أو شياطين)، بل يظنون أن ما يفعلونه هو نوع من التأمل أو الاتصال بالله. لكن مع التعمق، تظهر طقوس وتعويذات ورموز لا يمكن تفسيرها إلا بالاستعانة بقوى غيبية، ويبدأ المدرب في ربط قيمته بمدى قدرته على "تغيير حياة الآخرين" أو "شفاء الأمراض" أو حتى الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما حقيقة "النتائج الإيجابية" في بداية الطريق؟
أغلب من خاضوا هذه التجربة تحدثوا عن ما يسمى "شهر العسل" في البداية: يشعر الشخص بتحسن مؤقت في المزاج، هدوء نفسي، أو تحسن في العلاقات. لكن سرعان ما تبدأ الأعراض السلبية في الظهور: عزلة اجتماعية، اضطراب في العبادة، شكوك في العقيدة، مشاكل صحية ونفسية، وأحيانًا تدهور العلاقات الأسرية.
هذه النتائج الإيجابية المؤقتة ليست دليلاً على صحة الطريق، بل هي جزء من عملية الاستدراج، حيث يُغرى الشخص بالبدايات حتى ينغمس أكثر في الممارسات.
خطورة "أسلمة" الطاقة والتنمية البشرية
أحد أخطر ما كشفه المشاركون هو محاولة بعض المدربين "أسلمة" تقنيات الطاقة، عبر إدخال آيات قرآنية أو أسماء الله الحسنى في التأملات والطقوس، أو استخدام الأذكار بعدد معين بطريقة غير مشروعة. هذا الخلط بين الدين والممارسات الوثنية أو البوذية يُعد من أخطر أساليب التضليل، وقد يؤدي إلى تحريف العقيدة دون أن يشعر الشخص.
هل التنمية البشرية علم حقيقي؟
أجمع المتحدثون على أن ما يسمى "التنمية البشرية" ليس علمًا ذا منهج أو مرجع واضح، بل هو خليط من علوم النفس، الدين، الفلسفات الشرقية، وحتى بعض الخرافات. كل مدرب يصيغ دورته حسب هواه، ويضيف إليها من هنا وهناك، حتى أصبحت التنمية البشرية "سلطة" من كل العلوم، بلا أساس علمي متين.
لماذا تنتشر هذه المدارس بسرعة؟
يرى المشاركون أن سبب الانتشار السريع يعود إلى عدة عوامل:
- ضعف الخلفية الدينية والعلمية لدى كثير من الناس.
- التسويق المكثف على السوشيال ميديا، حيث يظهر المدربون بمظهر الناجح، المؤثر، وصاحب الحلول السحرية.
- البحث عن حلول سريعة للمشاكل النفسية والاجتماعية.
- تزيين الباطل بالحق، حيث يتم خلط بعض المفاهيم الصحيحة من علم النفس أو الدين مع أفكار الطاقة.
أثر هذه الممارسات على العقيدة والسلوك
من أخطر آثار هذه المدارس أنها تزعزع العقيدة تدريجيًا، وتدفع الشخص إلى إعادة تفسير النصوص الدينية حسب هواه، أو حتى التشكيك في أصول الدين والعبادات. كما تؤدي إلى اضطرابات في العلاقات الأسرية، ضعف الالتزام الديني، وأحيانًا الوقوع في الشرك أو السحر دون وعي.
ماذا عن "الطفل الداخلي" و"تحرير المشاعر"؟
هذه المفاهيم مأخوذة جزئيًا من علم النفس، لكن تم تحريفها وإدخالها في مدارس الطاقة بطرق غير علمية، حيث يتم علاجها عبر التأملات، التوكيدات، أو حتى جلسات مع مدربين غير مختصين، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية أو أضرار نفسية.
نصائح عملية لمن يبحث عن تطوير الذات أو علاج نفسي
- العودة إلى المصادر الموثوقة: القرآن والسنة، وأقوال العلماء المعتبرين.
- اللجوء إلى المختصين: إذا كان لديك مشكلة نفسية أو اجتماعية، توجّه إلى طبيب أو أخصائي نفسي معتمد.
- الحذر من الشبهات: ابتعد عن أي دورة أو مدرب يخلط بين الدين والفلسفات الشرقية أو يستخدم طقوسًا غريبة.
- لا تبحث عن الحلول السحرية: التطوير الحقيقي يحتاج إلى جهد وصبر، وليس إلى وعود زائفة أو جلسات طاقة.
- استمع إلى إحساسك الداخلي: إذا شعرت أن هناك شيئًا غير مريح أو مخالف للدين، فلا تتجاهل هذا الشعور.
رسالة المنتدى: التوعية والحوار
أكد القائمون على منتدى "نور الحقيقة" أن هدفهم ليس الهجوم على الأشخاص، بل توعية المجتمع بخطورة الأفكار والممارسات، وفتح باب الحوار والنقاش العلمي والشرعي، مع احترام الجميع. كما دعوا كل من لديه تجربة أو علم في هذا المجال للمشاركة ونقل المعرفة للآخرين.
خلاصة
عالم الطاقة والتنمية البشرية مليء بالأفكار المغرية، لكنه يحمل في طياته الكثير من المخاطر العقدية والنفسية والاجتماعية. قبل أن تنجرف وراء أي دورة أو مدرب، توقف، ابحث، اسأل أهل العلم، وكن واعيًا بأن دينك وعقلك ونفسيتك أمانة بين يديك.
إذا كان لديك تجربة أو سؤال حول هذا الموضوع، شاركنا في التعليقات أو تواصل مع منتدى "نور الحقيقة" على تليجرام.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
https://www.youtube.com/watch?v=-4y3diPg6Po