كشف حقيقة "تقنية الثيتا هيلينغ": الجذور، المعتقدات، والمخاطر
مرحباً بكم جميعاً في هذا المقال الذي يهدف إلى تسليط الضوء على واحدة من أكثر تقنيات الطاقة انتشاراً في السنوات الأخيرة، وهي "الثيتا هيلينغ" (Theta Heal
مرحباً بكم جميعاً في هذا المقال الذي يهدف إلى تسليط الضوء على واحدة من أكثر تقنيات الطاقة انتشاراً في السنوات الأخيرة، وهي "الثيتا هيلينغ" (Theta Healing). سنتناول في هذا المقال أصل هذه التقنية، فلسفتها، علاقتها بالديانات الشرقية والغنوصية، وأهم المخاطر الدينية والنفسية المرتبطة بها، مع توضيحات شرعية من أهل العلم.
ما هي تقنية الثيتا هيلينغ؟ ومن هي مؤسستها؟
تقنية الثيتا هيلينغ أسستها فيانا ستيبال عام 1994 (ويقال أحياناً 1995)، وهي أمريكية درست الطاوية، التغذية، وعلم الأعشاب، وتفاخر بأنها تتلمذت على أيدي حكماء بوذيين وكهنة قدامى. تدعي فيانا أنها شُفيت من مرض السرطان بفضل هذه التقنية بعد تلقيها "وحيًا" من الخالق، إلا أن شهادات مقربين منها (ومنهم طليقها) أكدت أن التشخيص كان خاطئاً ولم تكن مصابة فعلاً بالسرطان.
تقوم فكرة الثيتا هيلينغ على التأمل العميق للوصول إلى موجة "ثيتا" في الدماغ، بهدف الشفاء الروحي والجسدي والعقلي، وتحرير الشخص من المعتقدات السلبية. وتدّعي فيانا أن هذه التقنية تمكن الإنسان من تصميم واقعه وتحقيق التحولات العاطفية والجسدية.
الجذور الفلسفية والدينية لتقنية الثيتا هيلينغ
1. الجذور الشرقية والغنوصية
الثيتا هيلينغ ليست ابتكارًا حديثًا، بل هي مزيج من الفلسفات الشرقية الباطنية (بوذية، هندوسية، طاوية) مع بعض الأفكار الغربية الحديثة. تعتمد التقنية على أفكار مثل "الين واليانغ"، "طاقات الكون"، "الكارما"، و"تناسخ الأرواح".
2. المستويات السبعة للوجود
من أهم ما يروج له ممارسو الثيتا هو مفهوم "المستويات السبعة للوجود"، وهي مستوحاة بشكل واضح من البوذية (العوالم الستة للميلاد الجديد)، الكابالا اليهودية (شجرة الحياة)، والهندوسية (مفهوم النرفانا والمكش).
- المستوى الأول: يمثل الأرض والمعادن (مثل مفهوم "غايا" في الطاقات الأخرى).
- المستوى الثاني: النباتات والكائنات الدقيقة، ويرتبط بفكرة "الجنيات" أو "الفيري" (وهي كائنات خرافية شيطانية في الموروثات).
- المستوى الثالث: الإنسان والحيوان، ويُروج فيه لفكرة أن الإنسان يمكن أن يكون من "المستوى الخامس" (البعد الخامس) وهو أرقى من باقي البشر.
- المستوى الرابع: عالم الأرواح، ويُدعى أن فيه أرواح تائهة ومتمردة يمكن التواصل معها.
- المستوى الخامس: عالم الملائكة والشياطين والمعلمين الروحانيين، ويُروج فيه لفكرة "مجلس الاثني عشر" (مستوحى من الديانات المحرفة).
- المستوى السادس: مستوى القوانين الكونية (الاكاشا)، حيث يدّعى أن الإنسان يمكنه التحكم بقوانين الجذب والزمن والمغناطيسية.
- المستوى السابع: طاقة الخلق الصافية، ويزعم أنه يمكن التواصل مع "الخالق" أو "الوعي الأعلى" (وهو في الحقيقة مخلوق في الديانات الأخرى، وليس خالقًا كما في الإسلام).
3. تشابه مع الديانات الشرقية
عند دراسة تفاصيل المستويات السبعة، نجد تطابقًا كبيرًا مع الديانات الشرقية:
- في البوذية: الهدف النهائي هو التحرر من الكارما والوصول للنيرفانا (الاتحاد مع الوعي الأعلى).
- في الكابالا اليهودية: الصعود في شجرة الحياة حتى الوصول إلى "التاج" (الوعي الإلهي).
- في الهندوسية: التحرر من دورة الولادة والموت (المكش).
كيف يتم التدريب في الثيتا هيلينغ؟
يتم التدريب في الثيتا هيلينغ على عدة مستويات، ويشترط حضور دورات متتالية ودفع رسوم مرتفعة، مع إلزام المتدربين بتجديد المعلومات كل خمس سنوات بحجة "تطور التقنية". الشهادات تمنح فقط من مؤسسة فيانا ستيبال، ولا ترتبط بأي جامعة علمية معترف بها.
المعتقدات الأساسية في الثيتا هيلينغ
- تغيير المعتقدات الجذرية: يزعم أن كل معتقد سلبي يمكن تغييره عبر جلسات التأمل والتنقيب.
- تأثير المعتقدات على الجينات: يدّعى أن الأفكار والمشاعر تؤثر على الحمض النووي وتنتقل عبر الأجيال.
- تناسخ الأرواح: يؤمنون أن الذكريات تنتقل من حياة إلى أخرى، وهو مخالف للعقيدة الإسلامية.
- الارتقاء الروحي: الهدف النهائي هو الوصول إلى "الوعي الإلهي" أو "الاتحاد مع الخالق"، وهي فكرة غنوصية قديمة.
المخاطر الدينية والعقدية
1. شركيات واضحة
- الاستعانة بالأرواح والشياطين: يروجون لفكرة التواصل مع الأرواح، الملائكة، وحتى الشياطين، وهو باب من أبواب الشرك.
- ادعاء النبوة والوحي: يدّعون أن الوحي لم ينقطع وأنهم يتلقون إلهامًا من الخالق مباشرة.
- التحكم في القضاء والقدر: يدّعون إمكانية تغيير الأقدار عبر التحكم في "الاكاشا" أو "اللوح المحفوظ".
2. مخالفة العقيدة الإسلامية
- الإيمان بالكائنات الخرافية: مثل الجنيات والفيري وغيرها.
- تناسخ الأرواح والكارما: وهي عقائد باطلة تخالف أصول الإسلام.
- ادعاء أن الإنسان يمكن أن يصبح إلهًا أو يحقق الوعي الإلهي: وهو أصل الكفر في كل الديانات المحرفة.
3. خطر على الصحة النفسية
- الاعتماد على الأوهام: كثير من الممارسات تعتمد على التخيل والوهم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية.
- الاستدراج الشيطاني: فتح الأبواب للوساوس والأوهام الروحانية، مما قد يؤدي إلى مس أو أذى روحي.
رأي الشريعة الإسلامية في الثيتا هيلينغ
استضفنا في نهاية النقاش الشيخ عابد الهاشمي (دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن)، الذي أوضح بجلاء أن:
- كل ما يتعلق بالوسائط بين العبد وربه من أرواح أو ملائكة أو طاقات هو شرك بالله.
- لا يوجد وحي بعد النبي محمد ﷺ، وأي ادعاء بذلك هو من وحي الشياطين.
- القضاء والقدر بيد الله وحده، ولا يمكن لأي مخلوق تغييره.
- كل ما يُروج له في هذه التقنيات من تغيير الواقع أو التحكم في المصائر هو كذب وافتراء.
- الطريق للسعادة والسكينة هو في التوحيد واتباع الشريعة، وليس في هذه الممارسات الوثنية.
الخلاصة: لماذا يجب الحذر من الثيتا هيلينغ؟
- الثيتا هيلينغ ليست علماً ولا علاجاً طبياً معترفاً، بل هي خليط من فلسفات وثنية وممارسات باطنية خطيرة.
- تفتح أبواب الشرك والضلال، وتؤدي إلى اضطرابات نفسية وروحية.
- تستغل حاجات الناس النفسية والروحية لجمع المال عبر الدورات والشهادات الوهمية.
- تخالف العقيدة الإسلامية في أصولها وفروعها.
نصيحة للباحثين عن الشفاء والسعادة
ابحث عن العلاج في الطب الموثوق، واطلب السكينة والراحة في ذكر الله واتباع شريعته. لا تنخدع بالمصطلحات البراقة والدعايات الزائفة. واعلم أن السعادة الحقيقية في الإيمان والعمل الصالح، وأن كل ما عدا ذلك سراب ووهم.
المصادر لمزيد من القراءة:
- القرآن الكريم والسنة النبوية.
- كتب الرد على الغنوصية والفلسفات الشرقية.
- فتاوى العلماء في حكم العلاج بالطاقة والريكي والثيتا هيلينغ.
- تجارب المتعافين من هذه الممارسات.
ختاماً:
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا، ونسأل الله أن يثبتنا على الحق ويحفظنا من كل ضلال. إذا كنت قد مارست أو تأثرت بهذه التقنيات، فبادر بالتوبة والرجوع إلى الله، واستعن بأهل العلم في تصحيح عقيدتك.
لأي استفسار أو مشاركة تجربة، يمكنك التواصل معنا أو ترك تعليقك أسفل المقال.
https://www.youtube.com/watch?v=lhp_c_eFAhs