اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كشف خرافات العصر الجديد: رحلة من الوهم إلى اليقين

في السنوات الأخيرة، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مفاهيم ومعتقدات دخيلة على مجتمعاتنا، مثل "توأم الشعلة"، "الكارما"، "علم الأرقام"، و"الطاقات الك

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مفاهيم ومعتقدات دخيلة على مجتمعاتنا، مثل "توأم الشعلة"، "الكارما"، "علم الأرقام"، و"الطاقات الكونية". هذه المصطلحات، التي تبدو براقة للبعض، جذبت ملايين المتابعين وخلقت موجة من الارتباك الروحي والعقائدي، خاصة بين الشباب والفتيات الباحثين عن معنى أو طمأنينة في حياتهم.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على هذه الأفكار، نكشف جذورها، ونوضح كيف يمكن للمسلم أن يميز بين الحق والباطل، مستندين إلى تجارب حقيقية ونصائح علمية ودينية.

بداية الحكاية: من القلق إلى اليقين

تروي إحدى المشاركات في الحوار: "كنت أعيش في قلق وصراع داخلي، أشعر أنني عالقة في علاقة مؤذية تحت مسمى توأم الشعلة. كنت أبحث عن الخلاص، حتى اكتشفت أن كل هذه الأفكار مجرد أوهام لا أصل لها في ديننا. شعرت براحة كبيرة عندما أدركت الحقيقة، رغم أنني كنت خائفة في البداية".

هذه التجربة ليست فريدة؛ فكثيرون وقعوا في فخ هذه المعتقدات، خاصة مع انتشار قنوات اليوتيوب والمدربين الذين يروجون لها. وتضيف: "أشعر بالحزن عندما أرى ملايين الناس يصدقون هذه الخرافات ويحتفلون بها. أتمنى أن نتكاتف ونحذر من هذه القنوات، فقد أصبحت وباءً".

أصل الخرافة: من الأساطير إلى منصات التواصل

تشرح إحدى المختصات في الحوار أن فكرة "توأم الشعلة" ليست من الإسلام، بل تعود إلى حضارات قديمة مثل المصرية واليونانية، حيث ارتبطت بأساطير الأرواح والهندوسية والبوذية. ثم تبنتها حركات العصر الجديد (New Age) وأعادت تسويقها بمصطلحات عصرية لجذب الناس.

تقول: "يدّعون أن هناك عددًا محدودًا من البشر هم فقط من يملكون توأم شعلة، وأنهم يعيشون حيوات متكررة حتى يجدوا نصفهم الآخر. هذه خرافات لا أساس لها، وكلها تهدف للربح والسيطرة على عقول الناس".

بين الدين والوهم: ضياع نفسي ومعاناة واقعية

تصف إحدى المشاركات تجربتها مع هذه الأفكار: "عشت حياة نفسية تعيسة، مليئة بالقلق والاكتئاب، أبحث طوال الوقت عن توأم الشعلة المزعوم. كل يوم أفكر فيه، وأذهب لقارئات التاروت لأعرف إن كان هو الشخص المناسب. أصبحت حياتي تدور حول الوهم، بينما الطرف الآخر يعيش حياته بشكل طبيعي دون أن يدرك حتى ما أمر به".

وتضيف: "هذه العلاقات في حقيقتها علاقة ضحية بنرجسي، مليئة بالألم والجراح. لا يوجد فيها مودة ولا رحمة، بل عذاب وذل وتهديدات. أين الرحمة التي ذكرها الله في الزواج؟".

علم الأرقام والرسائل الكونية: استدراج شيطاني

من أشهر الخرافات المنتشرة أيضًا تفسير تكرار الأرقام أو رؤية الريش في الطريق على أنها رسائل من الكون أو الملائكة. توضح إحدى المشاركات: "كل هذا استدراج شيطاني. تم برمجة عقولنا على ربط الأرقام برسائل كونية، بينما لا يوجد في ديننا ما يثبت ذلك. الحل ببساطة هو تجاهل هذه الأفكار، واللجوء إلى الله بالدعاء والاستعاذة".

الكارما والأسلاف: تهديدات نفسية بلا أساس

تنتشر فكرة الكارما (الذنوب التي تعود على الإنسان) وكارما الأسلاف (تحمل ذنوب الأجداد) في دورات الطاقة. تقول إحدى المشاركات: "يخوفوننا بالكارما، ويجعلوننا نوقع على عهود وقسم قبل دخول الدورات. في الحقيقة، لا يوجد شيء اسمه كارما الأسلاف في الإسلام. نحن لا نرث من أفعالهم سوى الجينات، وأما الذنوب فكل نفس بما كسبت رهينة".

توكيدات الطاقة وتمارين الكتابة: حقيقة أم وهم؟

سُئلت إحدى المشاركات عن تمرين "14 في 21" (كتابة الهدف 14 مرة لمدة 21 يومًا)، وهل هو من أعمال السحر؟ أجابت: "هذه التمارين لا أصل لها في الإسلام، وقد تسبب أضرارًا نفسية وجسدية. التجربة خير دليل؛ فقد أصيبت إحدى الأخوات بأمراض غريبة بعد ممارستها، ولم تتحسن إلا بعد العمرة والعودة إلى الله".

العودة إلى الله: الشفاء الحقيقي

تشير العديد من التجارب إلى أن الخروج من هذه الدائرة المظلمة يبدأ بالعودة إلى الله، والالتزام بالرقية الشرعية والأذكار والدعاء. تقول إحدى المشاركات: "بعد معاناة طويلة، وجدت راحتي في الرقية والدعاء. الهداية نعمة عظيمة، والله وحده القادر على الشفاء".

وتضيف: "لا تستهنوا بقوة الدعاء والرقية. حتى لو جربتم كل شيء ولم تجدوا نتيجة، لا تيأسوا. الله أرحم بعباده من أنفسهم".

كيف نحمي أنفسنا من هذه الأفكار؟

  • العلم والمعرفة: ابحث عن أصل أي فكرة أو معتقد قبل تصديقه أو تطبيقه. اقرأ عن العقائد الفاسدة وكيف نشأت.
  • الرجوع للقرآن والسنة: اجعل القرآن والسنة مرجعك الأول والأخير. ما وافقهما فهو حق، وما خالفهما فهو باطل.
  • استشارة أهل العلم: إذا التبس عليك أمر، فاسأل أهل العلم الثقات ولا تعتمد على مدربي الطاقة أو اليوتيوب.
  • التحصين بالأذكار: حافظ على أذكار الصباح والمساء، والرقية الشرعية.
  • عدم الانجرار وراء الخرافات: تجاهل الرسائل الكونية، الأرقام المتكررة، التاروت، وكل ما ليس له أصل في ديننا.
  • دعم بعضنا البعض: انصح من حولك، وكن سببًا في إنقاذ غيرك من هذه الأوهام.

كلمة أخيرة: الإسلام بحر لا ينضب من العلم والطمأنينة

تؤكد إحدى المشاركات، وهي متخصصة في العقيدة: "الإسلام دين عظيم، فيه من الجماليات ومراتب القرب من الله ما يغني عن أي بحث في الخارج. من أراد الشغف والمعرفة والارتقاء، فليتوجه للعلم الشرعي، وليتأمل في القرآن والسنة".

وتختم: "كلنا معرضون للابتلاء والضياع، لكن العودة إلى الله، والتمسك بالعقيدة الصحيحة، هو طريق النجاة. لا تغتروا بكثرة المتابعين أو شهرة المدربين، فالعبرة بالحق لا بالكثرة".

مصادر موثوقة للتعلم

  • القرآن الكريم وتفسيره.
  • كتب الحديث والسيرة النبوية.
  • العلماء الثقات والدروس العلمية الموثوقة.
  • المنتديات والمجموعات التي تناقش الفكر وتكشف التدليس.

خلاصة

لا يوجد شيء اسمه توأم الشعلة، ولا رسائل كونية، ولا كارما الأسلاف. كل هذه خرافات دخيلة تهدف إلى تشتيت عقيدتك وسلب طمأنينتك. عُد إلى الله، وتعلم دينك من مصادره النقية، وستجد السعادة والراحة الحقيقية.

اللهم احفظنا جميعًا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وثبت قلوبنا على دينك.

https://www.youtube.com/watch?v=Hdxm9Vtx_SU

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك