اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كشف خطورة بعض ممارسات "الطاقة" الحديثة على قيمنا وأخلاقنا

في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات وورش عمل ومحتوى تدريبي على وسائل التواصل الاجتماعي يروج لما يسمى بـ"الطاقة" و"الوعي" و"تأملات الرحم المقدس" وغيرها من

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
3 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات وورش عمل ومحتوى تدريبي على وسائل التواصل الاجتماعي يروج لما يسمى بـ"الطاقة" و"الوعي" و"تأملات الرحم المقدس" وغيرها من المفاهيم المستوردة من ثقافات وفلسفات شرقية وغربية. هذه الممارسات، التي تبدو للبعض بريئة أو حتى علاجية وتنموية، تحمل في طياتها أفكارًا خطيرة تهدد ثوابت ديننا وقيمنا وأخلاقنا، وتستهدف بشكل خاص الفتيات والنساء في مجتمعاتنا.

في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز هذه الأفكار والممارسات، ونكشف كيف يتم الترويج لها، وما مخاطرها الحقيقية على الفرد والأسرة والمجتمع.

1. كيف تتم برمجة الفتيات للتخلي عن الدين والأخلاق؟

تبدأ القصة غالبًا من منشورات أو فيديوهات لمدربات عربيات، بعضهن يقدمن أنفسهن كمختصات في الوعي والطاقة، ويطرحن أفكارًا تدعو الفتيات للتحرر من القيود الدينية والأخلاقية والاجتماعية، بحجة "الصحوة الروحية" أو "التحرر من العار". يتم ذلك أحيانًا بشكل مباشر، وأحيانًا بأساليب ملتوية، مثل:

  • التحريض ضد الأسرة: تشجيع الفتيات على قطع العلاقات مع الأهل والأقارب وحتى الأزواج، بحجة أن هؤلاء "يعيقون صحوتها الروحية".
  • الدعوة للعزلة: يُطلب من الفتاة أن تعيش عزلة تامة عن محيطها الاجتماعي، وتعتبر ذلك شرطًا للنمو الروحي والتحرر.
  • التشجيع على الجنون المؤقت: يُقال للفتيات "اسمحي لنفسك أن تصابي بالجنون للحظة"، وتُفسر هذه الحالة بأنها انفصال عن "العقل الوهمي" واتصال بالروح.

2. الهجوم على القيم الدينية والأخلاقية

تتكرر في هذه الدورات عبارات تهاجم بشكل صريح الدين والأخلاق والحياء، وتصفها بأنها "برمجيات خاطئة" أو "مصدر للعار" يجب التخلص منه. من الأمثلة على ذلك:

  • تشويه صورة الجسد: يروجون لفكرة أن الفتاة يجب أن تتصالح مع جسدها وأعضائها التناسلية، وتكسر حاجز الحياء والعيب، ويصفون العادات والتقاليد والدين بأنها سبب الكبت والمعاناة.
  • تغيير المفاهيم: يتم استبدال مفاهيم الحلال والحرام بمفاهيم الطاقة والوعي، ويُنظر إلى الحياء والعفة كعقبات أمام تحقيق الذات.
  • القدسية المزيفة للأعضاء التناسلية: يُروج لمصطلحات مثل "الرحم المقدس" و"الجنس المقدس"، ويُطلب من الفتاة أن تتعامل مع جسدها ككيان مقدس خارج أي ضوابط دينية أو أخلاقية.

3. استيراد أفكار وثنية وفلسفات هندوسية وبوذية

من أخطر ما يُروج في هذه الدورات هو استيراد مفاهيم من الديانات الشرقية، مثل الهندوسية والبوذية، ودمجها مع بعض المصطلحات الإسلامية بشكل مضلل. على سبيل المثال:

  • الآلهة الهندوسية: يتم الحديث عن آلهة مثل "شيفا" و"تاكتي" وتقديمهما كنماذج للطاقة الذكورية والأنثوية، ويُقال إن "تاكتي" تسكن في الرحم!
  • وحدة الوجود: تُطرح أفكار فلسفية مثل أن "الله بداخلك" وأن الإنسان جزء من "الوعي الكلي"، وهي مفاهيم تتعارض مع عقيدة التوحيد في الإسلام.
  • سحر الخيمياء: تُمارس طقوس تسمى "خيمياء الرحم" أو "الكيمياء الجنسية"، وتُقدم كعلاج نفسي وروحي، لكنها في حقيقتها شعوذة وسحر مرفوض شرعًا.

4. التشجيع على الممارسات المحرمة باسم الطاقة

لا يتوقف الأمر عند الأفكار، بل يصل إلى تشجيع الفتيات على ممارسات محرمة مثل:

  • العلاقات الجنسية خارج الزواج: يُقال للفتيات صراحة "ما المانع من بيع جسدك للحصول على المال؟" أو "استخدمي جسدك لتحقيق أهدافك".
  • العادة السرية: يتم تشجيع البنات على ممارسة العادة السرية، ويُقال لهن إنها وسيلة لتنظيف الرحم واكتساب الطاقة، بل ويُروج أن لحظة التفريغ الجنسي هي أعلى تردد طاقي يمكن استغلاله لتحقيق الأهداف!
  • التحرر من العار: يُطلب من الفتاة أن تتخلص من كل مشاعر الحياء والعيب، وأن تعيد برمجة علاقتها بجسدها وأعضائها التناسلية، وتُشجع على الحديث عنها بلا خجل.

5. طقوس وتطبيقات شعوذة باسم "التشافي" و"التطهير"

تتضمن هذه الدورات تمارين وتطبيقات عملية، منها:

  • تأملات تنظيف الرحم: يُطلب من الفتاة أن تجلس في مكان هادئ، تضع يدها على الرحم، وتردد أسماء الله الحسنى أو آيات من القرآن، مع تخيلات معينة، بحجة تطهير الرحم من "الطاقات السلبية".
  • استخدام الأحجار الكريمة: يُنصح الفتيات بوضع أحجار معينة (مثل العقيق البرتقالي) على منطقة الرحم، لتوازن الطاقة!
  • تأملات "الحضن الطاقي": يُطلب من الفتاة أن تتخيل نسخة من نفسها تحضنها، أو تحضن وسادة، بزعم استقبال طاقة الحب والتحرر.

6. إعادة تعريف الخلق والقدرة الإلهية

من أخطر ما يُروج في هذه الدورات هو فكرة أن المرأة "خالق" وأنها قادرة على خلق الواقع من خلال رحمها، وأنها جزء من روح الإله! هذه الأفكار الوثنية تتعارض بشكل صارخ مع عقيدة التوحيد، وتزرع في عقول الفتيات مفاهيم خطيرة عن الذات والكون والخالق.

7. مخاطر هذه الممارسات على الفرد والمجتمع

كل ما سبق ليس مجرد "تطوير ذات" أو "علاج نفسي" كما يُروج، بل هو:

  • تهديد مباشر للعقيدة الإسلامية: باستبدال مفاهيم التوحيد والعبودية لله بمفاهيم وحدة الوجود والقدرة الذاتية المطلقة.
  • تدمير الروابط الأسرية: من خلال تشجيع الفتيات على قطع العلاقات مع الأهل والأزواج.
  • إشاعة الفاحشة والانحلال: عبر تشجيع الممارسات المحرمة وتبريرها بمصطلحات الطاقة والوعي.
  • زرع الاضطراب النفسي: إذ تؤدي هذه الأفكار إلى صراعات داخلية وفقدان البوصلة الأخلاقية والدينية.

8. كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • الوعي والتحصين: يجب على الأسر والمربين توعية الأبناء بمخاطر هذه الأفكار، وشرح أصولها ومخالفتها للدين.
  • الرجوع للعلماء والمختصين: استشارة العلماء والدعاة الموثوقين في أي أمر يخص الدين أو النفس أو العلاقات الأسرية.
  • عدم الانجرار وراء كل جديد: ليس كل ما يُروج له على الإنترنت صحيحًا أو مفيدًا، وبعضه مدمر وخطير.
  • تعزيز القيم الأصيلة: الحياء، العفة، احترام الجسد، تقدير الأسرة، كلها قيم يجب أن نعيد غرسها في نفوس أبنائنا.

الخلاصة

ما يسمى بـ"دورات الطاقة" و"تأملات الرحم المقدس" وغيرها من المفاهيم المستوردة، ليست إلا وسائل لهدم الدين والأخلاق وتفكيك المجتمع، وإن بدت في ظاهرها تنمية وتطويرًا. واجبنا جميعًا أن نكون على وعي وحذر، وأن نحمي أبناءنا وبناتنا من هذه السموم الفكرية، وأن نتمسك بهويتنا وقيمنا الأصيلة.

اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا من كل فتنة، واهدهم إلى صراطك المستقيم.

https://www.youtube.com/watch?v=s8-WWcTm9SM

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك