اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كيف اخترق "العصر الجديد" بيوت المسلمين؟ كشف أسرار الطاقة والسحر الحديث

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مصطلحات وممارسات جديدة مثل "الطاقة"، "الوعي"، "التأمل"، و"التنمية البشرية". كثيرون يظنون أن

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مصطلحات وممارسات جديدة مثل "الطاقة"، "الوعي"، "التأمل"، و"التنمية البشرية". كثيرون يظنون أن هذه المفاهيم بريئة أو حتى مفيدة، لكن الحقيقة أكثر تعقيداً وخطورة مما يبدو. في هذا المقال، سنكشف كيف استطاع ما يُسمى بـ"العصر الجديد" (New Age) أن يخترق البيوت المسلمة، ويزرع فيها أفكاراً وممارسات ذات جذور وثنية وسحرية، تحت غطاء العلم والتنمية الذاتية.

ما هو "العصر الجديد"؟ وما أهدافه؟

العصر الجديد ليس مجرد حركة فكرية أو فلسفية، بل هو مشروع ضخم ذو أذرع متعددة، يهدف إلى تغيير عقائد الناس وسلوكياتهم من الداخل، دون أن يشعروا. يقوم هذا المشروع على ثلاثة محاور رئيسية:

  • المحور العقدي: التشكيك في العقائد الدينية، وتقديم بدائل روحية باطنية.
  • المحور الروحي: احتكار مفهوم الروحانية والمعرفة، وربطها بممارسات غامضة.
  • المحور السياسي: دعم أجندات عالمية تهدف إلى تفكيك المجتمعات من الداخل.

كيف تسللت مفاهيم العصر الجديد إلى مجتمعاتنا؟

بدأت هذه الأفكار عبر استيراد مدارس الطاقة والتأمل واليوغا من الشرق، ثم تم تغريبها وتقديمها بقوالب غربية حديثة، خاصة عبر ما يُسمى بـ"الثيوصوفيا" و"تنمية الذات". اليوم، نجد أن معظم الممارسات المنتشرة في العالم العربي تحمل طابعاً غربياً، حتى وإن ادعت أنها مستمدة من حضارات شرقية.

أدوات السحر في العصر الجديد: المصطلحات المُضللة

أخطر ما في مشروع العصر الجديد أنه لم يعد يعتمد على الطلاسم والتعاويذ التقليدية، بل أصبح يُدخل أدوات السحر من خلال المصطلحات. فالإيمان بمصطلحات مثل "الوعي الكوني"، "الذبذبات"، "الامتنان"، "قانون الجذب"، أو "النية" ليس مجرد كلمات، بل هو تفعيل لأدوات سحرية خفية. هذه المصطلحات تعمل كعقود أو أذونات غير واعية لفتح قنوات مع كيانات خفية، غالباً ما يُشار إليها في التراث الإسلامي بالشياطين أو القرناء.

كيف يتحول الممارس إلى مسحور وساحر في آن واحد؟

من خلال جلسات التأمل أو الشفاء بالطاقة، يُطلب من الممارس أن يضع "نية قوية"، وأن يردد توكيدات مثل "أنا أجذب السعادة" أو "أنا أخلق واقعي". هذه التوكيدات ليست مجرد تحفيز ذاتي، بل هي، بحسب فلسفة العصر الجديد، شفرات أو تعاويذ تفتح قنوات اتصال مع كائنات غير مرئية. هكذا، يصبح الممارس مسحوراً يسحر نفسه بيده، ثم يتحول إلى وسيط سحري ينقل هذه الطاقة أو السحر للآخرين دون وعي.

غزو البيوت: كيف يدخل الشيطان إلى بيت المسلم؟

حين يدخل ممارس الطاقة إلى البيت، لا يدخل وحده، بل يحمل معه "كيان طاقي" أو "قرين طاقي" يرافقه باستمرار. هذا الكيان يجد نقاط ضعف في البيت (صور، تماثيل، موسيقى، مرايا...) ويستغلها ليبقى ويؤثر على أهل المنزل. قد يشعر أهل البيت بثقل في الجو، كوابيس، مشاكل عائلية، أو أمراض غير مفسرة، وكل ذلك نتيجة وجود هذا الممارس وممارساته.

رموز العصر الجديد: من أين تأتي خطورتها؟

انتشرت مؤخراً رموز مثل زهرة اللوتس، العين، الهرم، الفراشة، وغيرها، في حسابات التواصل الاجتماعي والمنتجات. هذه الرموز ليست مجرد زخارف، بل تحمل دلالات ميتافيزيقية وسحرية عميقة، وتُستخدم كأدوات لاختراق الوعي الجمعي، وربط الأفراد بشبكات طاقية خفية.

التنمية البشرية: علم حقيقي أم بوابة للسحر؟

رغم أن التنمية الذاتية علم يُدرّس في الجامعات، إلا أن "التنمية البشرية" التي انتشرت في العالم العربي عبر الدورات والورش، هي في معظمها علوم زائفة خرجت من العصر الجديد. تقوم هذه الدورات على أفكار مثل العقل الباطن، طاقة الألوان، التوكيدات، وكلها تستند إلى فلسفات وثنية وليست إلى علم تجريبي موثوق.

الروحانية بلا دين: كيف يُصنع دين جديد؟

من أخطر ما قدمه العصر الجديد هو "الروحانية العامة" بلا دين. يُقال للناس: يمكنك أن تكون روحانياً دون الحاجة لدين محدد، فقط آمن بالقوانين الكونية، ووجه نيتك للكون أو للطاقة أو للوعي الكلي. هكذا، يُخلق دين جديد يقوم على الإيمان بقوى غامضة، ويُستبدل الله سبحانه وتعالى بمفاهيم مطاطة مثل "الكون" أو "القوانين الكونية".

الطقوس الحديثة: الشموع، المرايا، القمر، والطفل الداخلي

أدخل العصر الجديد طقوساً جديدة مثل إشعال الشموع الملونة، التأمل أمام المرايا، شحن الماء أو الأحجار بضوء القمر، جلسات شفاء الطفل الداخلي، وغيرها. هذه الطقوس في حقيقتها مستمدة من السحر الغربي القديم، وتعمل على فتح قنوات مع كيانات خفية واستبدال التحصين الرباني بقنوات شيطانية.

كيف نحمي أنفسنا وأهلنا؟

  • الوعي والمعرفة: فهم حقيقة هذه الممارسات وعدم الانخداع بالمصطلحات البراقة.
  • التحصين الشرعي: الالتزام بالصلاة، الأذكار، وقراءة القرآن.
  • الابتعاد عن الشبهات: عدم حضور جلسات الطاقة أو التأمل أو التنمية البشرية المشبوهة.
  • الدعاء والصدقة: لمن تورط في هذه الممارسات، لا حل إلا بالتوبة الصادقة، والدعاء، والصدقة.

كلمة أخيرة

ما يُسمى بالعصر الجديد ليس علماً ولا تنمية ذاتية، بل هو مشروع خطير يهدف إلى تفكيك العقيدة الإسلامية من الداخل، واستبدالها بفلسفات وثنية تحت مسميات حديثة. لا تنخدعوا بالمظاهر البراقة، فخلفها مستنقع من الضياع الروحي والعقدي. العودة الصادقة لله، والتمسك بالقرآن والسنة، هما الحصن الحقيقي لكل مسلم ومسلمة.

هل لديك تجربة أو سؤال حول هذه المواضيع؟ شاركنا رأيك في التعليقات، وكن واعياً، فالعلم الحقيقي نور، أما الزيف فهو ظلام مهما تزين!

https://www.youtube.com/watch?v=JY2gGHB-a9I

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك