كيف نحمي أبناءنا من الأفكار الدخيلة والتأثيرات السلبية؟
في عصر تتسارع فيه التغيرات وتتنوع فيه مصادر المعرفة والتأثير، أصبح من الضروري أن نكون أكثر وعياً ويقظة تجاه ما يتعرض له أبناؤنا من أفكار وممارسات قد ت
في عصر تتسارع فيه التغيرات وتتنوع فيه مصادر المعرفة والتأثير، أصبح من الضروري أن نكون أكثر وعياً ويقظة تجاه ما يتعرض له أبناؤنا من أفكار وممارسات قد تضر بعقيدتهم وهويتهم. كثير من الأهالي اليوم يشعرون بالقلق حيال انتشار بعض المفاهيم والظواهر الجديدة، مثل الطاقات والريكي والفيمنزم وغيرها، خاصة مع سهولة الوصول إلى الإنترنت ووسائل الإعلام الحديثة.
الذكاء العاطفي ودوره في التربية
من أهم المهارات التي يحتاجها المربي أو المدرب اليوم هي الذكاء العاطفي. فليس كل من يمتلك المعرفة قادر على التأثير الإيجابي في الآخرين، بل يجب أن يكون لديه القدرة على فهم مشاعرهم والتعامل معها بحكمة. كثير من المدربين أو المؤثرين يفتقدون لهذا الذكاء، ولهذا لا ينجحون في كسب ثقة المتابعين أو في إحداث تغيير حقيقي. الذكاء العاطفي يساعدنا أيضاً على فهم أبنائنا، والتواصل معهم بشكل أفضل، ومساعدتهم على تجاوز التحديات الفكرية أو النفسية التي قد تواجههم.
الطاقة والظواهر الروحانية: بين الحقيقة والوهم
تنتشر بين الشباب بعض الممارسات المتعلقة بالطاقة والروحانيات، وفي أحيان كثيرة يدخل البعض في هذه المجالات دون معرفة كافية أو وعي بحقيقتها. من المهم أن نوضح لأبنائنا أن كثيراً من هذه الممارسات لا تستند إلى أسس علمية أو دينية صحيحة، وأنه لا ينبغي الانسياق وراءها بدافع الفضول أو التأثر بالآخرين. كما يجب أن نؤكد لهم أن الإنسان لا يمكن أن يتعرض لأذى من الجن أو غيره إلا بالوسوسة، وأن الله سبحانه وتعالى لم يمنح هذه الكائنات القدرة على التحكم في البشر كما يروج البعض.
استهداف الشباب: كيف نواجهه؟
من الملاحظ أن الفئة الأكثر استهدافاً بهذه الأفكار هم الشباب، خاصة من هم دون العشرين عاماً. هؤلاء يمرون بمرحلة بناء الهوية وتشكيل القناعات، ويكونون أكثر عرضة للتأثر بما يشاهدونه أو يسمعونه عبر الإنترنت أو التلفزيون. بعض المفاهيم مثل "الفيمنزم" بدأت تنتشر بين الفتيات الصغيرات، حتى أن بعضهن يرفضن ارتداء العباية أو الحجاب بحجة الحرية أو أن الله يعلم ما في قلوبهن. بل وصل الأمر إلى أن بعض الأبناء يخبرون آباءهم بأنهم ليسوا ملكية لهم، ويستخدمون عبارات أجنبية للتعبير عن ذلك.
ما هو دورنا كآباء ومربين؟
أمام هذا الواقع، يجب أن نضاعف جهودنا لحماية أبنائنا وتحصينهم فكرياً ودينياً. لا يكفي أن نكتفي بالمعرفة أو الخبرة التي اكتسبناها نحن، بل يجب أن نضع خططاً عملية وواقعية تتناسب مع تحديات هذا العصر. من أهم هذه الخطط:
- تعزيز الحوار الأسري: يجب أن نخصص وقتاً للحديث مع أبنائنا، نستمع إلى أفكارهم وتساؤلاتهم، ونوضح لهم المفاهيم الصحيحة دون إصدار أحكام مسبقة.
- تجديد الإيمان والتمسك بالأذكار: تعليم الأبناء أهمية الأذكار والعبادات في تحصين النفس، وربطهم بالله عز وجل في كل أمور حياتهم.
- مراقبة مصادر المعرفة: من المهم متابعة ما يشاهده الأبناء على الإنترنت والتلفزيون، وتوجيههم نحو المصادر الموثوقة والنافعة.
- الرد على الشبهات بحكمة: عند مواجهة تساؤلات أو شبهات، يجب الرد عليها بطريقة علمية وهادئة، وعدم الخوض في تفاصيل قد تثير الفضول أو تدفع الأبناء للبحث في أماكن غير آمنة.
- التركيز على ما ينفع: بدلاً من الانشغال بالأسئلة الجدلية أو الفلسفية التي لا تقدم فائدة عملية، يجب أن نوجه أبناءنا نحو ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
ختاماً
إن مسؤوليتنا تجاه أبنائنا كبيرة، والتحديات التي يواجهونها اليوم ليست سهلة. ولكن بالوعي، والحوار، والتخطيط السليم، يمكننا أن نحميهم من الأفكار الدخيلة، ونساعدهم على بناء شخصية قوية ومتوازنة. نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا، وأن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح.
https://www.youtube.com/watch?v=8O5-FDW_gDU