كيف تعمل مدارس الطاقة والوعي على تفكيك الروابط الأسرية؟
تحليل نقدي لمخاطر فلسفات العصر الجديد على الأسرة والمجتمع في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي والإسلامي موجات من الدورات والورش التي تحمل شعار
تحليل نقدي لمخاطر فلسفات العصر الجديد على الأسرة والمجتمع
في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي والإسلامي موجات من الدورات والورش التي تحمل شعارات مثل "الوعي"، "الطاقة"، "التأمل"، و"التحرر الروحي". هذه المدارس، التي تستمد جذورها من فلسفات العصر الجديد (New Age)، تقدم نفسها كطريق للسلام الداخلي، وتطوير الذات، و"الشفاء" من الماضي، لكنها في الواقع تحمل في طياتها مخاطر عميقة على العقيدة، والهوية، والترابط الأسري.
في هذا المقال، سنكشف بشكل منهجي كيف تعمل هذه المدارس على تفكيك الأسرة، وزرع الشكوك، واستبدال الروابط الحقيقية بعلاقات وهمية، معتمدين على تحليل نقدي لمحتوى هذه الدورات، وتجارب من وقعوا في شراكها.
1. البداية: العزل النفسي والعاطفي عن الأسرة
أول وأخطر خطوة في منهج هذه المدارس هي العزل النفسي والعاطفي للممارس أو الممارسة عن عائلتهم. يتم ذلك عبر زرع أفكار مشوشة مثل:
- "أسرتك هي العائق الأكبر أمام تحررك وتطور وعيك."
- التشكيك الدائم في نوايا الأهل، الزوج، أو حتى الأبناء.
- تصوير الأهل والزوج كمصدر للطاقة السلبية التي تعيق "الصعود الروحي".
يتم استغلال نقاط الضعف، وتضخيم الخلافات البسيطة، حتى تتحول إلى شعور بالاضطهاد والمظلومية، مما يولد كراهية خفية تجاه الأسرة.
2. استبدال الأسرة بعائلة "روحية" بديلة
بعد العزل النفسي، تأتي مرحلة استبدال الأسرة الحقيقية بعائلة روحية مزيفة. يُقنع الممارسون بأن المدرب أو المدربة هو "الأم الروحية" أو "الأب الروحي"، وأن مجتمع الطاقة هو العائلة البديلة التي ستدعمهم في "رحلتهم الروحية". هكذا، يصبح الممارس تابعًا بالكامل لهذه المجموعة، ويزداد انفصاله عن أسرته الأصلية.
3. الطقوس السحرية وفك الروابط الأسرية
تستخدم هذه المدارس طقوسًا و"تمارين" مستمدة من فلسفات خيميائية وسحرية، مثل:
- قطع الحبال الأثيرية (سحر التفريق) بين الممارس وأهله وزوجه وأطفاله.
- تمارين تحرير الشاكرات، والتي تتطلب العزلة عن المحيط العائلي.
- طقوس إعادة الولادة، والتي تعني الانفصال التام عن الأصل الأسري واعتبار المدرب هو المرشد أو الأب الجديد.
هذه الطقوس ليست مجرد خيال، بل أدوات فعّالة في برمجة العقل الباطن للممارس، وتثبيت القطيعة مع الأسرة.
4. غسل الدماغ وإعادة برمجة القناعات
تُستخدم تقنيات مثل التنويم الإيحائي والبرمجة اللغوية العصبية (NLP) لإعادة تشكيل قناعات الممارس، حتى يرى أسرته كأعداء لتطوره. تُرسل رسائل ضمنية متكررة تربط الأسرة بالماضي المظلم، وتدفع الممارس للتطلع إلى "حياة جديدة" مع عائلته الروحية فقط.
5. الديتوكس الطاقي والصيام الطاقي: عزل واقعي
تروج هذه المدارس لفكرة "الديتوكس الطاقي"، أي تنظيف النفس من الأشخاص ذوي الطاقة السلبية (وغالبًا ما يكونون الأهل والزوج). تُشجع الممارسة على الابتعاد عن أقرب الناس لها، وقد تصل إلى حد منع التواصل مع الأهل لمدة أسابيع أو شهور تحت مسمى "الصيام الطاقي".
6. التلاعب بالمعتقدات الدينية والموروث الثقافي
يتم تقديم الدين، وخاصة الإسلام، على أنه "أداة تحكم" يجب التحرر منها. يُشجع على إنكار السنة النبوية، وضرب الموروث الديني والثقافي، واستبداله بفلسفات العصر الجديد التي تمولها جهات عالمية مشبوهة. يُروج لفكرة وحدة الوجود، وتأليه الذات، والكارما العائلية، وتناسخ الأرواح، وكلها أفكار دخيلة على العقيدة الإسلامية.
7. استعباد العقل والروح: من فرد حر إلى أداة للنظام المغلق
يُدفع الممارس تدريجيًا إلى فقدان هويته الأسرية والدينية والاجتماعية، وخلق هوية جديدة مرتبطة فقط بالنظام الطاقي. يتم ربطه بكيانات "روحية" (هي في حقيقتها شياطين)، ويصبح مجرد قناة لاستقبال هذه الطاقات، وتغذية الشبكة الطاقية العالمية.
8. تحويل الممارس إلى "سفير" للنظام المغلق
بعد السيطرة الكاملة على الممارس، يُدفع لاستدراج آخرين إلى هذه المنظومة، فيتحول إلى "سفير روحي" يجذب الفتيات والشباب الجدد، ويزيد من توسع الشبكة الطاقية الشيطانية.
9. استهداف الأم والزوج: ضرب الحصون الدفاعية الأخيرة
تركز هذه المدارس بشكل خاص على تفكيك العلاقة مع الأم والزوج، لأنهما يمثلان آخر الحصون الدفاعية للفرد. يتم إقناع الفتاة أن أمها هي سبب كل معاناتها، وأن زوجها هو مصدر الطاقة الذكورية السامة التي تمنعها من التحرر. يُشجع على الطلاق، وعدم الإنجاب، وحتى التخلي عن الأبناء، بزعم أن الأمومة تمنع تحقيق الذات.
10. استبدال الأم الحقيقية بـ"الأم الكبرى" الشيطانية
من أخطر الممارسات استبدال الأم الحقيقية بكيان طاقي شيطاني يُسمى "الأم الكبرى"، بحيث تفقد الفتاة ارتباطها العاطفي بأمها، وتصبح خاضعة بالكامل لهذا الكيان أو للمدرب الروحي.
11. الزواج النجمي وتدمير العلاقة الزوجية
يُقنع الممارسون بأن الزوج الحقيقي ليس توأم الروح، وأن عليهم البحث عن "الزوج النجمي" (كيان غير مرئي)، مما يؤدي لفقدان الرغبة في العلاقة الزوجية الشرعية، وتدمير الزواج والأسرة.
12. تمارين "الطفل الداخلي": زرع الكراهية تجاه الأهل
تستخدم تمارين "شفاء الطفل الداخلي" لإعادة تفسير الماضي بطريقة تزرع الغضب والقطيعة تجاه الأهل، خاصة الأم والأب، حتى لو لم تكن هناك مشاكل حقيقية في الطفولة. الهدف هو جعل الممارس يعتقد أن أسرته هي سبب كل معاناته، ودفعه لقطع الروابط معهم.
الخلاصة: مشروع عالمي لتدمير الأسرة المسلمة
كل ما سبق ليس عشوائيًا، بل هو جزء من خطة عالمية منظمة تهدف إلى إعادة تشكيل البنية الطاقية للبشرية، وتدمير الأسرة المسلمة، وتحويل الأفراد إلى أدوات في يد النظام الطاقي الماسوني العالمي. فالعائلة المتماسكة تخلق حقلاً طاقياً يصعب اختراقه، ولهذا يجب تدميرها بالكامل، كما ينص عليه منهج العصر الجديد نفسه.
إن استهداف البنات والنساء تحديدًا ليس صدفة، بل لأنهن سيصبحن زوجات وأمهات يحملن هذه الأفكار وينقلنها للأجيال القادمة، مما يهدد بتفكيك المجتمع بالكامل.
رسالة لكل أم وزوج وأسرة
أنتِ، أيتها الأم، وأنت أيها الزوج، أنتما آخر الحصون الدفاعية في مواجهة هذا الاستعباد الماسوني الطاقي. اصبروا، وادعموا أبناءكم وبناتكم، وكونوا قريبين منهم، وادعوا لهم بالحماية والهداية.
ديننا دين جماعة، دين ترابط، دين صلة الأرحام. علينا أن نتمسك بقيمنا، ونحذر من هذه المخططات التي تتخفى خلف شعارات التحرر والوعي، وهي في حقيقتها أكبر مشروع لاستعباد المسلمين في التاريخ.
كيف نواجه هذه الموجة؟
- التوعية: نشر الوعي بين الشباب والفتيات حول حقيقة هذه المدارس ومخاطرها.
- الرجوع للعلماء: سؤال أهل العلم والدين عن كل ما يُعرض علينا من أفكار وممارسات جديدة.
- تعزيز الروابط الأسرية: تقوية العلاقات داخل الأسرة، وإعطاء الأبناء مساحة للحوار والمشاركة.
- النقد والتحليل: عدم قبول أي فكرة دون بحث وتدقيق، والرجوع للمصادر الموثوقة.
- الدعاء واللجوء إلى الله: طلب الحماية من الله سبحانه وتعالى، والتمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ختامًا
ما يُقال عن التحرر الروحي في هذه المدارس هو في الحقيقة عملية استبدال للهُوية والدين والوعي، وزرع برمجيات نفسية تجعل الشخص أكثر ضعفًا واستعدادًا للسيطرة عليه. فلنحذر جميعًا، ولندافع عن ديننا وأسرنا ومجتمعاتنا من هذا الخطر الداهم.
بقلم: فريق الوعي الإسلامي
تعلموا، ابحثوا، وكونوا على وعي... فالعلم نور، والجهل طريق إلى الضياع.
https://www.youtube.com/watch?v=S19MJA_R14w