اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كيف تكتشف وجود ممارسات الطاقة والتنمية البشرية المشبوهة في منزلك؟ دليل وقائي للأسرة

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العديد من الدورات والممارسات المتعلقة بما يسمى "مدارس الطاقة" و"التنمية البشرية" و"اليوغا" وغيرها من المفاهيم

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
3 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العديد من الدورات والممارسات المتعلقة بما يسمى "مدارس الطاقة" و"التنمية البشرية" و"اليوغا" وغيرها من المفاهيم التي تحمل في ظاهرها تطوير الذات، لكنها في كثير من الأحيان تخفي خلفها أفكارًا ومعتقدات وسلوكيات قد تتعارض مع قيمنا الدينية والاجتماعية. أصبح من الضروري أن يكون لدى كل أسرة وعي كافٍ لرصد العلامات المبكرة التي قد تشير إلى انخراط أحد أفرادها في هذه الممارسات، خاصة مع سهولة الوصول إلى الإنترنت والدورات أونلاين.

لماذا الوقاية مهمة؟

الوقاية ليست فقط حماية من الأفكار الدخيلة، بل هي أيضًا مسؤولية تربوية وأخلاقية. كثير من هذه المدارس تعتمد على عزل الفرد فكريًا واجتماعيًا عن أسرته ومجتمعه، وتغرس فيه شعورًا بالتفرد أو "التميز" عن الآخرين، مما يصعب لاحقًا عودته إلى المسار الصحيح.

كيف تبدأ المشكلة؟

غالبًا ما تبدأ القصة بحضور دورة أو ورشة عمل عبر الإنترنت، أو بمتابعة مدرب أو مدربة طاقة أو تنمية بشرية. في البداية، تبدو الأمور عادية، لكن مع الوقت تظهر تغييرات واضحة في السلوك والعادات والمعتقدات.

أهم العلامات والمؤشرات التي يجب الانتباه لها:

  • تغييرات في السلوك اليومي والمظهر:
  • الجلوس بطرق غريبة أو متشابكة غير معتادة.
  • إغلاق العينين لفترات طويلة أثناء الجلوس أو الحديث.
  • تكرار حركات معينة بالأصابع، خصوصًا الخنصر والإبهام.
  • الزهد المفاجئ في المظهر والملابس، أو الميل إلى التصوف والابتعاد عن الزينة والمكياج.
  • ارتداء ملابس بألوان محددة (خاصة ألوان قوس قزح أو الشاكرات) أو ملابس فضفاضة وقطنية.
  • تغيرات في العادات الغذائية والصحية:
  • التحول المفاجئ إلى النظام النباتي أو ما يسمى "الصيام الروحي".
  • الشكوى المستمرة من الصداع، خاصة في منطقة الجبين، أو آلام جسدية غير مبررة.
  • تساقط الشعر أو الاهتمام المفرط بقص الأظافر.
  • الانطواء والعزلة:
  • الميل للعزلة في الغرفة لساعات طويلة.
  • فقدان الاهتمام بالأصدقاء المقربين أو القطيعة المفاجئة معهم.
  • الجلوس في أماكن مظلمة أو في الحوش أو السطوح خاصة في أوقات اكتمال القمر.
  • ممارسات وروتينات جديدة في المنزل:
  • شم روائح بخور غير معتادة أو استخدام أنواع بخور وأعشاب غريبة.
  • إدخال الملح الخشن أو ملح الهملايا بكثرة إلى الحمام أو أركان الغرفة.
  • تنظيف المنزل أو الغرفة بالماء والملح بشكل أسبوعي.
  • وجود كاسات أو مراكن بها تراب أو أحجار كبيرة أو نباتات غير معتادة (الصبار، البامبو، النيم).
  • تعليق أجراس الرياح أو سلاسل ملونة أو رموز هندسية غريبة على الأبواب أو في الغرف.
  • وجود شموع متعددة الألوان، خاصة ألوان قوس قزح.
  • تغيرات في العلاقات الأسرية والدينية:
  • كره مفاجئ للأم أو الأب أو أحد الإخوة.
  • ترك الصلاة أو قراءة القرآن بشكل مفاجئ، أو أداء العبادات بشكل غير صحيح.
  • طرح أسئلة وجودية متكررة حول الخلق أو الذات أو الله.
  • إنكار السنة النبوية أو التقليل من شأن العلماء ورجال الدين.
  • رفض زيارة المرضى أو حضور مناسبات الوفاة.
  • مؤشرات مادية ومالية:
  • ظهور أموال مفاجئة مع الابن أو الابنة دون مصدر واضح.
  • صرف مبالغ كبيرة على الدورات أو الأدوات المرتبطة بالطاقة والتنمية البشرية.
  • كثرة وصول الطرود البريدية المجهولة أو المشتريات الأونلاين.
  • اهتمام مفاجئ بالرموز والأحجار:
  • ارتداء أساور أو قلادات بخيوط ملونة (ألوان الشاكرات).
  • وجود أحجار كريمة أو كريستالات أو ما يسمى "عين الشيطان".
  • رسم أو تعليق رموز هندسية (مثلثات، دوائر متداخلة، أشكال هرمية).
  • وجود تماثيل أو تحف بوذية أو رموز لزهرة اللوتس أو الحيوانات مثل الضفدع، البومة، الحصان، الأسد.
  • سلوكيات وأفكار متطرفة:
  • التذمر المستمر من العادات والتقاليد أو من الوطن والرغبة في الهجرة.
  • الميل للنرجسية والشعور بالتفوق على الآخرين.
  • انتظار "رسائل كونية" أو "إشارات ملائكية".
  • ممارسة رقصات غريبة (خاصة الرقص الدائري أو أمام المرآة).
  • الحديث مع الجمادات أو شكرها (شكراً يا مخدتي، يا غرفتي... إلخ).
  • سماع موسيقى ذات ترددات غريبة أو موسيقى هادئة بشكل مفرط.
  • مظاهر أخرى:
  • الاهتمام المفرط بالأرقام المتكررة (1:11، 11:11، 12:12...).
  • وجود دفاتر أو أوراق بها توكيدات أو عبارات غريبة أو رسومات رمزية.
  • تعليق رسومات أو صور الشمس أو أشكال هرمية أو لوحات بألوان قوس قزح.
  • وجود أدوات أو كتب تتعلق باليوغا أو الطاقة أو التاروت أو الأبراج.

ماذا تفعل إذا لاحظت هذه العلامات؟

  • لا تتسرع في الحكم: وجود علامة واحدة لا يعني بالضرورة وجود مشكلة. الأهم هو الربط بين مجموعة من العلامات الجديدة والمتغيرة فجأة.
  • الحوار الهادئ: حاول فتح حوار هادئ مع ابنك أو ابنتك، استمع إليهم دون اتهام أو تهديد. اسأل عن اهتماماتهم الجديدة ودوافعهم.
  • المراقبة الواعية: تابع التغيرات دون مبالغة في الشك أو التجسس، ولكن لا تمنح الثقة المطلقة أو الخصوصية الزائدة في هذه المرحلة.
  • التدخل عند اللزوم: إذا لاحظت تراكم عدة علامات أو وجود أدوات أو كتب مشبوهة، تدخّل بحكمة ووضح مخاطر هذه الممارسات دينياً واجتماعياً وصحياً.
  • الاستعانة بالمتخصصين: إذا تطور الأمر إلى عزلة شديدة أو أفكار إلحادية أو سلوكيات خطيرة، لا تتردد في استشارة مختصين تربويين أو نفسيين أو شرعيين.

نصائح وقائية للأسرة:

  • حافظ على علاقة قوية مع أبنائك مبنية على الحوار والثقة والاحتواء.
  • وازن بين منح الخصوصية والمتابعة الواعية، خاصة في فترة المراهقة والشباب.
  • راقب المشتريات الأونلاين والطرود البريدية، وافتحها إذا لزم الأمر.
  • لا تستهين بأي تغير مفاجئ في السلوك أو المظهر أو العادات الدينية.
  • شارك أبناءك في اهتماماتهم، وعرّفهم بخطورة بعض الدورات أو الممارسات المنتشرة على الإنترنت.
  • ادعُ الله بحفظ أبنائك، وكن قدوة في الالتزام الديني والخلقي.

ختامًا

الهجمة الفكرية والثقافية على مجتمعاتنا كبيرة، ولا أحد في مأمن مهما كان مستوى التدين أو التعليم. الوقاية تبدأ بالوعي، والمتابعة، والحوار، والدعاء. احفظوا هذا الدليل وشاركونه مع من تحبون، فالحماية تبدأ من البيت.

إذا لاحظت علامات غريبة أو طرودًا مشبوهة أو تغيرات مفاجئة في أبنائك، لا تتردد في التدخل، فالأمر لا يحتمل التأجيل. نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا وأسرنا من كل شر، وأن يرد كيد كل من يريد بهم سوءًا.

هل لديك تجربة أو علامة أخرى لم نذكرها؟ شاركنا بها في التعليقات لنستفيد جميعًا.

تابعونا في قنواتنا وبرامجنا القادمة لمزيد من التوعية حول هذا الموضوع الهام.

https://www.youtube.com/watch?v=4qjmVqLAz3U

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك