اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كيف تميز بين الحق والباطل في زمن كثرت فيه الشبهات؟

في عالمنا اليوم، ومع كثرة المعلومات وتعدد المصادر، أصبح من السهل أن يقع الإنسان في حيرة بين ما هو حق وما هو باطل، خاصة في القضايا الدينية والفكرية. كث

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في عالمنا اليوم، ومع كثرة المعلومات وتعدد المصادر، أصبح من السهل أن يقع الإنسان في حيرة بين ما هو حق وما هو باطل، خاصة في القضايا الدينية والفكرية. كثير من الأفكار والتيارات الجديدة تظهر وتدّعي أنها تحمل الحقيقة، بينما قد تكون في حقيقتها دعوات باطلة أو انحرافات عن الدين الصحيح. في هذا المقال، سنستعرض معًا أهم المعايير التي تساعدك على التمييز بين الحق والباطل، ونوضح كيف يمكن للمسلم أن يحصّن نفسه من الانحرافات الفكرية والدينية.

لماذا يبحث الإنسان عن الإيمان؟

منذ فجر التاريخ، كان الإنسان يبحث عن الخالق، عن الإله الذي يعبده ويطمئن إليه قلبه. ورغم التقدم الحضاري والمادي، ظل هذا الجانب الروحي محورًا أساسيًا في حياة البشر. ولهذا أرسل الله الرسل والأنبياء ليبينوا للناس طريق التوحيد الصحيح، وليحذروا من الشرك والانحراف. لكن مع مرور الزمن، ضل بعض البشر عن الفطرة السليمة، فعبدوا الأشجار والأحجار والكواكب والنار، وصنعوا أصنامًا من الطين والحجر ليتقربوا بها إلى آلهتهم المزعومة.

كيف نشأت عبادة الكواكب والأصنام؟

في حضارات مثل البابليين والسومريين والإغريق، كان الناس ينحتون أصنامًا تمثل الكواكب التي يعبدونها، ويقيمون لها الطقوس ويقدمون القرابين. ومع مرور الوقت، أضيفت إلى هذه الطقوس أفكار خرافية واستعانوا بالشياطين، حتى أصبح لكل صنم خادم من الشياطين، وارتبطت عباداتهم بأسماء ملوك الجن والشياطين.

لكن من المهم أن نعرف أن كل ما يتعلق بالغيب، مثل الحديث عن الجن والشياطين والكواكب، لا يجوز تصديقه إلا إذا ورد في كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالغيب لا يعلمه إلا الله، وما لم يرد فيه نص صريح، فهو من باب الأخبار التي قد يدخلها الكذب والتحريف.

كيف تميز الأفكار المنحرفة؟

هناك خمس علامات رئيسية تستطيع من خلالها كشف أي فكر منحرف أو باطني أو غنوصي، سواء كان في الدين أو العقيدة أو حتى في العلوم الإنسانية الزائفة:

  • ضرب الدين: هل الفكرة أو المعتقد الذي أمامك يضرب أصول دينك أو يشكك فيها؟
  • ضرب العقيدة: حتى إن لم يهاجم الدين صراحة، هل يضرب أصول العقيدة الصحيحة والتوحيد؟
  • الدعوة إلى الخرافة: هل يدعو لفكرة خرافية لا أساس لها من العلم أو الشرع؟
  • الدعوة إلى الخوارق: هل يروج لوجود قدرات خارقة أو كرامات مزعومة دون دليل شرعي؟
  • الحديث في الغيب: هل يتكلم عن أمور غيبية لم يخبر بها الله أو رسوله؟

إذا وجدت واحدة أو أكثر من هذه العلامات في فكرة أو دورة أو كتاب أو شخص، فاحذر منه!

لماذا ينجذب الناس لهذه الأفكار؟

السبب الرئيسي هو الجهل والابتعاد عن العلماء الربانيين من أهل السنة والجماعة. كثير من الناس أصبحوا يتلقون دينهم من مدربين وعي أو متصوفة أو دجالين يدّعون معرفة الغيب ويمارسون الشعوذة تحت مسميات مختلفة مثل التارو، قراءة الفنجان، أو حتى خرائط الأبراج الفلكية.

كما أن الطمع والرغبة في معرفة المستقبل أو الحصول على قدرات خارقة يدفع البعض لتصديق هذه الخرافات والانحرافات.

كيف تحصّن نفسك؟

  • ارجع إلى القرآن والسنة: كل ما يتعلق بالغيب أو العقيدة أو الأحكام يجب أن يكون مصدره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
  • استعن بالعلماء الربانيين: لا تأخذ دينك من أي شخص، بل ارجع للعلماء المعروفين بالعلم والورع من أهل السنة والجماعة.
  • تأكد من صحة المعلومة: لا تصدق كل ما يقال أو ينشر، بل تحقق من مصادره العلمية والشرعية.
  • ابتعد عن الخرافات والخوارق: ديننا دين واقعي، لا يدعو للخرافة ولا يروج للخوارق إلا ما ثبت بالوحي.
  • لا تتبع الهوى أو الحدس فقط: القلب لا يكون دليلاً إلا إذا كان صاحبه على علم وبصيرة، أما عامة الناس فالأولى لهم أن يستفتوا أهل العلم.

خلاصة القول

لا يوجد في تاريخ البشرية مذهب باطني أو غنوصي أو منحرف إلا ويدعو إلى نسف الدين، أو التشكيك في العقيدة، أو الترويج للخرافة، أو ادعاء الخوارق، أو الحديث في الغيب. احذر من هذه العلامات، وكن على صلة بالعلماء وكتب السلف الصالح، ولا تغتر بكل جديد أو غريب.

حافظ على دينك وعقيدتك، وكن عاقلًا متزنًا، ولا تجعل للجهل أو الطمع أو حب الخوارق مدخلًا إلى قلبك. فالنجاة في اتباع الحق، والحق واضح لمن أراد الله له الهداية.

ملاحظة للقراء:

إذا واجهت أي فكرة أو تيار أو شخص يدعو إلى شيء من هذه الأمور الخمسة، فاعلم أنه على باطل، ولا تتردد في الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عما أشكل عليك. حفظنا الله وإياكم من الفتن والشبهات، ووفقنا للثبات على الحق حتى نلقاه.

https://www.youtube.com/watch?v=mW1a47gB4Q0

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك