اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

كيف تُستخدم البرمجة والتشكيك في مدارس "الوعي" للطعن في العقيدة الإسلامية؟

في السنوات الأخيرة، انتشرت في عالمنا العربي موجة من المدربين والمدربات الذين يروجون لما يُسمى بمدارس "الوعي" أو "مدارس الطاقة". يقدم هؤلاء أنفسهم كخبر

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في عالمنا العربي موجة من المدربين والمدربات الذين يروجون لما يُسمى بمدارس "الوعي" أو "مدارس الطاقة". يقدم هؤلاء أنفسهم كخبراء في تطوير الذات، لكنهم في الحقيقة يزرعون الشكوك ويستخدمون أساليب البرمجة الذهنية للتأثير على معتقدات الناس، خاصة العقيدة الإسلامية. في هذا المقال، سنكشف أبرز الأساليب التي يعتمدونها، ونوضح خطورتها على الفرد والمجتمع، مع أمثلة واقعية من منشوراتهم.

1. التشكيك في فعالية الدعاء واستجابة الله

أحد أشهر الأساليب التي يستخدمها هؤلاء المدربون هو التشكيك في فعالية الدعاء. تجدهم يكتبون منشورات مثل:

"ألم تلاحظوا أن هناك الكثير من الدعوات لم تُستجب رغم أن ملايين البشر يرددونها يومياً؟ أين الخلل؟ هل أنتم تدعون الله الحقيقي؟"

هذه الأسئلة تبدو بريئة للوهلة الأولى، لكنها في الحقيقة أسلوب برمجة خبيث. فهي تزرع الشك في قلوب المتابعين حول علاقتهم بالله، وتدفعهم للتساؤل: "هل أنا أدعو الإله الصحيح؟ لماذا لا تُستجاب دعوتي؟"

في الواقع، الإسلام يوضح لنا أن الدعاء يُستجاب بإحدى ثلاث طرق: إما أن يُعطى الداعي ما طلب، أو يُصرف عنه من السوء مثل ما دعا، أو يُدخر له في الآخرة. هذا ما علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم. أما ربط الاستجابة الفورية بالدعاء، فهو فهم سطحي ومخالف للعقيدة.

2. التلاعب بالنصوص الدينية واقتطاعها من سياقها

من أخطر ما يفعله مدربو الوعي هو اقتطاع آيات قرآنية من سياقها واستخدامها لتدعيم أفكارهم. فعلى سبيل المثال، يستشهدون بآية:

"يدعون من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة"

ويفسرونها وكأنها تتحدث عن المسلمين الذين يدعون الله، بينما السياق القرآني واضح: الآية تتحدث عن المشركين الذين يدعون الأصنام.

هذا النوع من التلاعب يُسمى "الإقناع القصري"، حيث يُوهم المتلقي أن ما يُقال له مؤيد بالدين، بينما الحقيقة أن النصوص تم تحريف معناها أو اقتطاعها بشكل مضلل.

3. إلغاء مفهوم القضاء والقدر

يعمل بعض المدربين على إلغاء مفهوم القضاء والقدر، ويصورون للناس أن الهدف الذي يسعون إليه يجب أن يتحقق حتماً إذا اتبعوا خطواتهم أو طقوسهم. يقولون:

"لا تقولوا أن الدعاء يُستجاب في ثلاث مواطن، ولا تقولوا قضاء وقدر، بل سيستجيب لكم الكون حتماً!"

هذا خطير جداً، لأنه يُخرج الإنسان من التسليم لله، ويجعله يظن أنه هو المتحكم في مصيره، متجاهلاً حكمة الله وعلمه المطلق.

4. زرع بذور الشك في الموروث الديني

يركز مدربو الوعي على ضرب "الموروث الديني"، ويشجعون أتباعهم على رفض ما تعلموه من آبائهم وعلماء الأمة، بحجة أن "كل إنسان يجب أن يبحث عن الحقيقة بنفسه". يستشهدون بقصة إبراهيم عليه السلام مع قومه، لكنهم يتجاهلون أن إبراهيم كان موحداً ولم يترك دين التوحيد، بل رفض الشرك.

يدّعون أن فهم العلماء السابقين لم يعد مناسباً للعصر، ويحثون على "تحرير العقل" من القيود، بينما في الحقيقة هم يزرعون الشك في الثوابت الدينية.

5. استخدام الأسئلة التشكيكية بدل التصريحات المباشرة

من أساليب البرمجة الذكية التي يستخدمها المحترفون منهم، أنهم لا يصرحون بأفكارهم مباشرة، بل يطرحون أسئلة فقط:

  • "هل أنت متأكد أنك تدعو الإله الحقيقي؟"
  • "لماذا لم تُستجب دعوتك؟"
  • "هل فكرت يوماً أنك ربما تدعو شيطاناً؟"

هذه الأسئلة لا تهدف لإعطاء إجابات، بل لغرس الشك في القلب والعقل، بحيث يبدأ المتلقي في التشكيك بكل شيء، حتى في أساسيات دينه.

6. التدرج في زعزعة العقيدة

لا يبدأ مدربو الوعي بالطعن الصريح في العقيدة، بل يتدرجون:

  • أولاً: يشككون في فعالية الدعاء.
  • ثانياً: يطرحون فكرة أن "الكون" هو من يستجيب، وليس الله.
  • ثالثاً: يروجون لمفاهيم الطاقة وقانون الجذب والبرمجة اللغوية العصبية، والتي تحمل في طياتها فلسفات دخيلة على الإسلام.
  • رابعاً: يسعون لإحلال "إله داخلي" أو "وعي كوني" محل الإيمان بالله عز وجل.

7. النتائج الخطيرة على الفرد والمجتمع

تخيل شاباً أو فتاة يتابعون هذه الحسابات لسنوات، يتشربون هذه الأفكار تدريجياً، حتى يجدوا أنفسهم في النهاية فاقدين للثقة في دينهم، وربما خارجين عنه دون أن يشعروا.

هذا الخطر لا يهدد فقط العقيدة، بل يضرب أيضاً الصحة النفسية، ويؤدي إلى فراغ روحي كبير.

8. كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • تعلم العقيدة الصحيحة: يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلموا أساسيات العقيدة من مصادرها الموثوقة، وألا يأخذوا دينهم من أي شخص يدّعي المعرفة.
  • الرجوع للعلماء: في المسائل الدينية، لا مجال للاجتهاد الشخصي أو "تفعيل العقل" بمعزل عن النصوص الشرعية وفهم العلماء.
  • الحذر من البرمجة الخفية: كثير من هذه الأفكار تُبث بشكل غير مباشر، عبر تكرار الأسئلة أو القصص أو الأمثلة، فانتبه لأي محتوى يشككك في الثوابت.
  • المناقشة والحوار: إذا واجهت شبهة أو تساؤلاً، ناقشه مع أهل العلم، ولا تكتفِ بما يُقال لك على وسائل التواصل.
  • توعية الأبناء: يجب أن ننتبه لما يتابعه أبناؤنا على الإنترنت، ونفتح معهم حوارات صريحة حول هذه الأفكار.

9. خلاصة

مدارس الوعي والطاقة ليست مجرد برامج تطوير ذاتي، بل تحمل في طياتها أفكاراً خطيرة تمس العقيدة الإسلامية. واجبنا جميعاً أن نكون واعين لهذه الأساليب، وأن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم الشرعي الصحيح، وأن لا نسمح لأي أحد أن يزرع الشك في قلوبنا تجاه ديننا وثوابتنا.

"اللهم ثبت قلوبنا على دينك، واحفظ أبناءنا وبناتنا من كل فتنة وشر."

إذا وجدت في هذا المقال ما يفيدك، شاركه مع من تحب، وكن سبباً في حماية عقيدة مسلم من الشكوك والشبهات.

https://www.youtube.com/watch?v=Tz6mlNmVdRw

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك