اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

العقيدة الإسلامية: أساس الإيمان وسر السعادة

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. في هذا المقال، سنبحر معًا في موضوع من أهم المواضيع في حياة كل مسلم

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. في هذا المقال، سنبحر معًا في موضوع من أهم المواضيع في حياة كل مسلم ومسلمة، موضوع العقيدة الإسلامية، ذلك الأساس المتين الذي تقوم عليه حياة المسلم، والذي يحدد علاقته بربه، ونظرته لنفسه، وتعاملاته مع من حوله.

ما هي العقيدة؟

كلمة "عقيدة" مأخوذة من "العقد"، أي الربط الشديد والإحكام. كما يُعقد الحبل بقوة فلا ينفك إلا بجهد كبير، كذلك العقيدة في قلب المؤمن يجب أن تكون قوية، راسخة، لا تتزعزع أمام الشبهات أو الفتن. فالعقيدة هي الإيمان الجازم الذي لا يقبل الشك، وهي ما يربط قلب المسلم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وكل ما أخبر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

لماذا ندرس العقيدة؟

قد يتساءل البعض: نحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فلماذا نحتاج لدراسة العقيدة؟ والجواب أن العقيدة هي الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال. فلو نظرنا إلى بداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، نجد أن أول ما دعا إليه هو تصحيح العقيدة: "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره". هذه كانت دعوة جميع الأنبياء والرسل.

وقد حذر الله سبحانه وتعالى حتى سيد الخلق محمدًا صلى الله عليه وسلم من الشرك، فقال: "لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" (الزمر: 65). فالعقيدة هي الأساس، وأي خلل فيها يفسد العمل مهما كان ظاهره حسنًا.

هل العمل الحسن يكفي؟

كثيرًا ما نسمع من يقول: "هذه غير مسلمة لكنها أفضل من المسلمة في أخلاقها وتعاملها". هنا يجب أن ننتبه: الأعمال الصالحة وحدها لا تكفي إذا لم تكن مبنية على عقيدة صحيحة. فالمسلمة التي تشهد أن لا إله إلا الله، وإن قصرت في بعض أخلاقها، تظل عند الله أفضل من غير المسلمة التي قد تحسن إلى الناس لكنها تكفر بالله. فالإيمان بالله هو الأساس الذي يُقبل عليه العمل، أما من أشرك بالله فمهما عمل من خير، لا يُقبل منه عند الله، كما قال تعالى: "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون" (الأنعام: 88).

أهمية تصحيح العقيدة

حتى الأنبياء والصالحون كانوا يخافون على أنفسهم من الشرك، كما دعا إبراهيم عليه السلام: "واجنبني وبني أن نعبد الأصنام" (إبراهيم: 35). فالعقيدة ليست أمرًا يُستهان به، ولا يكفي أن نقول: "أنا مسلم، لن أقع في الشرك". بل يجب أن نتعلم العقيدة ونحذر من كل ما يناقضها أو يضعفها.

دراسة العقيدة ليست معقدة

قد يظن البعض أن دراسة العقيدة أمر صعب أو ثقيل، لكن في الحقيقة هي من أجمل وألذ العلوم. العقيدة تعني أن نتعرف على الله سبحانه وتعالى، على أسمائه وصفاته، على الملائكة، على الرسل، على اليوم الآخر، على الجنة والنار، على القضاء والقدر. هي حديث عن الرحمة، عن العدل، عن الحكمة، عن السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.

قصة خلق آدم عليه السلام ودروس في العقيدة

من القصص العظيمة التي توضح لنا حكمة الله وعدله قصة خلق آدم عليه السلام. حين أخبر الله الملائكة أنه سيجعل في الأرض خليفة، تساءلوا: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟" لم يكن سؤالهم اعتراضًا، بل رغبة في معرفة الحكمة. فأجابهم الله: "إني أعلم ما لا تعلمون" (البقرة: 30).

وعلم الله آدم الأسماء كلها، وفضله على الملائكة بالعلم، ثم أمرهم بالسجود له. فأطاع الملائكة إلا إبليس الذي استكبر وأبى، فكان من الكافرين. ثم أسكن الله آدم وزوجه الجنة، ونهاهما عن الأكل من شجرة معينة، فوسوس لهما الشيطان، فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما، وتابا إلى الله، فتاب عليهما.

هنا نرى أن الله خلق آدم ليعيش في الأرض، كما قال: "إني جاعل في الأرض خليفة"، وأن نزوله من الجنة لم يكن عقوبة بحتة، بل كان جزءًا من حكمة الله في خلق الإنسان للاختبار والابتلاء.

الحكمة من الابتلاءات في الدنيا

الدنيا دار ابتلاء واختبار، وليست دار نعيم دائم. كل إنسان يمر بمصاعب: مرض، فقر، فقدان، مشاكل أسرية... هذه طبيعة الحياة. من فهم العقيدة الصحيحة، علم أن السعادة ليست في خلو الحياة من المشاكل، بل في الرضا بقضاء الله وقدره، وفي الثقة بحكمته وعدله، وفي السعي للآخرة.

التوبة والأمل في رحمة الله

عندما يقع الإنسان في معصية أو خطأ، فباب التوبة مفتوح. كما تاب الله على آدم وزوجه، يتوب على كل من رجع إليه نادمًا. قال تعالى: "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم" (البقرة: 37).

خلاصة

العقيدة الصحيحة هي سر النجاة في الدنيا والآخرة، وهي مصدر السعادة الحقيقية. من ثبتت عقيدته، وامتلأ قلبه بالإيمان بالله وأسمائه وصفاته، عاش مطمئنًا، راضيًا، قويًا في مواجهة مصاعب الحياة. فلنحرص جميعًا على تعلم العقيدة، وتصحيح إيماننا، والرجوع إلى الله في كل أمرنا.

نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا العقيدة السليمة، وأن يجعلنا من أهل الجنة، ويجنبنا الشرك والضلال.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلم: [اسمك أو "فريق التحرير"]

مصدر الإلهام: لقاء الأستاذة أمل حول العقيدة الإسلامية

https://www.youtube.com/watch?v=Ghuke2MWgCM

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك