العوالم الخيالية وتأثيرها على المراهقين: كيف نحمي أبناءنا من الوقوع في الوهم؟

في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والأفلام مصدرًا رئيسيًا للمعلومات والتسلية عند المراهقين. لكن مع هذا الانفتاح الكبير، ظهرت تحديات جديدة تتعلق بتأثير العوالم الخيالية على عقول الشباب، خاصة مع انتشار أفلام مثل "أفاتار" و"هاري بوتر"، والتي تقدم عوالم سحرية وخارقة للعادة تشد انتباههم وتثير فضولهم.

كيف تبدأ القصة؟

غالبًا ما يبدأ الأمر بفضول بريء تجاه فيلم أو قصة خيالية. المراهقون بطبيعتهم يميلون إلى تصديق الأمور الغامضة ويحبون استكشاف المجهول، خاصة عندما يجدون من يشجعهم على ذلك. في بعض الحالات، قد يتأثرون بمدربين أو مؤثرين على منصات مثل "تيك توك"، حيث يتم الترويج لفكرة أن هذه العوالم الخيالية حقيقية ويمكن الوصول إليها من خلال التأمل أو طقوس معينة.

تجربة واقعية:

تروي إحدى الأخوات تجربتها مع أختها الصغيرة التي تأثرت بشكل كبير بهذه الأفكار المنتشرة على "تيك توك". بدأت الأخت الصغيرة في تصديق أن بإمكانها الدخول إلى عوالم خيالية من خلال التأمل في غرفة مظلمة، حتى أنها لجأت أحيانًا إلى إيذاء نفسها بسبب تأثرها الشديد. هذه الحادثة المؤلمة تعكس حجم التأثير الذي قد تتركه هذه الأفكار على نفسية المراهقين، خاصة إذا لم يجدوا من يوجههم ويرشدهم.

لماذا ينجذب المراهقون لهذه العوالم؟

هناك ثلاثة أمور رئيسية تجذب المراهقين إلى العوالم الخيالية:

• حب الغموض: الإنسان بطبعه يعشق استكشاف عالم الغيب وما وراء الواقع.
• الانبهار بالخوارق: كثير من الناس يتمنون امتلاك قدرات خارقة أو أن يعيشوا مغامرات غير اعتيادية.
• الفضول حول عالم الجن والسحر: الأفلام والمسلسلات تستغل هذا الفضول وتقدمه بشكل مشوق يجذب الشباب.

هذه العوامل تجعل المراهقين أكثر عرضة لتصديق الأفكار الخيالية، خاصة عندما يتم تقديمها بأسلوب جذاب ومؤثر عبر وسائل الإعلام.

كيف نحمي أبناءنا؟

• الحوار والتوعية: من المهم أن نفتح قنوات الحوار مع أبنائنا ونستمع إلى أفكارهم واهتماماتهم دون حكم مسبق. علينا أن نوضح لهم الفرق بين الخيال والواقع، وأن نعلمهم كيف يتحققون من صحة المعلومات التي يتلقونها عبر الإنترنت.
• المراقبة الإيجابية: يجب أن نراقب المحتوى الذي يتابعه أبناؤنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونوجههم نحو مصادر موثوقة وآمنة.
• تعزيز الثقة بالنفس: عندما يشعر المراهق بأنه محبوب ومقبول كما هو، تقل حاجته للهروب إلى عوالم خيالية بحثًا عن القوة أو التميز.
• الاستعانة بالمتخصصين: إذا لاحظنا علامات تأثر نفسي أو سلوكي خطير، من الضروري طلب المساعدة من مختصين في الصحة النفسية.

في الختام:

العوالم الخيالية جزء جميل من الأدب والفن، لكنها قد تتحول إلى مصدر خطر إذا لم نرشد أبناءنا إلى كيفية التعامل معها بوعي. علينا أن نكون قريبين من أبنائنا، نستمع إليهم ونوجههم، حتى ينعموا بطفولة ومراهقة آمنة ومتوازنة بعيدًا عن الأوهام والمخاطر.

https://www.youtube.com/watch?v=g-mLHQ83s4I