اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

البحث عن الحقيقة بين العلم والغيبيات: رؤية نقدية لحماية أبنائنا ومجتمعنا

في عصر تتسارع فيه الأفكار وتتعدد فيه المعتقدات، يواجه الكثير من الناس، وخاصة الشباب، تحديات كبيرة في التمييز بين العلم الحقيقي والمفاهيم الزائفة، وبين

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عصر تتسارع فيه الأفكار وتتعدد فيه المعتقدات، يواجه الكثير من الناس، وخاصة الشباب، تحديات كبيرة في التمييز بين العلم الحقيقي والمفاهيم الزائفة، وبين البحث المثمر والبحث الذي يقود إلى الضياع. ولعل من أبرز هذه التحديات انتشار بعض الممارسات والمعتقدات المتعلقة بالطاقة والغيبيات، والتي أصبحت تجد لها رواجاً بين فئات مختلفة من المجتمع.

شكر وتقدير لأهل العلم

في البداية، لا بد من الإشادة بجهود العلماء والمفكرين الذين يحرصون على توعية الناس وتحذيرهم من الانجراف وراء هذه المعتقدات. فوجودهم بيننا هو نعمة عظيمة ودعم كبير بعد فضل الله تعالى، فهم ينيرون لنا الطريق ويذكروننا بأهمية التمسك بالعلم الصحيح والمنهج القويم.

معضلة الحوار مع دعاة الطاقة والغيبيات

عند مناقشة من يروجون لمفاهيم الطاقة أو الغيبيات، نجد أنفسنا أمام تحديات كبيرة. فإذا تحدثنا معهم من منطلق ديني، اتهمونا بالتشدد، وإذا ناقشناهم علمياً، وصفونا بالجهل، وإذا استخدمنا المنطق والعقل، طالبونا بالصمت. فهل نترك الساحة لهم ليعبثوا بعقول أبنائنا وبناتنا؟ بالتأكيد لا، بل يجب علينا أن نواجه هذه الأفكار بالحجة والدليل، وأن نوضح خطورتها على الفرد والمجتمع.

خدعة "خذ الجيد واترك السيء"

من الشعارات التي يروج لها بعض الممارسين لفكر الطاقة والغيبيات مقولة: "خذ الجيد واترك السيء". لكن الحقيقة أن من يمتلك العلم والمعرفة الكافية لتمييز الجيد من السيء لن يدخل أصلاً في هذه المعتقدات الفاسدة. فهذه المدارس الفكرية تقوم على أسس باطلة يصعب الفصل فيها بين النافع والضار، بل إن ضررها يفوق نفعها بكثير.

خطورة البحث في الغيبيات

التاريخ لا يكذب. فلم يحدث أن دخلت جماعة أو فرد في عالم الغيبيات وخرج منه برشد وعقل سليم. بل إن من يغوص في هذه الأمور غالباً ما يفسد دينه وأخلاقه ومبادئه. الغيب أمر لا يجوز الخوض فيه إلا بما ورد في الكتاب والسنة، وإلا فإن العاقبة تكون الضياع والظلام الفكري.

إطلاق العنان للعقل بلا ضوابط

من الكوارث الفكرية أن يطلق الإنسان لعقله العنان دون ضوابط شرعية أو علمية أو اجتماعية. صحيح أن التفكير والتأمل في حدود الدين والعلم يثمر نتائج رائعة، لكن عندما يكون التفكير بلا قيد، يصبح العقل عرضة للانحراف والضياع. كثيرون في الشرق والغرب ضلوا بسبب تجاوزهم هذه الحدود، وظنوا أن بإمكانهم الوصول إلى الحقيقة المطلقة بأنفسهم.

وهم البحث عن الحقيقة

انتشرت بين الناس اليوم فكرة "البحث عن الحقيقة" بشكل مبالغ فيه، حتى أصبح كل شخص يدعي أنه باحث، ويقرأ في كتب مشبوهة أو عقائد فاسدة، ثم يظن أنه وصل إلى الحقيقة. هذا الوهم يقود إلى المزيد من الحيرة والضلال، ويبعد الإنسان عن العبادة الحقيقية والعمل النافع لنفسه وأسرته ومجتمعه.

المسؤولية تجاه أبنائنا ومجتمعنا

نحن اليوم مسؤولون أمام الله، ثم أمام أنفسنا وأبنائنا ومجتمعنا، عن حماية عقولهم من هذه الأفكار المنحرفة. يجب أن نوضح لهم أن البحث الحقيقي هو ما ينفع الإنسان في دينه ودنياه، وأن الانشغال بالفلسفات الضالة والبحث عن الغيبيات باسم "البحث عن الحقيقة" هو فساد مكتمل الأركان.

خاتمة وتوصيات

في الختام، يجب علينا جميعاً أن نواجه هذا الفكر المنحرف بالدين والعلم والمنطق والدليل، وأن نغرس في أبنائنا أن هناك خطوطاً حمراء لا يجوز تجاوزها. فالحقيقة ليست دائماً فيما نبحث عنه بأنفسنا، بل فيما جاءنا به الوحي والعلم الصحيح. لنعمل جميعاً على حماية أنفسنا ومجتمعنا من هذا الضلال، ولنوجه طاقاتنا نحو ما ينفعنا في ديننا ودنيانا.

بهذا نكون قد استعرضنا أهم الأفكار التي ناقشها المتحدث في مداخلته، مع التركيز على أهمية التوعية، وخطورة الانجراف وراء الغيبيات، وضرورة تقييد البحث بضوابط الدين والعلم. لنجعل من الحوار والنقد البناء وسيلة لحماية مجتمعنا وأبنائنا من كل فكر دخيل.

https://www.youtube.com/watch?v=FwQ0PkBbD4E

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك