الأبواب الأربعة لدخول مجال الطاقة: الأسباب، المخاطر، والنصائح للثبات
كثيرون ممن دخلوا إلى مجال "الطاقة" أو ما يُعرف بممارسات الطاقة الروحية، لم يصلوا إليه صدفة، بل قادتهم أسباب ودوافع محددة. من خلال متابعة حالات وتجارب
كثيرون ممن دخلوا إلى مجال "الطاقة" أو ما يُعرف بممارسات الطاقة الروحية، لم يصلوا إليه صدفة، بل قادتهم أسباب ودوافع محددة. من خلال متابعة حالات وتجارب العديد من الممارسين، يمكن تلخيص هذه الدوافع في أربعة أبواب رئيسية، وهي: الحاجة، الطمع، الفراغ، والفضول. في هذا المقال سنتناول هذه الأبواب بالتفصيل، ونستعرض المخاطر التي قد يقع فيها الإنسان عند الانجراف وراء هذه الممارسات، مع تقديم نصائح مهمة للثبات وتجنب الانزلاق.
الباب الأول: الحاجة
الحاجة هي الدافع الأول والأكثر شيوعًا لدخول هذا المجال. فقد يكون الإنسان فقيرًا يبحث عن المال، أو مريضًا يائسًا من علاج الأطباء فيلجأ إلى ممارسات الطاقة أملاً في الشفاء. أحيانًا تكون الحاجة عاطفية، كمن تبحث عن شريك حياة بعد أن أوهمها البعض بأنها أصبحت "عانس"، أو من يبحث عن علاقات أو حب. الحاجة، إذًا، تدفع الإنسان للبحث عن حلول سريعة وسهلة، حتى وإن كانت غير واقعية أو غير مثبتة علميًا.
الباب الثاني: الطمع
الطمع هو الدافع الثاني، ويشمل الطمع في الغنى، الشهرة، الرفعة، أو الظهور. كثيرون يدخلون هذا المجال رغبة في تحقيق ثراء سريع أو مكانة اجتماعية مرموقة. في الغالب، يكون هذا الطمع ناتجًا عن ضعف في الشخصية، حيث يبحث الإنسان عن تعويض لنقص داخلي أو رغبة في لفت الأنظار.
الباب الثالث: الفراغ
الفراغ هو الدافع الثالث. من لا يجد ما يشغل وقته أو يشعر بالملل والروتين، قد يدخل هذا المجال بحثًا عن التسلية أو كسر الملل. الفراغ الروحي أو العقلي يجعل الإنسان عرضة للانجراف وراء أي فكرة جديدة أو تجربة غامضة.
الباب الرابع: الفضول
أما الباب الرابع فهو الفضول. كثيرون يدخلون مجال الطاقة بدافع حب الاستطلاع والمعرفة، أو لأنهم سمعوا عنه ويريدون اكتشافه بأنفسهم. الفضول وحده، إذا لم يكن مقترنًا بالوعي والحذر، قد يقود الإنسان إلى تجارب خطيرة وغير محسوبة العواقب.
لماذا ينجرف الناس وراء هذه الأبواب؟
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بطبيعة تميل إلى البحث عن الشفاء السريع، والرزق الوفير، والراحة، والربح السهل. هذه الصفات الفطرية استغلها مدربو الطاقة جيدًا، فصاروا يعدون كل مريض بالشفاء العاجل، وكل فقير بالغنى، وكل باحث عن الراحة بحياة سهلة، وكل طامع بالربح السريع. هكذا وقع الكثيرون في فخ هذه الوعود الزائفة.
المخاطر والأعراض التي يعاني منها ممارسو الطاقة
من خلال تتبع حالات الممارسين والمدربين في مجال الطاقة، لوحظ ظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والروحية عليهم، منها:
- آلام دائمة في المعدة والكتفين والقولون وأسفل الظهر.
- صداع في الجبين، كدمات وتورمات تظهر على الجسم بدون سبب واضح.
- تساقط الشعر، تشتت ذهني، ضعف التركيز، خمول عام.
- هالات سوداء تحت العينين، طنين في الأذن، ضيق في الصدر، نوبات خوف وهلع خاصة في الليل.
- كوابيس وأرق شديد، انزعاج من الأصوات، ميل إلى العزلة والانفصال عن المجتمع.
- ظهور الشيب المبكر، اضطرابات هرمونية عند النساء، فقدان الشعور بالفرح والطمأنينة.
- تحرشات جنسية أثناء النوم، رؤى مخيفة أو تخيلات بصرية حتى أثناء اليقظة.
- توتر العلاقات الأسرية، النفور من الشريك، كره العلماء والدين، الاستسهال في ارتكاب المعاصي.
- رغبة في الانعزال أو حتى التخلص من الحياة، نوبات بكاء بدون سبب، تبلد في المشاعر.
هذه الأعراض قد لا تظهر جميعها على كل ممارس، ولكن من النادر أن يخلو أحدهم من نصفها على الأقل.
السبب الجذري: فقدان الرضا والصبر
المشكلة الأساسية التي تدفع الإنسان إلى الانجراف وراء هذه الأبواب هي فقدان الرضا بالقضاء وفقدان الصبر على الابتلاء. من لا يرضى بما قسمه الله له، ولا يصبر على البلاء، يظل في حالة من الضياع والبحث المستمر عن حلول سريعة وسهلة. الرضا يحوّل الفقر إلى غنى، والتعب إلى راحة، والحرمان إلى اكتفاء. أما من فقد الرضا، فلن يشعر بالسعادة مهما امتلك.
نصيحة للثبات والنجاة
الرضا بالقضاء والصبر على الابتلاء هما مفتاحا الثبات والنجاة في الدنيا والآخرة. تمسك بهذين الأمرين، ولا تدع الحاجة أو الطمع أو الفراغ أو الفضول يقودك إلى أبواب مظلمة. واعلم أن الله سبحانه وتعالى قدّر لكل إنسان رزقه وشفاءه وسعادته في الوقت المناسب، فلا تستعجل ولا تبحث عن حلول زائفة.
كلمة أخيرة
مجال الطاقة مليء بالوعود الكاذبة والمخاطر الخفية. كثيرون ممن دخلوا هذا المجال جربوا الأعراض والمشاكل التي ذكرناها. نسأل الله العفو والعافية للجميع، وأن يثبت من تاب وخرج من هذا الطريق، وأن يمنحنا وإياكم الرضا والصبر والثبات على الحق.
https://www.youtube.com/watch?v=XUHbsFWBk5s