🔵 الدكتورة / سارة محمد ( سجود الطاقيين للشمس )
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بالطاقة واليوغا و"العلاج الشمسي" في المجتمعات العربية، حتى أصبح البعض يروج لها باعتب
سجود الطاقيين للشمس: بين الخرافة والعلم
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بالطاقة واليوغا و"العلاج الشمسي" في المجتمعات العربية، حتى أصبح البعض يروج لها باعتبارها علومًا أو طبًا تكميليًا. في هذا المقال، نستعرض معًا أبرز النقاط التي تناولتها الدكتورة سارة محمد حول هذه الظاهرة، ونتعرف على جذورها وأخطارها، خاصة عندما يتم ربطها بالعلوم الطبية أو النفسية.
أصل فكرة "سجود الشمس" والتشريح الشمسي
تقوم بعض المعتقدات والممارسات الحديثة على ما يسمى بـ"التشريح الشمسي" أو "سولار أنومي"، وهو تصور تشريحي يعتمد على تقسيم جسم الإنسان وفقًا لمسارات الكواكب والنجوم، مستمد من عبادة الشمس القديمة. حيث يُرسم جسم الإنسان منحنياً بطريقة تشبه وضعية الركوع أو السجود، ثم توزع عليه الكواكب والنجوم، ويُقال إن كل جزء من الجسم مرتبط بكوكب أو نجم معين.
هذه الأفكار تظهر بوضوح في خرائط الأبراج الفلكية التي تُستخدم في التنجيم، حيث تُرسم دائرة فلكية يُقال إنها تحدد مصير الإنسان ومستقبله بناءً على مواقع الكواكب لحظة ولادته. ومن هنا، يُزعم أن هناك علاقة بين هذه الخرائط وأعضاء الجسم ومسارات الطاقة فيه.
ارتباط هذه الأفكار بممارسات الطاقة واليوغا
انتقلت هذه المفاهيم إلى ممارسات مثل اليوغا، خاصة في وضعية "تحية الشمس"، حيث يُطلب من الممارسين أداء حركات معينة يُقال إنها تمثل السجود أو الركوع للشمس. ويُروج أن هذه الحركات تساعد على توازن الطاقة في الجسم، أو حتى على الشفاء من بعض الأمراض.
من هنا، ظهرت ممارسات مثل العلاج بالرفلكسولوجي (تدليك مناطق معينة في القدمين أو اليدين)، والإبر الصينية، وغيرها من الأساليب التي يُقال إنها تعتمد على "مسارات الطاقة" المستمدة من التشريح الشمسي أو الفلكي.
مخاطر ربط هذه الممارسات بالطب
توضح الدكتورة سارة محمد خطورة أن يتبنى الأطباء أو المتخصصون في مجالات علمية مثل الطب أو علم النفس هذه الأفكار، أو أن يروجوا لها تحت مسمى "الطب التكميلي". فالأصل في الطب أن يقوم على الدليل العلمي والتجارب المثبتة، وليس على التنجيم أو الخرافة.
وتحذر الدكتورة من أن استخدام مصطلحات مثل "الطب الطاقي" أو "العلاج الشمسي" قد يضلل الناس، خاصة عندما يحمل المروجون لها شهادات أكاديمية، ما يعطيهم مصداقية زائفة. وتؤكد أنه إذا أراد شخص ما ممارسة هذه الأمور، فعليه أن يسميها باسمها الحقيقي: "سحر" أو "خرافة"، وليس "طبًا".
انتشار هذه الأفكار بين المشاهير والمتخصصين
تطرقت الدكتورة سارة إلى نماذج لأشخاص أصبحوا يُعرفون كمعالجين أو خبراء في مجال الطاقة أو الشمس، رغم أن كتبهم وأفكارهم تقوم على أسس غير علمية أو حتى مخالفة للعقيدة. وتحدثت عن انتشار مقاطع الفيديو والمحتوى الذي يروج لهذه الأفكار بشكل كبير، حتى أصبح من السهل أن يجدها أي شخص يبحث عن العلاج أو التطوير الذاتي.
تجارب واقعية: بين الخيال والخطر
سردت الدكتورة قصة إحدى النساء الأمريكيات اللواتي خضعن لتجربة "استحضار الطفل الداخلي" عبر طقوس مأخوذة من قبائل الشامان في أمريكا الجنوبية. تضمنت التجربة الجلوس في غرفة مظلمة لأربعة أيام دون تواصل مع العالم الخارجي، وتناول وجبة نباتية واحدة يوميًا.
خلال هذه التجربة، بدأت المرأة ترسم رموز الريكي على منطقة البطن، ثم شعرت بآلام شديدة، وبعدها "ظهر" لها طفل صغير في الظلام، أخبرها أنه "طفلها الداخلي" وجاء لمساعدتها على التصالح مع ماضيها. ثم ظهرت لها "سيدة الظلام" – كيان غامض – واحتضنتها، لتشعر بعدها بأنها أصبحت "سيدة الظلام" نفسها.
توضح الدكتورة أن مثل هذه القصص لا يجرؤ الكثير من مدربي الطاقة العرب على سردها، لأنها تكشف بوضوح عن جذور هذه الممارسات في السحر والشعوذة، وليس في العلم أو الطب.
الخلاصة
من المهم أن يكون لدى المتعلمين والباحثين عن التطوير الذاتي أو العلاج وعي نقدي تجاه كل ما يُروج له تحت مسمى الطاقة أو التشريح الشمسي أو الطب التكميلي. فليس كل ما يبدو علميًا أو يحمل مسميات طبية هو بالضرورة صحيح أو مفيد. يجب دائمًا العودة إلى المصادر العلمية الموثوقة، وعدم الانسياق وراء الخرافات أو الممارسات التي قد تضر بالصحة أو العقيدة.
تذكر دائمًا:العلم يقوم على الدليل، أما الخرافة فتقوم على الوهم.