🔵 الدكتور / أيمن العنقري ( هل اليوغا رياضة )
يتساءل الكثيرون عن حقيقة اليوغا: هل هي مجرد رياضة بدنية أم أن لها أبعادًا أعمق؟ هذا السؤال يتكرر كثيرًا، حتى بين طلاب الجامعات وخصوصًا في كليات الشريع
هل اليوغا رياضة فقط؟ نظرة متعمقة في جذورها الفلسفية
يتساءل الكثيرون عن حقيقة اليوغا: هل هي مجرد رياضة بدنية أم أن لها أبعادًا أعمق؟ هذا السؤال يتكرر كثيرًا، حتى بين طلاب الجامعات وخصوصًا في كليات الشريعة. يعتقد البعض، سواء من المنتسبين للعلم أو من ممارسي اليوغا أنفسهم، بأنها نشاط رياضي فقط. لكن هذا التصور يُعد تبسيطًا مخلًا لحقيقة اليوغا وجذورها الفلسفية الشرقية.
اليوغا في أصلها: فلسفة الاتحاد الروحي
اليوغا ليست مجرد تمارين جسدية تهدف لتحسين اللياقة البدنية. بل هي فلسفة عميقة تهدف إلى تحقيق الاتحاد بين الإنسان والروح الكونية، أو ما يُسمى باتحاد الدنيوي بالمقدس. هذا المفهوم ليس من اختراع النقاد أو المراقبين الخارجيين، بل هو ما يؤكده كبار منظري اليوغا أنفسهم.
على سبيل المثال، في كتاب "القوانين الروحانية السبعة لليوغا" لديباك شوبرا، يوضح المؤلف في الصفحة 26 أن جوهر اليوغا هو اتحاد الجسد والعقل والروح، واتحاد الأنا بالروح، واتحاد الدنيوي بالمقدس. ويؤكد شوبرا أن اليوغا ليست مجرد نظام للياقة البدنية، بل هي علم للعيش المتوازن وطريق لإدراك الإمكانات البشرية الكاملة الكامنة في داخل الإنسان.
هدف اليوغا: إدراك الذات والاتحاد بالمطلق
في نفس الكتاب، يوضح المؤلف في الصفحة 46 أن الهدف من ممارسة اليوغا هو إدراك الطبيعة الجوهرية للإنسان، والتي يعتبرها أبدية ولا حدود لها. عندما يصل الإنسان إلى هذا الإدراك، تصبح الحياة مفرحة وهادفة وخالية من الهموم، لأن الإنسان - بحسب هذا التصور - يصبح كالإله أو يتحد مع المطلق. هذا الطرح الفلسفي هو محاولة للهروب من دوامة التناسخ، وهو مفهوم مركزي في بعض الفلسفات الشرقية.
أهمية الفهم الصحيح لجذور اليوغا
من المهم جدًا أن نبتعد عن تسطيح موضوع اليوغا وحصره في الجانب الرياضي فقط. فالحكم على أي ممارسة أو فكرة يجب أن ينبع من فهم صحيح لجذورها ومحتواها الفلسفي والعقدي. عندما يدرك الإنسان الأبعاد العقدية والفلسفية لليوغا، يصبح بإمكانه تكوين حكم موضوعي ومدروس حولها.
خلاصة
اليوغا ليست مجرد رياضة بدنية كما يظن البعض، بل هي ممارسة ذات جذور فلسفية وروحية عميقة تهدف إلى تحقيق الاتحاد بين الإنسان والمطلق. من الضروري للممارسين والمهتمين بهذا المجال أن يكون لديهم تصور واضح لجذور اليوغا ومقاصدها الحقيقية، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات واعية ومدروسة بشأن ممارستها أو تقييمها.
المصدر:مقتبس من حديث الدكتور أيمن العنقري على قناة "سحر اليوغا والطاقة".