🔵 الدكتور / أيمن العنقري ( الرد على شبهة كرامة الصالحين والأولياء )
في هذا المقال، نستعرض إجابة الدكتور أيمن العنقري حول شبهة كرامة الصالحين والأولياء، وخاصة قصة "يد النبي التي خرجت للإمام أحمد الرفاعي"، والتي تكثر الإ
الرد على شبهة كرامة الصالحين والأولياء: رؤية علمية ومنهجية
في هذا المقال، نستعرض إجابة الدكتور أيمن العنقري حول شبهة كرامة الصالحين والأولياء، وخاصة قصة "يد النبي التي خرجت للإمام أحمد الرفاعي"، والتي تكثر الإشارة إليها في بعض المدارس الصوفية. سنوضح الرؤية العلمية والمنهجية لهذه القضية من منظور أهل السنة والجماعة، مع التركيز على الفروق الجوهرية بين كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء، وأهمية التمييز بين الحقائق الدينية والخرافات.
ما هي كرامة الأولياء؟
الكرامة، في المفهوم الإسلامي، هي أمر خارق للعادة يظهر على يد ولي من أولياء الله، تكريماً له وبركة لاتباعه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. من المهم التأكيد أن الكرامة ليست شيئاً يطلبه الولي أو يسعى إليه، بل هي هبة من الله سبحانه وتعالى تأتي نتيجة صدق الاتباع للرسول.
هل يجب الإيمان بوقوع الكرامات؟
يقول الدكتور أيمن العنقري إن المسلم غير ملزم بالإيمان بوقوع قصة معينة من الكرامات، كقصة خروج يد النبي للإمام أحمد الرفاعي، ما دامت ليست ثابتة بنص معصوم يجب الإيمان به. لكن من المهم الإيمان بإمكانية وقوع الكرامة من حيث الأصل، لأن ذلك جائز عقلاً وشرعاً. إنكار إمكان وقوع الكرامات فيه إشكال مع العقل والدين، أما إنكار قصة معينة لعدم ثبوتها فلا حرج فيه.
الفرق بين كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء
يشدد الدكتور أيمن على نقطة جوهرية: معجزات الأنبياء (الآيات والبراهين) خارجة عن مقدور البشر جميعاً، لا يستطيع أحد أن يأتي بمثلها، سواء من الإنس أو الجن. أما كرامات الأولياء فهي خوارق محدودة تظهر في زمان الولي فقط، ولا ترقى أبداً إلى مستوى معجزات الأنبياء.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "النبوات" أن آيات الأنبياء خارجة عن مقدور البشر والجن جميعاً، بينما كرامات الأولياء محدودة في سياقها وزمانها.
نقد القصص المنسوبة للأولياء
من أشهر القصص التي تروى في بعض الطرق الصوفية، قصة خروج يد النبي من قبره للإمام أحمد الرفاعي. يوضح الدكتور أيمن أن هذه القصة لم يذكرها أهل السير ولا المؤرخون، بل هي من القصص المفتعلة التي لا أصل لها في المصادر المعتبرة، وإنما تداولها أتباع الطريقة الرفاعية ضمن ما يزعمونه من كرامات شيخهم.
ويشير إلى أن كثيراً من القصص المنسوبة للأولياء، خاصة في كتب الطبقات الصوفية مثل "الطبقات الكبرى" للشعراني، مليئة بالخرافات والمبالغات التي لا يقبلها العقل. فمثلاً، يذكر الشعراني أن شيخه علي الخواص كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، ومع ذلك يُنسب إليه تفسير لبعض الآيات! كيف يمكن لمن لا يقرأ ولا يكتب أن يفسر القرآن كتابة؟ هذه من التناقضات التي تدل على أن كثيراً من هذه القصص مختلقة أو مبالغ فيها.
أهمية التمييز بين الكرامة والخرافة
ينبغي على المسلم أن يميز بين الكرامة الحقيقية التي يثبتها الشرع والعقل، وبين الخرافات التي لا سند لها من النقل أو العقل. ليس كل ما يُروى عن الأولياء صحيح، بل يجب التثبت من صحة الروايات، وعدم قبول ما يخالف العقل أو ما لم يثبت عن طريق أهل العلم المعتبرين.
الخلاصة
- الإيمان بإمكانية وقوع الكرامات جائز شرعاً وعقلاً، لكن الإيمان بقصة معينة يتوقف على ثبوتها من مصادر موثوقة.
- معجزات الأنبياء تختلف جذرياً عن كرامات الأولياء في طبيعتها ومستواها.
- كثير من القصص المنتشرة في بعض الطرق الصوفية لا أصل لها، ويجب الحذر من قبولها دون تمحيص.
- التمييز بين الكرامة والخرافة ضرورة لحماية العقيدة من الانحرافات.
بهذا الفهم المنهجي، نستطيع أن نتعامل مع موضوع الكرامات بوعي علمي وشرعي، ونحفظ ديننا من الخرافات والمبالغات.
المصدر:قناة سحر اليوغا والطاقة – الدكتور أيمن العنقري