🔵 الدكتور يوسف مسلم : التحرر من العار وأهدافها في شعوذة الطاقة

بقلم: د. يوسف مسلم **قناة سحر اليوغا والطاقة* في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم وممارسات مرتبطة بما يُسمى "شعوذة الطاقة" وتحرير الذات من العار، خاصة

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق

التحرر من العار وأهدافه في شعوذة الطاقة

بقلم: د. يوسف مسلم**قناة سحر اليوغا والطاقة*

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم وممارسات مرتبطة بما يُسمى "شعوذة الطاقة" وتحرير الذات من العار، خاصة بين النساء والشباب. هذه المفاهيم غالبًا ما يتم تسويقها على أنها وسائل للتمكين والتحرر، لكنها في الواقع تحمل في طياتها تأثيرات عميقة على القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية. في هذا المقال، سنستعرض كيف يتم استغلال فكرة العار في هذه الشعوذات، وما هي النتائج النفسية والاجتماعية المترتبة عليها، مع تسليط الضوء على دور الفلسفات الغربية والنسوية في تشكيل هذه الظواهر.

كيف يتم استغلال مفهوم العار؟

يُستخدم قانون "تحرير الذات من العار" كوسيلة رئيسية في بعض مدارس ومدربي الطاقة – إلا من رحم الله – لتبرير تغييرات جذرية في حياة المرأة، مثل خلع الحجاب، الهجرة من الأوطان، أو حتى التمرد على الأخلاق والعادات. يُروج لهذا المفهوم على أنه طريق للحرية الشخصية، بينما يُستخدم في الواقع كذريعة لتغيير الأخلاق، رفض الحلال والحرام، وتعميق الانفلات الجنسي تحت شعار "التخلص من العار".

يتم تصوير المرأة المتدينة العفيفة على أنها "مكبلة بالعار"، بينما تُشجع المرأة التي تخلع الحجاب أو تتمرد على القيم على أنها حققت استقلالها وثقتها بنفسها. للأسف، كثير من النساء يعتقدن أنهن يفعلن خيرًا لأنفسهن ولأسرهن، بينما هن في الحقيقة يضررن أنفسهن وأسرهن ودينهن.

التأثير النفسي والاجتماعي على المرأة

تشير التجارب والملاحظات إلى أن تأثير هذه الأفكار على النساء أكبر من تأثيرها على الرجال، بسبب البعد العاطفي والانفعالي الأعلى لدى المرأة في التعامل مع هذه القضايا. غالبية جمهور هذه الدورات والممارسات من النساء، وحتى معظم المدربين والمدربات في هذا المجال من النساء أيضًا.

عندما تقتنع المرأة بهذه الأفكار، تبدأ في النظر إلى أهلها وعاداتها وتقاليدها على أنها قيود سلبية، ويُختزل شرف العائلة أحيانًا في قضايا سطحية مثل غشاء البكارة، مما يُحدث شرخًا في العلاقة بين الفتاة وأهلها ومجتمعها.

من الملاحظ أيضًا أن مجموعات التواصل الاجتماعي مثل واتساب وتليجرام وفيسبوك أصبحت بيئة خصبة لتشجيع هذه الأفكار، حيث تجد كل من تتبنى فكرة التمرد على القيم دعمًا وتشجيعًا من الآخرين، مما يعزز لديها الإصرار على المضي في هذا الطريق حتى لو لم تكن مقتنعة تمامًا.

الفلسفات الغربية والنسوية: الجذور الفكرية للمشكلة

النسوية والفلسفات الغربية الحديثة لعبت دورًا كبيرًا في نشر هذه الأفكار. ظهرت في البداية الفلسفة الأنثوية، ثم تطورت إلى حركات إنسانية تسعى لفصل الدين عن الحياة العامة، بل وإقصاء اسم الله من عقول الناس. هذه الحركات تُعرف بأنها "حركات تحررية" تعطي سلطة للأقليات، مثل النساء أو أصحاب التوجهات الجنسية المختلفة، حتى وإن كانوا أقلية عددية.

اليوم، نرى أن سلطة الأقليات أصبحت ظاهرة في المجتمعات، حيث تُفرض أفكارهم وقيمهم على الأغلبية. تم دمج هذه الفلسفات مع أفكار الطاقة والشعوذة الفكرية، ليتم إقناع البنات بأن التمرد على القيم هو الطريق للحرية والسعادة.

علم النفس بين الدين والشعوذة

من المثير للاهتمام أن علم النفس الغربي المادي، رغم معارضته للدين في بعض الأحيان، لم يستطع مواجهة خرافات الطاقة والتنمية البشرية الزائفة. بل إن بعض المختصين في علم النفس وقعوا في فخ هذه الأفكار بسبب ضعف فهمهم للأسس العلمية الحقيقية.

لذلك، يجب علينا التمييز بين الفلسفات والنظريات والعلوم الحقيقية، وأن نكون حذرين من استغلال علم النفس في تبرير ممارسات لا تستند إلى أساس علمي أو ديني صحيح.

لماذا تصر بعض الفتيات على هذه الأفكار؟

من خلال التجربة، نجد أن بعض الفتيات يُصبحن أكثر عنادًا وإصرارًا على تبني هذه الأفكار، خاصة عندما يجدن اهتمامًا من الأهل بعد أن كن مهمشات. العناد قد يدفعهن إلى الاستمرار في طريق خاطئ حتى لو أدركن لاحقًا أنه طريق مسدود.

من المهم أن نتحدث بصراحة عن هذه الظواهر، وأن نكون صادقين في تقييمها حتى نتمكن من علاجها بشكل صحيح. لا مجال للمجاملة أو التستر على المشكلة، فالأمر يمس بيوتنا وأبناءنا وبناتنا جميعًا.

دور الأسرة والمجتمع

الأسرة هي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الأفكار. يجب على الأمهات والآباء متابعة أبنائهم وبناتهم، وتوعيتهم بخطورة هذه المفاهيم، وعدم الاستهانة بتأثير مجموعات التواصل الاجتماعي.

من القصص الملهمة، أن بعض الأمهات يحرصن على إرسال مواد توعوية لأبنائهن حتى لو لم يكونوا مهتمين، إيمانًا منهن بأهمية الوقاية من هذه الأفكار الدخيلة.

الخلاصة

إن ما نراه اليوم من انتشار أفكار "تحرير الذات من العار" وشعوذة الطاقة هو من النوازل الكبرى على الأمة. علينا جميعًا أن نكون على وعي بخطورة هذه الأفكار، وأن نعمل جاهدين على حماية بيوتنا وأبنائنا وبناتنا منها، من خلال الصراحة في الحوار، والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية، والتمييز بين العلم الحقيقي والخرافة.

نسأل الله أن يحفظ بيوتنا وبناتنا، وأن يرفع عنا هذه الغمة، وأن يعيننا جميعًا على التصدي لهذه النوازل بحكمة ووعي.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك