الحذر من التوكيدات الإيحائية والرسائل الخفية: فهم المخاطر والتوعية
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة التوكيدات الإيحائية والرسائل الخفية أو ما يُعرف بـ"السبليمنال" في العديد من المقاطع المنتشرة عبر الإنترنت. وغالبًا ما
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة التوكيدات الإيحائية والرسائل الخفية أو ما يُعرف بـ"السبليمنال" في العديد من المقاطع المنتشرة عبر الإنترنت. وغالبًا ما يتم الترويج لهذه المقاطع من قبل مدربي ومدربات الطاقة والوعي، وقد أصبحت هذه الظاهرة محل جدل ونقاش واسع في الأوساط المجتمعية.
ما هي التوكيدات الإيحائية والرسائل الخفية؟
التوكيدات الإيحائية هي عبارات أو رسائل يتم تكرارها أو تمريرها بشكل غير مباشر إلى العقل الباطن بهدف التأثير على الأفكار والمشاعر والسلوكيات. أما الرسائل الخفية (السبليمنال)، فهي رسائل أو رموز تُدمج في الصور أو المقاطع الصوتية أو المرئية بطريقة لا يلاحظها المشاهد بشكل واعٍ، لكنها قد تؤثر عليه دون أن يدري.
غالبًا ما يتم تضمين هذه الرسائل في صور أو مقاطع تبدو عادية عند النظر إليها للوهلة الأولى، ولكن عند تكبيرها أو التدقيق فيها، قد تظهر أرقام، أكواد، أو رموز غير مفهومة. وفي أحيان كثيرة، لا يظهر أي شيء واضح حتى بعد التكبير، مما يثير التساؤلات حول جدوى أو حقيقة هذه الرسائل.
كيف يتم الترويج لهذه الرسائل؟
عادةً ما يقوم بعض المدربين أو المدربات بتشجيع المتابعين على استخدام صور معينة أو ترديد عبارات مثل "انوي لنفسي ولكل من يشاركني النية خيرها وبركتها وسعتها"، أو "انوي أن أستقبل الخير وترتفع ذبذباتي بلا حدود". ويُطلب من المتابعين كتابة أو ترديد هذه النوايا مع التأمل في الصور المرفقة، بحجة أنها تساعد على تحقيق أهدافهم أو تحسين حياتهم.
لكن في الحقيقة، كثير من هذه العبارات تحمل مضامين غامضة أو غير واضحة، مثل "انوي الاتصال مع خالقي ومع روحي"، أو "انوي أن يكون عقلي الباطن صديقًا لي". مثل هذه العبارات قد تبدو بريئة، لكنها تحمل في طياتها أفكارًا مستوردة من فلسفات أو معتقدات غريبة عن ثقافتنا وديننا.
المخاطر الكامنة وراء هذه الممارسات
من أخطر ما في هذه الظاهرة، أنها تدعو أحيانًا إلى التخلي عن المبادئ الدينية والأخلاقية تحت مسمى "تطور الجسد الروحي" أو "التحرر من القيود". فقد تسمع عبارات مثل "انوي التخلي عن كل ما يعيق تطور جسدي الروحي"، وهو ما قد يُفهم منه ضرورة التخلي عن الدين أو القيم أو حتى المبادئ الأخلاقية والاجتماعية بحجة التطور والتحرر.
هذه المفاهيم ليست فقط غريبة عن ديننا وثقافتنا، بل قد تكون ضارة نفسيًا واجتماعيًا، خاصة إذا تم تبنيها دون وعي أو فهم حقيقي لمعانيها وخلفياتها.
الادعاءات العلمية الزائفة
من الأمور التي يجب التنبه لها أيضًا، الادعاءات الكاذبة حول وجود "شاكرات" أو مراكز طاقة في الجسد يمكن تصويرها أو قياسها علميًا. فعلى الرغم من التقدم الهائل في التصوير الطبي وقدرة العلماء على تصوير الخلايا والفيروسات بملايين المرات من التكبير، لم تظهر أي أدلة علمية على وجود هذه الشاكرات أو إمكانية تصويرها.
كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟
- التوعية: من الضروري توعية الأبناء والشباب بعدم الانسياق وراء كل ما يُنشر على الإنترنت، خاصة فيما يتعلق بالطاقة والرسائل الخفية والتوكيدات الإيحائية.
- التحقق من المصادر: يجب التأكد من مصداقية من يقدم هذه المعلومات، والبحث عن آراء المختصين والعلماء في هذا المجال.
- التمسك بالقيم: علينا التمسك بقيمنا الدينية والأخلاقية، وعدم التخلي عنها بحجة التطور أو التحرر.
- النقاش والحوار: فتح باب الحوار مع الأبناء حول هذه المواضيع، والاستماع لمخاوفهم وأسئلتهم، وتوضيح الحقائق لهم بطريقة مبسطة.
الخلاصة
انتشار التوكيدات الإيحائية والرسائل الخفية ظاهرة تستدعي الحذر والوعي، خاصة مع كثرة المعلومات المغلوطة والادعاءات غير العلمية التي ترافقها. علينا جميعًا أن نكون أكثر وعيًا ونحمي أنفسنا وأبناءنا من الوقوع في فخ هذه الممارسات التي قد تضر أكثر مما تنفع. المعرفة والتمسك بالقيم هما خط الدفاع الأول ضد كل ما هو دخيل على ثقافتنا وديننا.
https://www.youtube.com/watch?v=I8K-bx49BJ4