الحذر من مدعي علم الطاقة والغيبيات: تجربة واقعية ودروس هامة
في عصرنا الحالي، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على الكثيرين الوقوع في فخ مدعي علم الطاقة والغيبيات، خاصة من يدّعون القدرة على قراء
في عصرنا الحالي، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على الكثيرين الوقوع في فخ مدعي علم الطاقة والغيبيات، خاصة من يدّعون القدرة على قراءة الأفكار أو معرفة أسرار الناس عبر الإنترنت. في هذا المقال، نستعرض تجربة واقعية لإحدى السيدات، ونستخلص منها الدروس والعبر لنحمي أنفسنا وأسرنا من مثل هذه الممارسات.
بداية القصة: الفضول قد يقودنا للخطر
تروي إحدى السيدات أنها دخلت بثًا مباشرًا لأول مرة بدافع الفضول، ولم تكن من المهتمين بعلوم الطاقة أو الروحانيات، بل كانت على علم بأن هذه الأمور لها جذور وثنية ولا تمت للدين بصلة. إلا أن ما حدث خلال هذا البث كان غريبًا ومربكًا بالنسبة لها.
أثناء البث، طلب منها أحد الأشخاص أن تذكر اسمها فقط، ثم بدأ يخبرها بأشياء دقيقة عن حياتها ووصف لها البيت الذي كانت تسكن فيه من قبل، مما جعلها تشعر بالدهشة والارتباك. لاحقًا، طلب منها هذا الشخص أن تغلق الأنوار وتجلس في اتجاه القبلة وتغمض عينيها، مدعيًا أنه يستطيع "اختراق الطاقة" ومعرفة ما إذا كان هناك جن أو شياطين في بيتها.
الحيل النفسية والتلاعب بالمشاعر
من خلال سردها لتجربتها، يتضح أن هذا الشخص اعتمد على بعض الحيل النفسية لإقناعها بقدراته المزعومة. فقد طلب منها القيام ببعض الحركات، مثل رفع يديها أو الجلوس بطريقة معينة، ثم بدأ يتحدث عن وجود "أبعاد" و"طاقات" في المنزل، وأوهمها بأن هناك كائنات خفية حولها.
لم يكتفِ بذلك، بل استمر في إعطائها تعليمات غريبة، مثل الوضوء أو التصوير بملابس معينة دون إرسال الصور، بحجة الحماية أو العلاج. وهنا حذرت إحدى المشاركات في البث من خطورة هذه الطلبات، فقد يستغل البعض هذه الصور أو المعلومات الشخصية بطرق غير آمنة.
الأثر النفسي والوساوس
بعد هذه التجربة، بدأت السيدة تشعر بالخوف وعدم الأمان في منزلها، وأصبحت تسمع أصواتًا وتتوهم وجود شخص بجانبها. هذا ما يؤكد مدى تأثير مثل هذه الممارسات على الصحة النفسية، حيث قد تزرع الخوف والوساوس في النفوس، خاصة إذا كان الشخص يعاني من قلق أو ضغوطات حياتية.
الموقف الديني: تحذير نبوي واضح
من المهم هنا التذكير بما ورد في السنة النبوية حول التعامل مع الكهنة والعرافين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من أتى كاهنًا أو عرّافًا فسأله، لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة."
وفي حديث آخر: "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد."
وهذا تحذير واضح من خطورة اللجوء إلى مثل هؤلاء الأشخاص أو تصديقهم، لما في ذلك من مخالفة للعقيدة وتضييع للعبادات.
كيف نحمي أنفسنا؟
- التمسك بالقرآن والسنة: المسلم يستمد معرفته بالغيبيات من القرآن الكريم والسنة النبوية فقط، ولا يحتاج للبحث عن أسرار أو أبعاد خفية خارج ذلك.
- الحذر من مشاركة المعلومات الشخصية: لا تعطِ اسمك الكامل أو صورك أو تفاصيل حياتك لأي شخص يدّعي القدرة على العلاج أو كشف الأسرار عبر الإنترنت.
- عدم الانسياق وراء الفضول: مهما كانت الظروف أو الضغوط النفسية، لا تسمح لأحد أن يتلاعب بمشاعرك أو يزرع الخوف في قلبك.
- الاستعانة بالله: حافظ على أذكارك وصلاتك، وكن على يقين أن الله وحده هو الحافظ والمعين، ولا سلطان لأي إنسان أو كائن على حياتك إلا بإذنه.
- التوعية المجتمعية: شارك هذه المعلومات مع من حولك، وخاصة الفتيات والشباب، حتى لا يقعوا ضحايا لمثل هذه الأساليب.
خلاصة القول
تجربة هذه السيدة هي درس لنا جميعًا في ضرورة الوعي وعدم الانسياق وراء مدعي علم الطاقة أو الروحانيات أو من يدّعون معرفة الغيب. فالدين الإسلامي واضح في موقفه من هذه الأمور، وحماية النفس والعقل والدين مسؤولية كل فرد. لنجعل من هذه التجربة عبرة، ولنحذر من كل من يحاول استغلال حاجتنا أو ضعفنا النفسي لتحقيق مصالحه الشخصية.
دمتم في أمان الله وحفظه.
https://www.youtube.com/watch?v=vRRYNO0lE4o