🔵 الجزء الثالث :هل مشاهدتهم للأرواح حقيقة أم تلبسات شيطانية + ماهي المنظومة المغلقة والشبكة الاثيرية
في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات الطاقة والتأمل والميتافيزيقا بين الكثيرين، وبدأ البعض يدّعي التواصل مع كيانات غير مرئية مثل الأرواح، الملائكة، أو ح
هل رؤية الأرواح حقيقة أم تلبسات شيطانية؟
فهم المنظومة المغلقة والشبكة الأثيرية في ممارسات الطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات الطاقة والتأمل والميتافيزيقا بين الكثيرين، وبدأ البعض يدّعي التواصل مع كيانات غير مرئية مثل الأرواح، الملائكة، أو حتى مرشدين روحانيين. لكن هل ما يراه هؤلاء حقيقة أم مجرد تلبسات شيطانية؟ وما هي المنظومة المغلقة والشبكة الأثيرية التي يتحدث عنها بعض المدربين والممارسين؟ في هذا المقال، سنكشف هذه المفاهيم ونوضح حقيقتها من منظور إسلامي وعلمي.
حقيقة رؤية الكيانات في التأمل وممارسات الطاقة
كثير من ممارسي الطاقة والتأمل يزعمون أنهم يرون أو يتواصلون مع كيانات غير مرئية، مثل الملائكة أو الأرواح أو حتى الجن. يتساءل البعض: هل هذه الكيانات حقيقية؟ ولماذا لا يراها إلا من يمارس هذه الطقوس، بينما لا يراها العابدون الصالحون أو الصحابة أو حتى الأنبياء إلا بإذن الله؟
الحقيقة أن الكيانات التي تظهر للممارسين ليست ملائكة ولا أرواحًا صالحة كما يعتقدون، بل هي تلبسات شيطانية تتشكل في صور مختلفة لخداع الإنسان. في الإسلام، لا تظهر الملائكة للبشر إلا بإرادة الله، وغالبًا ما كان ذلك للأنبياء والرسل فقط، وليس عبر طقوس أو ممارسات ترفع "الترددات" أو عبر التأملات.
كيف يخدع الشيطان الممارسين؟
عندما يتعمق الممارس في هذه الطقوس، يبدأ في رؤية أو سماع أو حتى الإحساس بحضور كيانات غير مرئية. هنا يبدأ الاستدراج الشيطاني، حيث يقنع الشيطان الإنسان أن هذه الكيانات مرشدون روحانيون أو ملائكة نورانية أو كيانات عالية التردد جاءت لنقل الحكمة والوعي.
هذه الكيانات تتخذ أسماء براقة مثل "ساندرا" أو "رمثه" أو "زفا إييل"، وتنتشر هذه الأسماء بين مدربي الطاقة حول العالم. في الحقيقة، هذه مجرد واجهات لشيء واحد: كيانات شيطانية متقدمة تحاول كسب ثقة الممارس ليصبح تابعًا لها، ويبتعد تدريجيًا عن التوحيد وعبادة الله.
لماذا تظهر هذه الكيانات للممارسين فقط؟
سؤال مهم: لماذا لا يرى الملائكة إلا من يمارس هذه الطقوس؟ لماذا لم يرَ الصحابة أو العابدون الملائكة إلا في حالات نادرة وبإذن الله؟ السبب أن هذه الكيانات ليست ملائكة حقيقية، بل شياطين تتلاعب بحواس الممارس وتخدعه تدريجيًا ليعتقد أنه يتلقى معرفة عليا أو إلهامًا روحانيًا.
المنظومة المغلقة والشبكة الأثيرية: ما هي؟
يدخل الممارس في ما يسمى "النظام المغلق للأثير" أو "الشبكة الأثيرية"، وهو نظام شيطاني مغلق صُمم منذ آلاف السنين للتحكم بوعي البشر وتغيير معتقداتهم. هذا النظام متعدد الأشكال والطرق، لكن هدفه واحد: سحب أكبر عدد ممكن من البشر من عبادة الله إلى عبادة الشيطان أو اتباعه.
داخل هذا النظام، يتلقى جميع الممارسين حول العالم نفس المعلومات والصور والتجارب، بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو الثقافية. السبب هو أن هناك مصدرًا واحدًا يوجه الكل داخل هذا النظام، وهو الشيطان.
كيف يتم الاستدراج داخل النظام المغلق؟
- يبدأ الاستدراج بتغيير النية من الله إلى الشيطان أو الكيانات المزعومة.
- يتلقى الممارس إشارات أو معلومات غامضة عبر كيانات صغيرة (شياطين صغار)، فيظن أنه دخل في بعد أعلى من الوعي.
- يعتقد الممارس أنه أصبح أكثر حكمة من العلماء أو حتى من القرآن، ويبدأ في التشكيك في كل ما تعلمه سابقًا.
- يتحول تدريجيًا إلى خادم لهذه الكيانات دون وعي منه، ويصبح أداة لنشر هذه الأفكار بين الناس.
لماذا يصعب الخروج من المنظومة المغلقة؟
النظام المغلق لا يسمح بسهولة بفقدان أتباعه. إذا حاول الممارس الخروج، قد يواجه كوابيس، أمراض غامضة، فقدان التوازن النفسي، أو تهديدات خفية. لكن من رحمة الله أن التوبة الصادقة واللجوء إلى الله كفيلة بهدم هذا النظام، مهما كانت قوته.
كيف تحمي نفسك وتخرج من هذا الفخ؟
- التوبة الصادقة: أول وأهم خطوة هي التوبة الصادقة والندم على ما فات.
- قطع كل الروابط: تخلص من كل الأدوات والكتب والحسابات المتعلقة بهذه الممارسات.
- العودة للعبادات: أكثر من الصلاة، قراءة القرآن، الأذكار، والصدقات.
- تحصين النفس: بالمداومة على أذكار الصباح والمساء، وصلاة الجماعة.
- التغذية السليمة: راجع نظامك الغذائي وصحتك البدنية.
- عدم التفاعل مع الإشارات: بعد التوبة قد تأتيك إشارات أو أحلام أو وساوس، لا تتفاعل معها واثبت على توبتك.
- العلم الشرعي: استمع لدروس العقيدة باستمرار، واملأ أذنك وقلبك بالعلم الصحيح.
- الصوم: الصوم من أقوى وسائل تنقية النفس والروح.
لماذا تظهر الكوابيس للمسلمين الممارسين؟
رغم أن النظام المغلق يحاول أن يجعل حياة الممارس مليئة بالسعادة الزائفة، إلا أن معظم الممارسين المسلمين يرون كوابيس مزعجة. هذه الكوابيس رسائل تحذيرية من الله لينبههم أن ما يفعلونه خطأ، وهي من أسباب توبة الآلاف وخروجهم من هذه المنظومة.
الرموز البرمجية والتعويذات: كيف تعمل؟
يستخدم بعض المدربين رموزًا وكلمات تعويذية داخل البرامج أو الدورات، تؤثر على وعي الممارس وتجعله دائم الاتصال بهذه الكيانات، أو تزرع فيه كراهية للسنة والعقيدة الصحيحة. هذه الرموز تعمل كأوامر تشغيل تجعل وعي الإنسان مفتوحًا دائمًا نحو الكيانات الشيطانية.
خلاصة ورسالة هامة
المنظومة المغلقة والشبكة الأثيرية ليست عوالم حرة أو تجارب روحانية كما يُروج لها، بل هي نظام شيطاني هدفه إخراج الموحدين من دينهم وتحويلهم إلى أدوات لخدمة الشيطان. كل من يدعي رؤية الأرواح أو الملائكة عبر طقوس الطاقة أو التأمل، فهو في الحقيقة يتعرض لتلبسات شيطانية.
الحماية الحقيقية تكون بالتمسك بالتوحيد، الصدق في التوبة، العودة للعلم الشرعي، والتحصين بالعبادات. واعلم أن قدرة الله فوق كل شيء، وأن الشيطان مهما عظّم نفسه لا يساوي ذرة أمام أمر الله.
اللهم فاشهد أني بلغت.