🔵 الجزء الثاني : كيف يستدرجونكم للتعامل مع الشياطين وما هو المنهج والأساليب التي تمارس عليك
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات ومدارس الطاقة، التأمل، التنجيم، واليوغا، تحت عناوين براقة مثل "تطوير الذات"، "الوعي الكوني"، و"الشفاء الروح
كيف يُستدرج الناس للتعامل مع الشياطين: المنهج والأساليب الخفية في مدارس الطاقة واليوغا
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات ومدارس الطاقة، التأمل، التنجيم، واليوغا، تحت عناوين براقة مثل "تطوير الذات"، "الوعي الكوني"، و"الشفاء الروحي". لكن خلف هذه العناوين الجذابة، تكمن أساليب خفية تستدرج الكثيرين، خاصة من الشباب، للتعامل مع كيانات يُزعم أنها "أرواح نورانية" أو "مرشدون روحيون"، بينما هي في حقيقتها تواصل مع الجن والشياطين. في هذا المقال، نستعرض المنهج والأساليب التي تُمارس على الممارسين الجدد، ونكشف مراحل الاستدراج الفكري والنفسي، لنحذر أبناءنا وبناتنا من الوقوع في هذه الفخاخ.
المحور الأول: كيف يبدأ الاستدراج؟
1.استخدام المصطلحات الغامضة
أول ما يواجهه الممارس الجديد هو سيل من المصطلحات الغامضة: "ترددات"، "ذبذبات"، "الطاقة الكونية"، "الوعي المتقدم"، "الأبعاد النجمية"، "الإستنارة"، وغيرها. هذه الكلمات تُضفي هالة من الغموض والقوة الزائفة، وتُشعر الممارس أنه على وشك اكتشاف أسرار لم يصل إليها أحد غيره.
2.تغليف الشركيات بمفاهيم مقبولة
يبدأ المدربون بطرح أفكار ظاهرها مقبول، مثل "تحسين النفس"، "زيادة الوعي"، "التوازن الروحي"، ثم يتدرجون تدريجياً إلى مفاهيم مخالفة للعقيدة، مثل "اتصال الروح بالعالم الأثيري"، أو "الاستمداد من الطاقة الكونية". هكذا يظن الممارس أنه ما زال ضمن إطار الدين، بينما هو ينزلق نحو الشركيات دون أن يشعر.
3.التدرج في تمرير الأفكار
بعد فترة، يبدأ المدرب في إدخال مصطلحات مثل "المرشدين الروحيين"، ويدّعي أنهم ملائكة أو أرواح نورانية، بينما هم في الحقيقة شياطين أو مجرد هلاوس نفسية نتيجة برمجة الأفكار والتنويم الإيحائي.
4.خلق تجارب حسية زائفة
من خلال التأملات والتنفس العميق والتخيل، يُحدث المدربون تجارب حسية زائفة: شعور بالتنميل، وخز، ثقل في الجسد، بكاء، أو حتى رؤية أضواء وكائنات نورانية. تُفسر هذه الأعراض بأنها "علامات فتح الشاكرات" أو "ارتفاع التردد"، بينما هي في الحقيقة خداع نفسي أو تلاعب شيطاني.
5.ربط النجاح والشفاء بالطاقة والترددات
يُوهم الممارس أن ارتفاع تردداته يجلب له المال، النجاح، والفرص، وأن انخفاضها يجلب الفقر والمشاكل. كما يتم ربط الشفاء من الأمراض بالطاقة والمشاعر السلبية، ويُدفع الممارس لترك العلاج الطبي واللجوء إلى جلسات الطاقة والشفاء الروحي.
6.التهديد النفسي والابتزاز
إذا بدأ الممارس في الشك أو التراجع، يُواجه بالتهديد النفسي: "طاقتك ستعود سلبية"، "لن تشفى"، "لن تحقق أهدافك". هذا الابتزاز يدفعه للاستمرار رغم الشكوك، خوفاً من التراجع أو فقدان ما يظن أنه حققه.
المحور الثاني: مراحل الغرق في عالم الكيانات والشياطين
1.إغراق الممارس بالمعرفة الوهمية
يُدفع الممارس لقراءة كتب عن الطاقة، الوعي، الأبعاد، حتى يغرق في معرفة وهمية تزرع فيه أفكاراً وثنية وتفصله تدريجياً عن دينه وأخلاقه، ليصل إلى مرحلة الشك في العقيدة والبحث عن "أسرار أعمق" خارج الدين.
2.الاعتماد على الكيانات كمصدر للتلقي
يتم تحويل مصدر التلقي من القرآن والسنة إلى "الكيان النوراني" أو "المرشد الروحي"، سواء عبر المنام، التأمل، أو أدوات مثل البندول. يصبح الممارس يتلقى أوامره ومعلوماته من هذه الكيانات، ويبدأ في الحديث باسمها.
3.التحول إلى أداة لنشر الفكر
في المرحلة الأخيرة، يُقنع الممارس أنه أصبح "معلماً روحياً" وعليه نشر الوعي بين البشر، فيبدأ بنشر هذه الأفكار بين أسرته وأصدقائه ومجتمعه، ليجذب ممارسين جدد ويستمر الاستدراج.
أساليب التلاعب النفسي والفكري
- استخدام رموز غير مفهومة: مثل رموز الريكي، الهندسة المقدسة، رسومات الماندالا، والتي تُستخدم كتعويذات لاستدعاء الجن.
- التلاعب بموجات الدماغ: عبر السبليمنال، النغمات الصوتية، والتأملات العميقة، لجعل العقل أكثر تقبلاً للأفكار الجديدة.
- الصدمات الفكرية: طرح أسئلة تشكك في الدين أو تلمح بوجود أسرار لا يعرفها إلا "الخاصة"، لخلق حالة من التشويش الفكري.
- تغيير مصادر التلقي: تحويل الاعتماد من العلماء والقرآن إلى الكيانات والمرشدين الروحيين.
- تغليف الأفكار الوثنية بلغة دينية: استخدام آيات قرآنية أو أحاديث نبوية لتبرير مفاهيم الطاقة والوعي، وتمرير الشركيات تحت غطاء "العلاج بالقرآن" أو "نورانية الروح".
مخاطر الاستمرار في هذا الطريق
- الانفصال عن الواقع والدين: يصبح الدين مجرد مرحلة سابقة، ويؤمن الممارس أن هناك معرفة أعمق لا توجد في الإسلام.
- الوقوع في الشرك الأكبر: التعامل مع الجن والشياطين تحت مسميات براقة.
- تدهور الصحة النفسية والعقلية: نتيجة الهلاوس، البرمجة الذهنية، والتعرض للابتزاز النفسي.
- تدمير العلاقات الأسرية والاجتماعية: بسبب الانشغال التام بهذه الممارسات ونشرها بين المقربين.
نصائح للمسلمين وأولياء الأمور
- التسلح بالعلم الشرعي والعقلي: ارجع دائماً إلى القرآن والسنة بفهم العلماء الراسخين.
- التفكير النقدي: لا تقبل أي فكرة أو ممارسة دون بحث وتدقيق وسؤال أهل العلم.
- الحذر من الدورات والممارسات غير الموثوقة: خاصة تلك التي تروج للطاقة، الوعي، أو الشفاء الروحي بطرق غامضة.
- الانتباه للأبناء والبنات: راقبوا اهتماماتهم، وكونوا قريبين منهم، وناقشوهم في أفكارهم وميولهم.
- عدم الاستهانة بالرموز والطقوس الغريبة: مثل الشموع، الرسومات، أو الجلسات في الظلام.
- الابتعاد عن كل ما يُخالف العقيدة: ولو بدا في ظاهره مفيداً أو علاجياً.
الخلاصة
ما يُروج له تحت مسميات الطاقة، الوعي، أو الشفاء الروحي، ليس مجرد تمارين أو علوم جديدة، بل هو منهج فكري خطير يستهدف العقيدة الإسلامية، ويستدرج الممارسين للتعامل مع الشياطين والجن دون وعي. الواجب علينا جميعاً التوعية، البحث، والسؤال، وعدم الانسياق خلف المصطلحات البراقة أو التجارب الحسية الزائفة، حتى نحمي أنفسنا وأبناءنا من هذه المخاطر.
اللهم بلغنا، اللهم فاشهد.