حقيقة كورسات وفلسفات الأكسس كونشسنس: تحليل شامل وتحذير

بقلم: الأستاذة زوزو – قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في عالم اليوم، حيث يعاني الكثيرون من ضغوط نفسية وفراغ روحي وتعب داخلي، ظهرت موجات من مدارس الطاقة التي تعد الناس بالراحة والسلام الداخلي. من أشهر هذه المدارس "الأكسس كونشسنس" (Access Consciousness)، التي انتشرت بقوة عبر الدورات والورشات حول العالم، حتى وصلت إلى العالم العربي.

لكن خلف هذا الغلاف الجذاب، تختبئ فلسفات باطنية خطيرة تمزج بين حركات العصر الجديد (New Age)، والوثنيات الشرقية، وأفكار الماسونية الروحية الحديثة. في هذا المقال، سنكشف حقيقة هذه المدرسة، مبادئها، أخطر دوراتها، والمخاطر الخفية التي تهدد العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية.

ما هي مدرسة الأكسس كونشسنس؟

تأسست مدرسة الأكسس كونشسنس سنة 1990 على يد الأمريكي جاري دوغلاس، وانضم إليه لاحقًا شريكه د. داين هير. تدّعي المدرسة أنها تفتح وعي الإنسان وتجعله يعيش إمكاناته الحقيقية، لكنها في الحقيقة تروج لفلسفة باطنية تخالف العقيدة الدينية والعلم التجريبي.

المبادئ الأساسية للأكسس كونشسنس

• الإنسان يخلق واقعه بنفسه:تدعي المدرسة أن كل ما يحدث في حياة الإنسان هو نتيجة اهتزازاته الطاقية وأفكاره، وأنه يمكنه خلق أي واقع يريده بمجرد أن يختار ذلك. هذا المفهوم يسقط فكرة القضاء والقدر ويجعل الإنسان "إلهًا" لنفسه.
• الكون كائن واعٍ يستجيب:تروج لفكرة أن الكون يسمع نواياك ويرد عليك، وهو جوهر "قانون الجذب" الذي يعتمد على طاقة الفكر بدل التوكل على الله.
• كل شيء مجرد طاقة:سواء المادة أو الروح أو حتى الله – والعياذ بالله – كل شيء عندهم طاقة، ويمكن للإنسان إعادة تشكيل واقعه بتنظيف طاقته.
• رفض الخير والشر المطلقين:تنشر المدرسة فكر النسبية، فلا يوجد عندهم "صح" أو "غلط"، وكل شيء مجرد اختيار شخصي، مما يؤدي إلى فقدان البوصلة الأخلاقية والدينية.

فلسفة الوعي في الأكسس كونشسنس

الوعي في الأكسس كونشسنس ليس هو الوعي الذي نعرفه كمسلمين أو حتى كبشر عاديين. بل هو فلسفة باطنية تعتبر أن الوجود كله عبارة عن "وعي مطلق"، وأن كل شيء – إنسان، جماد، نبات – يمتلك وعيًا خاصًا ويمكن التواصل معه واستخلاص الطاقة منه.

هذه الفلسفة مستمدة من عقائد وحدة الوجود الشرقية، حيث يعتقد أن الإنسان يمكن أن يتحد مع الكون ويصبح "إلهًا". يروج لهذه الأفكار رموز مثل أوشو وديفيد هاوكينز، ويستعملون مصطلحات مثل "الوعي الكوني" و"التحرر من المعتقدات الدينية" للوصول إلى قمة سلم الوعي.

الدورات الأساسية في الأكسس كونشسنس ومخاطرها

تضم المدرسة أكثر من 70 دورة، منها الجسدية والنفسية والروحية. سنستعرض أهمها ونحلل مخاطرها من الناحية العلمية والعقدية.

1.دورة الأكسس بارز (Access Bars)

• الفكرة:تفريغ الشحنات السلبية من الدماغ عبر لمس 32 نقطة في الرأس.
• الحقيقة:لا يوجد دليل علمي على فعالية هذه التقنية، وكل ما يحدث هو استرخاء مؤقت أو إيحاء نفسي.
• الخطر الخفي:طريقة اللمس والترديدات تشبه طقوس الطاقة الشرقية وقد تفتح أبوابًا للاستدعاء الروحي والبرمجة الباطنية.

2.دورة الفاونديشن (Foundation)

• الفكرة:تهدم الأساس القديم لحياتك وتبني أساسًا جديدًا مبنيًا على "الحرية والوعي".
• الحقيقة:الدورة تروج للشك في كل القيم، حتى الدين والأسرة، وتدعو لتحرير الإنسان من كل الضوابط.
• الخطر:غسيل دماغ يؤدي إلى فقدان الهوية الدينية والأخلاقية، ويفتح باب الإلحاد تحت شعار الحرية المطلقة.

3.دورة التخاطر مع الكيانات (Entities)

• الفكرة:تعلمك كيف تتواصل مع كيانات غير مرئية (أرواح، طاقات).
• الحقيقة:في الواقع، يتم تدريب المشاركين على استدعاء الجن والشياطين تحت مسمى "مرشدين روحانيين".
• الخطر:اضطرابات نفسية، وساوس، ضعف الإيمان، فتح باب السحر والشعوذة.

4.دورة السمفونية (Symphony of Possibilities)

• الفكرة:تحريك الطاقات الكونية حول الإنسان لخلق واقع جديد.
• الحقيقة:طقوس مستوحاة من البوذية والشامانية، وهدفها الحقيقي الاتصال بعوالم غيبية.
• الخطر:اضطراب في النوم، انفصال عن الواقع، انحراف عقدي وشعور بالألوهية.

5.دورة فرح المرأة (Joy of Womanhood)

• الفكرة:مساعدة النساء على التصالح مع أجسادهن وتحرير الطاقة الجنسية المكبوتة.
• الحقيقة:جلسات تتضمن لمس مناطق حساسة، مستوحاة من طقوس الطنطره الشرقية، وتروج لفكرة أن الجسد هو مصدر النور.
• الخطر:تجاوزات أخلاقية ودينية، تطبيع مع الطقوس الجنسية الروحية، اضطرابات في النظرة للذات والحياء.

6.دورة شد الوجه الطاقوي (Access Facelift)

• الفكرة:رفع الوجه طاقويًا بدون عمليات جراحية.
• الحقيقة:لا دليل علمي على فعاليتها، مجرد استرخاء نفسي مؤقت.
• الخطر:تكرار الجلسات مع ترديدات وتعويذات قد تؤدي إلى استدعاء كيانات غير معروفة.

7.دورات المال والعلاقات (Money & Relationships)

• الفكرة:جذب المال والعلاقات عبر طرح الأسئلة للكون.
• الحقيقة:نسخة جديدة من قانون الجذب مع طابع سحري.
• الخطر:ربط الرزق بالكون بدل الإيمان بالله، إحباط نفسي، تعلق بالمدربين، إدخال مفاهيم وثنية في الحياة اليومية.

8.دورة الجسد والوعي (Body Processes)

• الفكرة:تعلم التواصل مع الجسم وفهم رسائله.
• الحقيقة:تقديس الجسد ومنحه وعيًا خاصًا، تشجيع على التخلي عن العلاج الطبي.
• الخطر:انحراف عن النظرة الدينية والعلمية للجسد، إدمان على الجلسات، فقدان الحس بالمسؤولية الصحية.

9.دورة التحرر من الأحكام (Clearing Judgements)

• الفكرة:التحرر من الأحكام على الذات والآخرين.
• الحقيقة:استعمال تعويذات وتكرارات تؤدي إلى حالة "ترانس" وفقدان الإحساس بالذنب والمسؤولية.
• الخطر:إلغاء القيم الدينية والأخلاقية، برمجة على النسبية المطلقة.

10.دورات أخرى:

• تصحيح النظر الطاقوي:إدعاء علاج مشاكل البصر باللمس والترديدات، بدون أي أساس علمي.
• العلاج بالخيول:اعتبار الخيول كائنات واعية تعكس طاقة الإنسان، مستوحاة من الفلسفات الشامانية.
• دورة الكائن اللانهائي (Infinite Being):تروج لفكرة أن الإنسان كائن لا محدود وخالق لنفسه، وهو انحراف عقدي خطير.

الاستغلال المالي

تعتمد المدرسة على استغلال مالي كبير، حيث تصل أسعار الدورات إلى آلاف اليوروهات، مع زيادة مستمرة في الأسعار، في مقابل وعود وهمية بالتحرر والراحة والسعادة.

الانحرافات العقدية والأخلاقية

تكمن خطورة الأكسس كونشسنس في:-تفكيك الهوية الدينية والأخلاقية.-تشجيع الشك في كل القيم والمعتقدات.-ترويج عقائد وحدة الوجود وتأليه الإنسان.-فتح أبواب الاستعانة بالجن والشياطين.-تطبيع السلوكيات المنحرفة تحت مسمى "الوعي".

الخلاصة والتحذير

مدرسة الأكسس كونشسنس ليست مجرد دورات تنمية ذاتية أو علاج نفسي، بل هي منظومة روحية باطنية خطيرة تمزج بين الفكر البوذي والطقوس السحرية، وتهدف إلى تفكيك القيم الدينية والاجتماعية واستبدالها بمعتقدات منحرفة.

الحذر كل الحذر من الانخراط في هذه الدورات أو الترويج لها، وضرورة العودة إلى المصادر الموثوقة في العلاج النفسي أو تطوير الذات، والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية.

للمزيد من التفاصيل

يمكنكم متابعة قناة "سحر اليوغا والطاقة" على يوتيوب لمزيد من التحليلات والبثوث حول كل دورة بالتفصيل، وتجارب حقيقية لمن خاضوا هذه الدورات وخرجوا منها بندم وألم نفسي وعقدي.

اللهم احفظنا وأولادنا وذرياتنا من كل شر، وبارك لنا في صحتنا وأموالنا، واهدنا للحق. آمين.