🔵 الجزء الثاني : ( التواصل مع الملائكة ) رموز السحر والرصود + الرد العلمي + الرد الشرعي

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحانية التي تدعي إمكانية التواصل مع الملائكة عبر رموز أو طقوس معينة، خاصة في مدارس الطاقة والتأمل. و

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق

التواصل مع الملائكة: رموز السحر والرصود بين العلم والدين

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحانية التي تدعي إمكانية التواصل مع الملائكة عبر رموز أو طقوس معينة، خاصة في مدارس الطاقة والتأمل. ومع تنوع هذه الممارسات، أصبح من الضروري تسليط الضوء على حقيقتها من منظور علمي وشرعي، وبيان المخاطر المرتبطة بها.

رموز السحر والرصود في مدارس الطاقة

تستخدم بعض مدارس الطاقة واليوغا رموزًا وطقوسًا يُزعم أنها تساعد على التواصل مع الملائكة أو استحضار الطاقات الروحانية. هذه الرموز تختلف باختلاف المدارس والمدربين؛ فهناك رموز شرقية تُستخدم في التبت، وأخرى غربية منتشرة في أمريكا وأوروبا، بالإضافة إلى رموز فلكية وتنجيمية.

من بين هذه الرموز:-رموز الريكي السحرية: تُستخدم في جلسات الطاقة بزعم فتح قنوات روحية.-طقوس الدوائر والقنوات: يُدعى أنها متصلة بروح الملائكة.-أشكال الهندسة المقدسة: مثل زهرة اللوتس أو رموز فلكية مرسومة على الجسد أو في الهواء.-رموز السحر الأسود والكابالا اليهودية: مثل مكعب ميتاترون، الاختام الخماسية والسداسية والسباعية، وخاتم زحل.-الاختام الروحية: تحويل الأسماء إلى رموز هندسية لفتح "بوابات" مع الشياطين باسم الملائكة.

هذه الرموز تُرسم أحيانًا أثناء التأمل على جسد الممارس، أو في المكان المحيط به، بزعم إدخال طاقات أو أرواح معينة.

الطقوس الصوتية والترددات

من أخطر ما يُمارس في هذه الدوائر استخدام الترددات الصوتية (مثل 963 هيرتز) والتعويذات الصوتية (المانترا)، بزعم أنها تفتح العقل الكوني أو تجلب حضور الملائكة. في الحقيقة، هذه الترددات ليست سوى وسائل لاستدعاء الطاقات السلبية أو الشياطين، وقد تؤدي إلى تأثيرات نفسية خطيرة على الممارس.

كذلك، يُطلب أحيانًا من المتدربين النوم داخل "دائرة طاقية" مرسومة في الغرفة، أو رسم أكواد ورموز على الجسد، أو التأمل في صور معينة مثل عين حورس أو شجرة الحياة أو رموز غير مفهومة، وكلها في الأصل رموز وثنية أو سحرية.

المخاطر النفسية والعقلية

هذه الممارسات تعتمد بشكل كبير على الإيحاء، والتنويم الإيحائي، والسيطرة على الحواس الخمس للممارس. أثناء حالة الاسترخاء العميق، يصبح العقل أكثر عرضة للتأثر، ما يفتح الباب أمام تصورات وأفكار وهلاوس قد يعتقد الممارس أنها تجليات روحية أو رسائل من الملائكة، بينما هي في الحقيقة نتاج برمجة نفسية أو تأثيرات شيطانية.

من المهم هنا طرح أسئلة نقدية:- كيف يمكن التأكد أن ما يشعر به الممارس هو فعلاً تواصل مع الملائكة وليس مجرد تجليات نفسية؟- لماذا تختلف الرسائل والتجارب بين الممارسين؟- هل هناك دليل علمي أو شرعي يثبت صحة هذه التجارب؟- كيف يمكن التفريق بين الحقيقة والوهم أثناء هذه الممارسات؟

الرد العلمي

من منظور علمي، لا يوجد أي دليل موثق على إمكانية التواصل مع الملائكة عبر هذه الطقوس أو الرموز. ما يحدث غالبًا هو تأثير نفسي نتيجة الإيحاء الجماعي أو الشخصي، خاصة في حالات الاسترخاء العميق أو التنويم الإيحائي. العقل البشري بطبيعته قادر على خلق تصورات وأفكار قوية نتيجة التكرار والبرمجة، ما يجعل الممارس يعتقد بصدق التجربة رغم أنها قد تكون مجرد وهم أو هلاوس.

الرد الشرعي

الإسلام يوضح بشكل قاطع أن الملائكة مخلوقات نورانية لا يراها البشر إلا بإذن الله، ولا تتواصل مع الناس إلا بأمر الله، وغالبًا ما يكون ذلك للأنبياء والرسل فقط. قال الله تعالى:

"قل لا يملكون لكم من دون الله شيئًا""ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون"

كما حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الذهاب إلى الكهنة والعرافين وتصديقهم، وعد ذلك من الكفر بما أنزل على محمد.

الملائكة لا تتدخل في شؤون البشر إلا بأمر الله، ولا يوجد في الدين ما يثبت إمكانية التواصل معهم عبر رموز أو طقوس وثنية. ما يحدث في هذه الممارسات هو استدراج شيطاني، وقد يتشكل الشيطان بأشكال مختلفة ليضل الناس ويبعدهم عن التوحيد الخالص.

التحذير من الاستغلال والابتزاز

الكثير من المدربين في هذه المجالات يستغلون حاجة الناس الروحية أو النفسية، ويبتزونهم ماديًا ونفسيًا، ويعرضونهم لمخاطر نفسية وروحية كبيرة. استخدام الرموز والطقوس ليس سوى وسيلة للتحكم بالعقل والقلب، وفتح الأبواب أمام الشياطين.

نصيحة ختامية

على كل مسلم ومسلمة أن يؤمن بالله وحده، وألا يشرك معه أحدًا في العبادة أو الدعاء أو الاستعانة. التواصل مع الملائكة ليس ممكنًا إلا بأمر الله، ولا يجوز اتباع ممارسات وثنية أو رموز سحرية بزعم الوصول إلى النور أو الهداية.قال الله تعالى:

"بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون"

لذلك، احذروا من هذه الممارسات، وعودوا إلى الله بالذكر والدعاء والقرآن، فهو وحده القادر على هداية القلوب وحمايتها من الضلال والشرك.

المصادر الشرعية والعلمية تؤكد أن ما يحدث في طقوس التواصل مع الملائكة ليس سوى أوهام نفسية أو استدراج شيطاني، وأن الطريق الصحيح للسلامة الروحية هو التمسك بتعاليم الإسلام والابتعاد عن كل ما يخالف العقيدة الصحيحة.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك