حقيقة كورسات وفلسفات "الأكسس كونشسنس": تحليل نقدي شامل

بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المدارس والدورات التي تدّعي تقديم حلول سحرية وسريعة لمشاكل الإنسان النفسية والروحية، من بينها مدرسة "الأكسس كونشسنس" (Access Consciousness). في هذا المقال، سنستعرض بشكل موضوعي وحواري حقيقة هذه المدرسة، فلسفاتها، وأهم الدورات التي تقدمها، مع تسليط الضوء على المخاطر العقائدية والنفسية والاجتماعية المرتبطة بها، بناءً على شهادات وتجارب واقعية.

ما هي مدرسة "الأكسس كونشسنس"؟

"الأكسس كونشسنس" هي مدرسة حديثة ظهرت في الغرب وتدّعي أنها تقدم أدوات وتقنيات لتحرير الإنسان من القيود النفسية والطاقية، وتساعده على خلق واقع جديد لنفسه. أشهر تقنياتها هي "الأكسس بارز"، لكنها ليست الوحيدة، فهناك أكثر من 70 دورة متنوعة تقدمها المدرسة، مثل:

• الأكسس بارز (Access Bars)
• السمفونية (Symphony)
• العلاج بالخيول
• تصحيح النظر الطاقي
• الأكسس فيس ليفتينج (Facelift)
• الفاونديشن (Foundation)
• التخاطب مع الكيانات (Talk to the Entities)

كل دورة تدّعي امتلاكها أسرارًا أو قدرات خارقة، مثل تغيير طبيعة الأشياء (الخيمياء)، أو التواصل مع كيانات روحية، أو حتى تحقيق الشفاء الجسدي والنفسي الفوري.

فلسفة الأكسس كونشسنس: ما وراء الشعارات

1. شعار الهندباء البرية

تعتمد المدرسة شعار "الهندباء البرية" (Dandelion) كرمز للتحرر والانفتاح والتغيير، حيث يشير تطاير بذورها مع الريح إلى انتشار الوعي والطاقة في كل مكان، والتحرر من القيود والأفكار الثابتة، والانسيابية مع "الوعي الكوني". لكن خلف هذا الرمز البسيط، تختبئ فلسفة عميقة وخطيرة في بعض جوانبها.

2. مفهوم "الوعي الكوني"

تقوم فلسفة الأكسس كونشسنس على فكرة أن الكون ليس مجرد مادة جامدة، بل هو "كائن حي واعٍ" يسمع ويستجيب ويتفاعل مع الإنسان. يطلب من المشاركين ترديد منترات (تعويذات) صباحًا ومساءً مثل: "كل شيء في الحياة يأتي إليّ بسهولة وفرح ومجد"، ويُشجعون على "سؤال الكون" بدل الدعاء لله أو اللجوء للعبادات.

3. استحضار الكيانات والاتصال الروحي

يشرح كبار المدربين أن "الوعي الكوني" يتجلى من خلال كيانات روحية يُسمونها "كيانات النور" أو "المرشدين الروحيين"، ويُشجعون المشاركين على التواصل معهم وطلب المساعدة منهم في كل تفاصيل الحياة، حتى في أبسط الأمور المنزلية أو الصحية أو المالية.

تجاوزات وانحرافات خطيرة

1. استغلال جنسي وعاطفي

ظهرت تقارير صحفية (منها تحقيق أسترالي شهير) تتحدث عن تجاوزات خطيرة في بعض الدورات، مثل "دورة الفرح"، حيث استغل بعض القادة (منهم داين هير، شريك المؤسس جاري دوغلاس) النساء المشاركات نفسيًا وجنسيًا، تحت غطاء التحرر الروحي، حتى وصل الأمر إلى طلب صور عارية منهن أو إقامة علاقات جنسية بحجة "تحرير الطاقات السلبية".

2. دورات ذات محتوى جنسي صريح

توجد دورات بأسماء مثل "أفراح النشوة" (The Joys of Orgasm) يُعلن فيها صراحة أنه سيتم لمس المشاركين في مناطق حساسة من أجسادهم، ويُروج لها حتى في بعض الدول العربية والإسلامية، مما يثير تساؤلات أخلاقية ودينية كبيرة.

3. تلاعب نفسي وابتزاز عاطفي

يتم الضغط على المشاركين نفسيًا بعبارات مثل: "إذا لم تستقبلي مساهمتي، فأنت ترفضين استقبال الخير في حياتك"، مما يخلق حالة من الابتزاز العاطفي والضغط النفسي، ويجعل المشاركين عرضة للاستغلال.

المخاطر العقائدية والفكرية

1. الإلحاد الروحي ووحدة الوجود

لا تعلن المدرسة صراحةً إنكار وجود الله، لكنها تزرع تدريجيًا فكرة أن "الكون هو الوعي"، وأن الإنسان جزء من هذا الوعي، وبالتالي "الإنسان هو الخالق"، ولا حاجة لعبادة أو دعاء أو التزام بشرائع أو أحكام. يتم استبدال الله بـ"الوعي الكوني"، والعبادة بالتأمل، والدين بالترددات الطاقية.

2. إلغاء مفهوم الخير والشر

تروج المدرسة لفكرة أن "الوعي لا يحكم على شيء"، فلا يوجد خير أو شر مطلق، ولا حلال أو حرام، وكل شيء هو مجرد "وجهة نظر مثيرة للاهتمام". هذا يؤدي إلى تآكل الضمير، وفقدان الشعور بالذنب أو التوبة، وسيطرة الأنانية المقنعة باسم "الوعي".

3. فتح أبواب الشعوذة والسحر

من خلال دورات "التخاطب مع الكيانات"، يُشجع المشاركون على استحضار الأرواح والكيانات الغيبية وطلب المساعدة منها، وهو ما يتعارض مع العقيدة الإسلامية، ويفتح أبوابًا خطيرة للسحر والشعوذة والتلبس الشيطاني.

شهادات وتجارب واقعية

1. آثار نفسية وجسدية خطيرة

أفاد العديد من المشاركين السابقين بظهور أعراض جسدية ونفسية خطيرة بعد حضور الدورات، مثل:

• التهابات المفاصل، الإرهاق المزمن، الكوابيس، اضطرابات عصبية، نوبات هلع، فقدان الإحساس بأجزاء من الجسم.
• حالات تلبس شيطاني أو شعور بوجود كيان يسيطر عليهم.
• فقدان الرغبة في الصلاة أو الحجاب أو أداء العبادات.
• حالات انتحار أو انهيار نفسي حاد.

2. استنزاف مالي واستغلال مادي

الدورات باهظة الثمن، وبعض المشاركات وصل بهن الأمر إلى رهن بيوتهن أو استدانة مبالغ ضخمة لحضور الدورات، دون تحقيق أي فائدة حقيقية، بل على العكس، تعرضن لخسائر نفسية ومالية ودينية كبيرة.

3. فقدان الهوية الدينية والاجتماعية

يؤدي الانخراط في هذه الدورات إلى تآكل العقيدة الدينية تدريجيًا، والتشكيك في السنة النبوية والقرآن، واستبدال المفاهيم الشرعية بتفسيرات غنوصية باطنية، مما يخلق حالة من الضياع الروحي والانفصال عن الواقع.

كيف تتم البرمجة الذهنية في دورات الأكسس كونشسنس؟

• تبدأ الجلسات بتمارين استرخاء عميق وترديد منترات (تعويذات) مفتوحة مثل: "كل شيء ممكن"، "أنا أستقبل كل الوعي".
• يدخل المشاركون في حالة ذهنية قريبة من التنويم المغناطيسي، حيث يقل نشاط الفص المنطقي ويزيد نشاط الفص الصدغي المسؤول عن التخيل والرموز.
• يتم غرس فكرة أن أي صوت داخلي أو إحساس هو رسالة من الكيانات أو الكون.
• يُعاد برمجة الوعي لتقبل فكرة الاستحضار كشيء طبيعي ومقدس.

التحذير من خطورة الأكسس كونشسنس

• خطر عقائدي:استبدال الإيمان بالله بالإيمان بالوعي الكوني، وفتح باب الشرك ووحدة الوجود.
• خطر نفسي:فقدان الإحساس بالذنب والتوبة، سيطرة الأنانية، الانفصال عن الواقع.
• خطر اجتماعي:استنزاف مالي، تدمير العلاقات الأسرية، فقدان الهوية الدينية.
• خطر روحي:فتح أبواب السحر والشعوذة والتلبس الشيطاني.

نصيحة أخيرة

من خلال تجارب حقيقية وشهادات صادقة، يتضح أن "الأكسس كونشسنس" ليست مجرد مدرسة تطوير ذاتي أو علاج طاقي، بل هي منظومة فكرية وروحية خطيرة تخلخل العقيدة والفطرة، وتستنزف المال والنفس والدين. العودة إلى الله والتمسك بالثوابت الدينية والعقلانية هو السبيل الحقيقي للنجاة.

حذاري من الانخراط في هذه الدورات أو الترويج لها، وحافظوا على دينكم وعقيدتكم وفطرتكم السليمة.

للمزيد من التوعية

سنواصل في قناة "سحر اليوغا والطاقة" تقديم حلقات تحليلية ونقدية لكل دورة من دورات الأكسس كونشسنس، مع كشف الخفايا والمخاطر، فتابعونا وشاركونا تجاربكم وأسئلتكم.

اللهم احفظنا وأولادنا وذرياتنا من كل شر، وبارك لنا في ديننا وصحتنا وأموالنا.

**حقوق النشر محفوظة لقناة سحر اليوغا والطاقة. يمكنك مشاركة هذا المقال بهدف التوعية فقط.*