🔵 الجزء الأول : ماهي حقيقة الكيانات والارواح بالطاقة والميتافيزيقيا + الحكم الشرعي للإستعانة بالجن

في السنوات الأخيرة انتشرت بين الشباب العربي موجات من الاهتمام بمدارس التأمل، اليوغا، الطاقة، والميتافيزيقيا. هذه المجالات تقدم مفاهيم جديدة حول الروح،

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
3 دقائق
0

حقيقة الكيانات والأرواح في مدارس الطاقة والميتافيزيقيا: رؤية علمية وشرعية

مقدمة

في السنوات الأخيرة انتشرت بين الشباب العربي موجات من الاهتمام بمدارس التأمل، اليوغا، الطاقة، والميتافيزيقيا. هذه المجالات تقدم مفاهيم جديدة حول الروح، الكيانات، الطاقة، وحتى علاقتها بالملائكة والجن. لكن ما حقيقة هذه المفاهيم؟ وهل لها أصل في الدين الإسلامي أو حتى في الديانات السماوية الأخرى؟ وما هو الحكم الشرعي للاستعانة بالجن أو الكيانات غير المرئية؟ في هذا المقال، سنناقش هذه التساؤلات بشكل علمي وشرعي، ونكشف عن جذور هذه الأفكار وخطورتها على العقيدة.

جذور مفاهيم الكيانات والأرواح في مدارس الطاقة

تنتشر اليوم شبهات كثيرة حول موضوع الكيانات والأرواح، خاصة في مدارس التأمل، اليوغا، الطاقة، والباراسيكولوجي. هذه الأفكار ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لمعتقدات وثنية قديمة ظهرت في حضارات كالهندية، البابلية، المصرية، اليونانية، وغيرها. وقد أعادت مدارس الطاقة الحديثة تدوير هذه الأفكار، ولبستها لباس "التنوير" و"الوعي" و"التطور الروحي".

المفاهيم الأساسية لهذه المدارس

  • النية: تعتبر النية هي "مفتاح السيطرة" في كل هذه الممارسات. فالنية عندهم ليست فقط توجهاً ذهنياً، بل هي بوابة لفتح الاتصال مع الكيانات والأرواح. ولذلك يركزون على تغيير النية من التوجه لله إلى التوجه للكون أو للكيانات أو للطاقة.
  • الإيمان والتصديق: بعد النية، يُطلب من الممارس الإيمان والتصديق بوجود هذه الكيانات وقبولها.
  • السماح والقبول: يُشجع الممارس على السماح لهذه الكيانات بالدخول إلى حياته والتأثير عليه.
  • التأملات: تعتبر التأملات الوسيلة العملية لفتح قنوات الاتصال مع هذه الكيانات.

أنواع الكيانات والأرواح في الميتافيزيقيا

قسمت مدارس الطاقة والميتافيزيقيا الكيانات والأرواح إلى عدة أنواع، منها:

  • الأرواح السفلية: يُقال إنها تسكن الأرض ودرجاتها متفاوتة.
  • الأرواح العالقة: أرواح بشرية لم تصعد للسماء بسبب تعلقها بالماديات أو الصدمات النفسية.
  • الأرواح الكارمية: أرواح تمر بمرحلة "التكفير" والتعلم عبر التناسخ.
  • الأرواح المرشدة: يُزعم أنها أرواح تطورت وتساعد البشر على التطور.
  • الأرواح النورانية: كيانات عالية النقاء، يُدعى أحياناً أنها ملائكة أو كائنات نورانية لا تتجسد في العالم المادي.
  • الأرواح المتحررة: أرواح تحررت من دورات الحياة والموت ووصلت إلى "النرفانا" أو "المكش".
  • أرواح الطبيعة: مثل أرواح الهواء، الماء، الأرض، النار، والتي يُعتقد أنها تسكن عناصر الطبيعة.

تمتد هذه التصنيفات إلى عشرات الأنواع الأخرى مثل الأرواح المنتقمة، التائهة، الحائرة، الحارسة، وغيرها، وكلها تندرج تحت مفاهيم وثنية قديمة.

كيف يتم استدعاء هذه الكيانات؟

تستخدم مدارس الطاقة والميتافيزيقيا وسائل متعددة لاستدعاء هذه الكيانات، منها:

  • تغيير النية: تحويل النية من التوجه لله إلى التوجه للكون أو الكيانات.
  • التأملات الخاصة: مثل التأملات الروحية، التأملات الخيميائية، وتأملات الاتصال بالمرشدين الروحيين.
  • القرابين والطقوس: كإشعال الشموع، البخور، الجلوس في الطبيعة، استخدام الماء، النار، الأرض، والهواء.
  • الرموز والأدوات: تعليق التوكيدات، استخدام الأشجار، الأجراس، وغيرها.

كل هذه الوسائل تهدف إلى فتح قنوات الاتصال مع هذه الكيانات، والتي في حقيقتها ليست إلا شياطين أو أوهام نفسية، كما سنوضح لاحقاً.

الرد الشرعي والعلمي على هذه الممارسات

موقف الإسلام من الأرواح والكيانات

  • الروح سر من أسرار الله: قال تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" (الإسراء: 85). لا يعلم حقيقة الروح إلا الله، وأي محاولة لتفسيرها خارج الوحي هي باطلة.
  • لا يوجد في الإسلام أرواح عالقة أو تائهة: بعد الموت، تدخل الروح في حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله، ولا تعود للدنيا بأي شكل من الأشكال.
  • الملائكة لا تتواصل مع البشر إلا بوحي: الملائكة لهم وظائف محددة، ولا يتواصلون مع البشر إلا بأمر الله، وليس كما تدعي هذه المدارس.
  • الاستعانة بالجن والشياطين محرمة: قال النبي ﷺ: "من أتى كاهناً أو عرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" (رواه مسلم). ومن صدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ.
  • كل ما يُرى من ظواهر غريبة قد يكون من الجن وليس من أرواح البشر: لا يوجد في الإسلام مفهوم "الأرواح المستقلة" التي تتجول في الدنيا بعد الموت.

الرد العلمي

  • البرمجة الذهنية والتأثير النفسي: كثير من أعراض "الاتصال بالكيانات" أو "الشعور بالطاقة" يمكن تفسيرها علمياً على أنها نتيجة برمجة ذهنية أو تأثيرات نفسية، وليس لها علاقة بعالم الأرواح أو الكيانات.
  • العلاج المتوازن: العلاج لا يكون فقط بالرقية الشرعية، بل يجب أن يشمل العلاج النفسي، التغذية السليمة، الفحوصات الطبية، وتغيير نمط الحياة.

خطورة هذه المعتقدات على العقيدة والمجتمع

  • انحراف عقيدي خطير: هذه الممارسات تؤدي إلى الشرك بالله، والخروج عن العقيدة الصحيحة، وتلويث فكر الشباب بمفاهيم وثنية.
  • تدمير التوحيد: يتم إقناع الممارس أنه يمكنه التواصل مع كيانات نورانية أو ملائكة أو أرواح، بينما في الحقيقة هو يستدعي الشياطين.
  • استغلال مادي ونفسي: بعض المدربين يستغلون حاجة الناس للعلاج أو التنوير لجني الأموال، أو لفرض سيطرة نفسية عليهم.

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • الرجوع للقرآن والسنة: وضع أي ممارسة أو فلسفة في ميزان الشرع والعلم.
  • النقد الفكري: تفعيل التفكير النقدي، وعدم تصديق أي ادعاء دون دليل شرعي أو علمي.
  • العلاج المتكامل: الجمع بين الرقية الشرعية، العلاج النفسي، التغذية، وتغيير نمط الحياة.
  • التوعية: نشر الوعي بين الشباب حول خطورة هذه المعتقدات وأصولها الوثنية.

الخلاصة

كل ما يروج له في مدارس الطاقة والميتافيزيقيا حول الكيانات والأرواح هو امتداد لعقائد وثنية قديمة، لا أصل لها في الإسلام ولا في العلم الحديث. بل هي مدخل خطير للشرك والانحراف العقيدي، واستغلال للناس باسم التنوير والوعي. الواجب علينا جميعاً الرجوع للقرآن والسنة، وتحصين أنفسنا وأبنائنا من هذه الأفكار، وعدم الانسياق وراء كل جديد دون تمحيص ونقد.

قال تعالى:"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"(الإسراء: 85)

المصادر

  • القرآن الكريم
  • السنة النبوية
  • كتب العقيدة الإسلامية
  • أبحاث علم النفس الحديث

حفظ الله أبناءنا وبناتنا من كل فتنة، ووفقنا جميعاً للثبات على التوحيد والعقيدة الصحيحة.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك