اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

الخرائط الفلكية والتنجيم: حقيقة أم وهم؟ تجربة حية وتحليل علمي وشرعي

في السنوات الأخيرة، انتشر الحديث عن "الخرائط الفلكية" و"الأبراج" و"علوم الطاقة" في العالم العربي، وأصبحت هذه المواضيع تلقى رواجًا واسعًا بين الشباب وا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشر الحديث عن "الخرائط الفلكية" و"الأبراج" و"علوم الطاقة" في العالم العربي، وأصبحت هذه المواضيع تلقى رواجًا واسعًا بين الشباب والفتيات، خصوصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكن ما حقيقة هذه العلوم؟ وما علاقتها بالدين والعلم؟ وهل هي مجرد تسلية أم أن لها أبعادًا خطيرة على العقيدة والنفس والمجتمع؟

في هذا المقال، سنعرض لكم ملخصًا لأحد البثوث الحوارية الطويلة التي شارك فيها مجموعة من المتخصصين والتائبين عن هذه المجالات، حيث ناقشوا بعمق موضوع الخرائط الفلكية، وتداخلها مع السحر والشعوذة، واستعرضوا تجارب حية لأشخاص خاضوا هذه التجربة وخرجوا منها بتوبة ونصيحة.

ما هي الخرائط الفلكية؟ وكيف انتشرت؟

الخرائط الفلكية هي مخططات يُزعم أنها تُرسم بناءً على تاريخ ووقت ومكان ميلاد الشخص، وتستخدم مواقع الكواكب والنجوم لتفسير شخصية الإنسان ومستقبله وعلاقاته. انتشرت هذه الخرائط في العالم العربي ضمن موجة الاهتمام بالروحانيات والطاقة والتنمية الذاتية، وغالبًا ما يتم ربطها بعلوم أخرى مثل قراءة الطالع، التاروت، والشاكرات.

يرى بعض المروجين لهذه العلوم أنها تساعد الإنسان على فهم نفسه وتحسين حياته، لكن الحقيقة التي كشفها الحوار أن هذه العلوم ليست سوى إعادة إنتاج لمعتقدات قديمة وثنية، تعود جذورها إلى حضارات البابليين، واليونان، والهندوس، وغيرها من الثقافات التي ربطت مصير الإنسان بحركة الكواكب والنجوم.

الفرق بين علم الفلك الحقيقي والتنجيم

من المهم التمييز بين "علم الفلك" كعلم تجريبي معترف به يدرس الأجرام السماوية من منظور فيزيائي ورياضي، وبين "التنجيم" الذي يدعي معرفة الغيب أو التأثير على مصائر الناس من خلال مواقع الكواكب. علم الفلك علم حقيقي له تطبيقات في الملاحة والفضاء، أما التنجيم فليس له أي أساس علمي، وقد تم تفنيده مرارًا من قبل العلماء.

الخرائط الفلكية: بوابة إلى السحر والشرك

من خلال شهادات التائبين والمتخصصين في البث، تبين أن ممارسة قراءة الخرائط الفلكية ليست مجرد تسلية أو تحليل نفسي، بل هي بوابة خطيرة إلى عالم السحر والشرك بالله. فقد أوضحوا أن كثيرًا من المشتغلين بهذه العلوم يطلبون من الناس القيام بطقوس غريبة مثل تقديم القرابين للكواكب، ارتداء أحجار معينة، أو ترديد طلاسم، وكلها ممارسات محرمة شرعًا، وتؤدي إلى التعلق بغير الله.

بل إن بعضهم ذكر أن قراءة الخرائط الفلكية كثيرًا ما تقود إلى التعامل مع الجن والشياطين، وأن هناك ارتباطًا وثيقًا بين السحر والتنجيم، حيث لا يوجد ساحر إلا وهو منجم، ولا منجم إلا وله علاقة بالسحر.

تجارب حية: من الظلام إلى النور

شارك في الحوار عدد من التائبين والتائبات عن هذه العلوم، ورووا تجاربهم المؤلمة مع الخرائط الفلكية والطاقة والتاروت. إحدى المشاركات تحدثت عن كيف دخلت هذا المجال بدافع الفضول والبحث عن حلول لمشاكلها النفسية والأسرية، لكنها سرعان ما وجدت نفسها غارقة في عالم من الوساوس، والأوهام، والكوابيس، حتى بدأت تشعر بتسلط الشياطين عليها، ولم تجد الخلاص إلا بالعودة إلى الله والتمسك بالقرآن والصلاة.

أخرى تحدثت عن تجربتها مع "توأم الشعلة" وكيف قادها هذا المفهوم إلى علاقات محرمة وتعلق مرضي، قبل أن تكتشف أنها مجرد خدعة نفسية وروحانية لا أصل لها في الدين أو العلم.

كما تطرق الحوار إلى خطورة الإدمان على قراءة الخرائط الفلكية والتعلق بها، حيث يصبح الشخص أسيرًا للبحث عن إجابات لمستقبله، وينتقل من قارئ إلى آخر، دون أن يجد راحة أو حلولًا حقيقية.

الآثار النفسية والجسدية لممارسة هذه العلوم

أكد المشاركون أن التعمق في هذه المجالات يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية حقيقية، مثل الاكتئاب، القلق، العزلة، فقدان الشغف، وحتى ظهور أعراض المس والسحر. وقد ذكر الأطباء المشاركون أن ما يُسمى "بالطاقة" أو "مسارات الطاقة" في الجسم لا وجود لها علميًا، وأن كل ما يروج له في هذا المجال هو خرافات وأوهام.

الحكم الشرعي في الأبراج والخرائط الفلكية

أجمع العلماء والمشايخ المشاركون أن التنجيم وادعاء معرفة الغيب من خلال الكواكب والنجوم شرك بالله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من إتيان الكهان والعرافين، وبيّن أن من يصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد. كما أن مجرد الذهاب إليهم أو الاستماع لهم دون تصديق يحرم الإنسان من قبول الصلاة أربعين يومًا.

كما أكدوا أن الله وحده هو عالم الغيب، وأن كل من يدعي معرفة الغيب فهو كاذب، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله.

نصائح للتوبة والوقاية من هذه العلوم

  • التوبة الصادقة: الإقلاع فورًا عن متابعة أو ممارسة هذه العلوم، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة.
  • التمسك بالقرآن والصلاة: المحافظة على الأذكار وقراءة القرآن والصلاة في وقتها، فهي الحصن الحصين من الشيطان.
  • الابتعاد عن مواطن الشبهات: عدم متابعة حسابات الأبراج والتاروت والطاقة، وعدم الدخول في نقاشات مع المروجين لها.
  • طلب العلم الشرعي: تعلم العقيدة الصحيحة والتمييز بين العلم الحقيقي والخرافة.
  • طلب المساعدة النفسية والطبية: في حال وجود أعراض نفسية أو جسدية، لا مانع من مراجعة الطبيب النفسي أو المعالج المختص.
  • دعم التائبين ونشر التوعية: من تاب من هذه العلوم عليه أن ينصح غيره ويحذرهم، ويشارك تجربته ليكون سببًا في هداية غيره.

رسالة ختامية

إن الخرائط الفلكية والأبراج وعلوم الطاقة ليست سوى أوهام وخرافات، بل هي بوابة إلى الشرك بالله وإلى عالم السحر والشياطين. لا يوجد فيها علم ولا بركة، بل هي ضرر على الدين والدنيا. والنجاة منها تكون بالتمسك بالله وحده، والاعتماد عليه، والابتعاد عن كل ما يغضبه.

فلنحذر جميعًا من هذه الأبواب، ولنحافظ على عقيدتنا وننشر الوعي بين أهلنا وأبنائنا، فالهجمة على عقول الشباب شديدة، ولا نجاة إلا بالعلم الصحيح واليقين بالله.

"اللهم ثبتنا على الحق، ونجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظ أبناءنا وبناتنا من كل سوء."

مصادر إضافية للقراءة:

  • كتاب "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" لابن تيمية
  • كتاب "زاد المعاد" لابن القيم
  • فتاوى اللجنة الدائمة حول حكم التنجيم والأبراج

شارك المقال مع من تحب، فقد يكون سببًا في هداية قلب أو نجاة نفس.

https://www.youtube.com/watch?v=6_RCP9fw72s

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك