اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

لماذا يلجأ الناس إلى الخرافات والشعوذة؟

فهم الأسباب والدوافع وطرق المواجهة في عصرنا الحديث، ورغم التقدم العلمي الهائل، لا تزال بعض المعتقدات والممارسات الخرافية والشعوذة تجد لها رواجًا بين ا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

فهم الأسباب والدوافع وطرق المواجهة

في عصرنا الحديث، ورغم التقدم العلمي الهائل، لا تزال بعض المعتقدات والممارسات الخرافية والشعوذة تجد لها رواجًا بين الناس. فما الذي يدفع البعض للجوء إلى هذه الطرق؟ وما هي العوامل النفسية والاجتماعية التي تسهم في انتشارها؟ وكيف يمكننا كأفراد ومجتمع مواجهة هذه الظاهرة بشكل علمي وفعّال؟

الدوافع وراء اللجوء للخرافات والشعوذة

تتنوع الأسباب التي تدفع الأفراد إلى تصديق أو ممارسة الطقوس والشعوذة، ويمكن تلخيص أهمها فيما يلي:

  • المشكلات الاجتماعية والنفسية

كثير من الناس يلجؤون إلى هذه الممارسات عندما يواجهون أزمات أو مشكلات معقدة في حياتهم، سواء كانت نفسية أو اجتماعية. قد يكون الشخص قد حاول بالفعل البحث عن حلول واقعية، لكنه فشل أو لم يجد الدعم الكافي، فيلجأ إلى أي وسيلة تمنحه الأمل أو الشعور بالسيطرة.

  • الرغبة في تطوير الذات أو الفضول

هناك من ينجذب إلى الأمور الغريبة أو الروحانيات بدافع الفضول أو بحثًا عن طرق سريعة لتحقيق النجاح أو السعادة.

  • ضعف الدعم الاجتماعي والأسري

في بعض الحالات، يكون الدعم الأسري والاجتماعي ضعيفًا أو غائبًا تمامًا، ما يجعل الشخص أكثر عرضة للتأثر بأي جهة تدعي القدرة على المساعدة، حتى لو كانت بوسائل غير علمية أو مشبوهة.

  • سهولة الوصول وانتشار الممارسين

الممارسون لهذه الطقوس غالبًا ما يمتلكون أساليب بسيطة وجذابة، ويستغلون المنصات الاجتماعية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، مقدمين حلولًا سريعة تلامس همومهم وآلامهم.

السمات النفسية والاجتماعية للفئة المستهدفة

الأشخاص الأكثر عرضة للوقوع في فخ الخرافات والشعوذة غالبًا ما يتسمون بارتفاع مستويات القلق والتوتر، وتشوش الذهن، وضعف التفكير المنطقي وصعوبة اتخاذ القرارات السليمة. كما أن غياب الدعم الاجتماعي أو وجود مشكلات أسرية كالتفكك أو الضغوط المستمرة من الأهل أو الشريك قد تدفعهم للبحث عن حلول خارج إطار العقل والمنطق.

دور المتخصصين وأهمية التعاطف المنهجي

من المهم أن ندرك أن الكثير من المتخصصين في المجالات النفسية والاجتماعية يبذلون جهودًا كبيرة لتقديم الدعم، لكنهم قد لا يصلون دائمًا للفئات الأكثر حاجة. هنا تبرز أهمية التعاطف المنهجي، وهو أسلوب يُستخدم في العمل الاجتماعي، ويعتمد على فهم مشاعر ودوافع الفئات المستهدفة من خلال المقابلات أو النقاشات، بهدف ابتكار حلول واقعية وفعالة.

أهمية نشر الوعي ومزاحمة أهل الباطل

من أبرز الحلول لمواجهة انتشار الخرافات والشعوذة هو نشر الوعي العلمي والمنهجي بين الناس، من خلال:

  • تقديم محتوى علمي مبسط وجذاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل المقاطع القصيرة التي تشرح الحقائق وتفند المزاعم بطريقة قريبة من الناس.
  • التعريف بالمصادر الموثوقة مثل الجمعيات الخيرية والمراكز الوطنية التي تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي مجانًا أو برسوم رمزية.
  • تشجيع الأفراد على البحث عن المتخصصين الأكفاء وعدم الاستسلام لتجارب سلبية مع بعض الأخصائيين غير المتمكنين.

خلفيات فكرية وعقدية وراء بعض الممارسات

من المهم الإشارة إلى أن بعض الممارسات الروحانية المنتشرة اليوم، مثل الثيتا هيلينج أو الريكي أو البرانا هيلينج، لها جذور في عقائد وفلسفات قديمة، بعضها وثني أو متأثر بحركات دينية منحرفة. كما أن بعض هذه الممارسات تم تحديثها وإعادة تقديمها في العصر الحديث بطرق تبدو علمية أو تنموية، لكنها في جوهرها تروج لأفكار تتعارض مع الفطرة والدين.

وقد أشار بعض الباحثين إلى دور الحركات اليهودية الجديدة في إعادة صياغة هذه العقائد ونشرها عالميًا، مستغلين حاجة الناس للمعنى والروحانية، خاصة في أوقات الأزمات.

كيف نواجه هذه الظاهرة؟

  • الوعي الذاتي

يجب على كل فرد أن يتحلى بالوعي الكافي ليميز بين العلم والخرافة، وألا ينجرف وراء أي ادعاءات دون تحقق أو بحث.

  • الاستفادة من المصادر الموثوقة

هناك العديد من الجمعيات والمراكز المتخصصة التي تقدم الدعم النفسي والاجتماعي، مثل جمعية التنمية الأسرية في مكة أو الأحساء، والمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية الذي يقدم تطبيق "قريبون" المجاني.

  • نشر المعرفة والتجارب الإيجابية

مشاركة القصص والتجارب الناجحة في مواجهة الأزمات بطرق علمية ومنهجية يمكن أن تلهم الآخرين وتحفزهم على اتخاذ الطريق الصحيح.

  • التعاون بين الأفراد والمتخصصين

يجب أن يكون هناك جسر تواصل فعال بين المتخصصين المتمكنين وبين الفئات المستهدفة، سواء عبر حملات توعوية أو مبادرات مجتمعية.

خلاصة

اللجوء إلى الخرافات والشعوذة ليس مجرد انحراف سلوكي، بل هو نتيجة تداخل عوامل نفسية واجتماعية وفكرية. مسؤوليتنا جميعًا أن نكون حلقة وصل بين المتخصصين والناس، وأن نعمل على نشر الوعي العلمي، وتقديم الدعم الحقيقي لمن يحتاجه، حتى نبني مجتمعًا أكثر وعيًا وأمانًا.

إذا كنت أو أحد معارفك يواجه أزمة أو ضغوطًا نفسية أو اجتماعية، لا تتردد في التوجه للجهات المختصة وطلب المساعدة من مصادر موثوقة، فالعلاج العلمي هو الطريق الأمثل للشفاء والنمو.

https://www.youtube.com/watch?v=kKoZ_ma2O50

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك