🔵 المؤامرة الكبرى( الشيخ أبو مالك المبرد ) اتفق المستفيدين من منكرين السنة والطاقيين والملاحدة علينا
في عصر تتسارع فيه التغيرات الفكرية والاجتماعية، تواجه الأمة الإسلامية تحديات غير مسبوقة تهدد ثوابتها الدينية والثقافية. من بين أخطر هذه التحديات، ما ي
المؤامرة الكبرى: تحالف منكري السنة ودعاة الطاقة والملاحدة ضد الإسلام
مقدمة
في عصر تتسارع فيه التغيرات الفكرية والاجتماعية، تواجه الأمة الإسلامية تحديات غير مسبوقة تهدد ثوابتها الدينية والثقافية. من بين أخطر هذه التحديات، ما يُعرف بـ"المؤامرة الكبرى" التي تجمع بين منكري السنة النبوية، ودعاة الطاقة، والملاحدة، في محاولة لهدم أصول الدين الإسلامي من الداخل. في هذا المقال، نستعرض أبرز محاور هذه المؤامرة، ونتعرف على أهدافها ووسائلها، وكيفية التصدي لها، مستندين إلى حوار علمي مع نخبة من العلماء والدعاة.
ما هي المؤامرة الكبرى؟
يشهد العالم الإسلامي اليوم هجمة فكرية منظمة تستهدف العقيدة والشريعة والأخلاق، وتعمل على تفكيك الهوية الإسلامية من الداخل. هذه الهجمة لا تأتي عبر المواجهة المباشرة، بل تتسلل تحت شعارات براقة مثل "التدبر"، "رفع الوعي"، "التنمية الذاتية"، و"التحرر الروحي". في جوهرها، تحمل هذه الشعارات بذور الوثنيات الشرقية والغنوصية القديمة، وتسعى لإحياء عقائد باطنية في ثوب حديث.
من هم أطراف المؤامرة؟
- منكرو السنة النبوية: يرفضون السنة كمصدر للتشريع، ويسعون لفصل المسلمين عن تراثهم النبوي.
- دعاة الطاقة والوعي: يروجون لمفاهيم الطاقة الكونية، والشاكرات، والتحرر الروحي، ويخلطونها بمفاهيم دينية زائفة.
- الملاحدة وأصحاب الأجندات الغربية: يعملون على دعم هذه التيارات مادياً وإعلامياً، بهدف علمنة الإسلام وتفريغه من مضمونه.
كيف تعمل هذه المؤامرة؟
1.تغيير المفاهيم الدينية
يُروَّج لفكرة أن القرآن وحده يكفي، وأن السنة ليست ضرورية، مما يؤدي إلى تعطيل التشريعات الإسلامية، مثل الصلاة، الزكاة، والحجاب، بحجة أنها غير موجودة بنص صريح في القرآن.
2.إدخال الفلسفات الباطنية
تُدمج مفاهيم الطاقة والشاكرات والتنمية الذاتية في الخطاب الديني، وتُفسر آيات القرآن تفسيرات باطنية غريبة، تُحرف النصوص عن معانيها وتفتح الباب أمام التأويلات المنحرفة.
3.الحرب الناعمة والإعلامية
تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع قصيرة، وبوستات جذابة، وأحاديث مشوهة، تستهدف العوام والشباب، وتثير الشبهات حول السنة النبوية والعقيدة الإسلامية.
4.دعم مادي وإعلامي ضخم
هناك دعم مادي هائل من مؤسسات غربية (مثل مؤسسة راند)، وفتح منصات إعلامية عالمية لدعاة هذه الأفكار، بينما يُحاصر الدعاة الصادقون ويُهمشون.
خطورة إنكار السنة النبوية
من هم "القرآنيون" أو منكرو السنة؟
يحب منكرو السنة أن يُسموا أنفسهم "قرآنيين"، لكنهم في الحقيقة أعداء للقرآن، لأنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ويجحدون أركان الإسلام التي لا تُفصل إلا بالسنة النبوية. أجمع العلماء على أن من ينكر السنة ليس بمسلم، لأن الإسلام بُني على الكتاب والسنة معاً.
آثار إنكار السنة:
- تعطيل العبادات: لا يمكن معرفة تفاصيل الصلاة أو الزكاة أو الحج إلا من خلال السنة.
- إباحة المحرمات: يفتح الباب لتأويلات باطنية تبيح الزنا، الربا، وشرب الخمر، بزعم أنها غير محرمة في القرآن بنص صريح.
- تفكيك المجتمع: يؤدي إلى ضياع الحياء، وتفكك الأسرة، وزرع القيم الغربية المنحرفة.
- خلق جيل بلا هوية: جيل لا يعرف النبي محمد ﷺ، ولا الجنة ولا النار، بل يؤمن بالطاقة والاهتزازات الكونية.
علاقة منكري السنة بدعاة الطاقة
لوحظ أن معظم من يغوص في علوم الطاقة والوعي الباطني، ينكر السنة النبوية أو على الأقل يشكك فيها. ذلك لأن السنة النبوية تضع ضوابط وحدوداً واضحة، بينما الفكر الطاقي يعتمد على إطلاق العنان للأهواء والتفسيرات الذاتية. كما أن كثيراً من هذه المفاهيم مستمدة من الغنوصية والوثنيات الشرقية، وتجد جذورها في كتب التوراة والتلمود، وتروج لها منظمات عالمية.
أدوات ووسائل الاستدراج
كيف يُستدرج العوام؟
- رموز الفن والمشاهير: يُستخدم المشاهير لنشر الشبهات حول الأحاديث والتشريعات الإسلامية.
- مقاطع قصيرة وجذابة: يتم نشر مقاطع سريعة تثير الشكوك، وتطرح أسئلة وجودية تشكك في الدين.
- التركيز على الأخلاق فقط: يُطرح الإسلام كدين أخلاقي فقط، مع إلغاء الحدود والتشريعات.
- إقناع الملحدين السابقين: يُقدم إنكار السنة كبديل للملحدين غير القادرين على مواجهة مجتمعاتهم، ليبقوا في منطقة رمادية بين الإيمان والإلحاد.
تصنيفات منكري السنة
بحسب التجربة الدعوية، يمكن تصنيف منكري السنة إلى:
- أصحاب الديانات الأخرى: يلبسون عباءة "القرآنيين" للطعن في الإسلام من الداخل.
- الممولون مادياً: يُدفع لهم لنشر الشبهات والتشويش في التعليقات والنقاشات.
- المتأثرون فكرياً: تأثروا بالدعايات والشبهات حتى صاروا يهاجمون السنة وأهلها.
- المترددون: ينكرون بعض الأحاديث لكن ما زالوا يحافظون على بعض العبادات.
- العوام المستشكلون: استشكلت عليهم أحاديث أو مسائل قليلة، ومع الوقت قد ينزلقون لمراحل أخطر إذا لم يجدوا من يرشدهم.
كيف نواجه هذه المؤامرة؟
1.العودة للعلم الصحيح
يجب على كل مسلم أن يتحرى العلم من مصادره الموثوقة، ويبتعد عن المواقع المشبوهة، ويستفيد من علماء أهل السنة والجماعة.
2.التدبر بضوابط شرعية
تدبر القرآن حق لكل مسلم، لكن بضوابط العلم الصحيح، وفهم الصحابة والسلف الصالح، وليس بالتفسيرات الباطنية أو الأهواء.
3.نشر الوعي والتحذير
من واجب كل مسلم أن ينشر الوعي، ويحذر من هذه الأفكار، ويشارك في كشف الشبهات والرد عليها بالحجة والبرهان.
4.عدم الانخداع بالمصطلحات
لا ينبغي أن نُسميهم "قرآنيين" أو "نورانيين"، بل هم منكرو السنة أو نكرانيون، لأنهم يفرحون بهذه التسميات البراقة التي تلمع صورتهم.
5.التعاون والتكاتف
المعركة اليوم معركة وعي وفكر، ويجب أن نقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في مواجهة هذه الهجمة الشرسة.
خاتمة
المؤامرة الكبرى ليست وهماً أو خيالاً، بل هي مشروع عالمي تديره منظمات ضخمة، وتدعمه قوى إعلامية ومادية هائلة، هدفها إسقاط الإسلام من داخله. لكن وعد الله حق، ولن ينتصر الباطل مهما بلغ من القوة، فالمستقبل لهذا الدين، وسيبقى أهل السنة والجماعة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة.
فلنكن جميعاً على قدر المسؤولية، ولنحمل مشعل العلم والوعي، وندافع عن ديننا وهويتنا بكل ما أوتينا من قوة.
مصادر ومواد إثرائية
- تقارير مؤسسة راند حول "الإسلام المدني الديمقراطي"
- كتب الرد على منكري السنة
- حلقات وبرامج علماء أهل السنة والجماعة
تنبيه للقراء:انتبهوا للمحتوى الذي تتعرضون له على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تنخدعوا بالمصطلحات البراقة أو الشبهات السريعة. راجعوا العلماء واطلبوا العلم من مصادره الصحيحة، وكونوا عوناً في نشر الوعي والدفاع عن دينكم.
بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة