🔵 أعلن توبته وبرائته من الزوهرية : بعد محاولات أخواننا لمدة ساعتين متواصلة من الحوار والنقاش
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض المجتمعات العربية مفاهيم غامضة مثل "الزوهرية" و"الطاقات الروحانية"، وارتبطت هذه الأفكار بادعاءات حول امتلاك قدرات خ
التوبة من الزوهرية: رحلة بحث عن الحقيقة وتحذير من الفتن الروحانية
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض المجتمعات العربية مفاهيم غامضة مثل "الزوهرية" و"الطاقات الروحانية"، وارتبطت هذه الأفكار بادعاءات حول امتلاك قدرات خارقة أو علوم غيبية، بل واعتبرها البعض دليلاً على القرب من الله أو الولاية والصلاح. في هذا المقال، نستعرض أصل هذه المفاهيم، ونكشف حقيقتها من منظور إسلامي، ونقدم نصائح عملية للثبات على العقيدة الصحيحة.
ما هي الزوهرية؟ وأين نشأت؟
يرجع البعض أصل فكرة الزوهرية إلى عبيد الله المهدي، الذي انتقل إلى قبيلة كتامة البربرية في صحراء المغرب، حيث بدأت هذه الأفكار تنتشر. الزوهرية، كما يشرح بعض الباحثين، هي فلسفة تقوم على أمرين أساسيين:الغيبوالخوارق. ويُقال إن جذورها تعود إلى الغنوصية اليهودية، حيث كانت موجودة منذ مئات السنين قبل عبيد الله، ثم أُلبست ثوب الدين الإسلامي عبر الحديث عن الكرامات والولاية.
لكن السؤال الجوهري:من يملك علم الغيب؟الجواب في القرآن واضح: "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله" (النمل: 65). أما عن الكرامات والخوارق، فلم يرد في سيرة الصحابة أو السلف الصالح أو العلماء المعتبرين أنهم كانوا يطيرون في الهواء أو يأكلون الجمر أو يظهرون ما يُسمى بالخوارق. كل هذه الأمور لم ترد في كتب السنة أو التراث الإسلامي الموثوق.
الزوهرية بين الكرامة والشرك
يستغل بعض مدعي الزوهرية فكرة الكرامة والولاية، لكنهم لا يربطونها بالعبادات الحقيقية، بل تجد كثيراً منهم يبدأ بالصلاة ثم يتهاون فيها حتى يتركها تماماً. وهذا من الاستدراج الشيطاني، حيث يظن الإنسان أنه يحارب الشياطين، بينما هو في الحقيقة يقع في حبائلهم باسم الصلاح والولاية.
ومن أخطر ما في هذه الفلسفة أنها تفتح باب الاستعانة بالشياطين تحت ستار الصلاح، فيبدأ الشخص ينادي "يا شيخ فلان احضر بأمر الله" ويستدعي الجن ويخدمهم باسم الأولياء والصالحين، حتى يظن أنه بلغ مرتبة ترفع عنه التكاليف الشرعية. وهذه هي حقيقة الزوهرية:استدراج شيطاني مغلف بلباس الدين.
الزوهرية وعلم الغيب والكشوفات
يروج الزوهريون لفكرة "الكشوفات" و"كشف الحجب" وامتلاك الأذونات الروحانية، لكنهم لا يملكون دليلاً شرعياً على ذلك. فلو كان الأمر كرامة حقيقية، لارتبط بالعبادة والتقوى، ولرأينا أثر السجود والعبادة على أصحابها. لكن الواقع أن هذه الأفكار هي حشو فلسفي يهودي باطني، دخل إلى بعض الفرق الإسلامية، مثل الفاطمية والإسماعيلية.
عندما سُئل عبيد الله المهدي عن الزوهرية، أجاب بأنهم "جنود المهدي المنتظر"، وأنهم الصف الأول له. حتى أن بعض الزوهريين يبررون عدم نصرتهم لأهل غزة مثلاً بأنهم لم يُنادى لهم إلا بالدعاء! وهذا من الإيغو الشيطاني، حيث يظن الإنسان أنه يتلقى وحياً خاصاً، ويستغني عن الكتاب والسنة.
التحذير من الاستدراج والوقوع في الشرك
الإيمان بهذه الفلسفات الباطنية خطر عظيم، لأنها قد توقع الإنسان في الشرك بالله من حيث لا يدري. فكل من يدعي أنه زهري أو يمتلك قدرات خارقة أو علماً بالغيب، عليه أن يتوب إلى الله ويعود إلى القرآن والسنة. فالنجاة في التوحيد الخالص، والعبادة الصحيحة، واتباع هدي النبي محمد ﷺ.
نصيحة عملية:
- اقرأ سورة البقرة يومياً، فهي حرز من السحر والشياطين.
- التزم بالرقية الشرعية: اقرأ الفاتحة سبع مرات، والمعوذات ثلاث مرات، وأكثر من قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة صباحاً ومساءً.
- حافظ على الصلاة في أوقاتها، واذكر الله كثيراً.
- لا تستعن إلا بالله، ولا تلتفت إلى مدعي الروحانيات أو الزوهرية أو غيرها من الطرق الباطنية.
تجارب واقعية: من الشك إلى اليقين
شارك بعض الإخوة والأخوات تجاربهم مع الزوهرية والروحانيات، وكيف كانوا يعيشون في حيرة بين الشك واليقين، ويعانون من الوساوس والمنامات والكوابيس، حتى أرشدهم الله إلى التوبة والرجوع للحق. أحدهم يقول: "كنت أبحث عن الحقيقة، وكنت أخاف أن أدعو غير الله، حتى صرت أراجع نفسي في كل دعاء. لكن بعد أن عرفت الحق، أعلنت توبتي وتركت الزوهرية لله".
وأخرى تحكي كيف كانت تعاني من السحر والتلبس، وتلجأ للرقية والقرآن، وتخشى أن تكون أصواتها الداخلية من الشيطان، لكنها وجدت الطمأنينة في التوحيد والعبادة الصحيحة.
الخلاصة: العودة إلى الأصل
إن أخطر ما في هذه الفلسفات أنها تبرمج عقول الناس وتبعدهم عن جوهر الدين، حتى يظنوا أن الكرامة والولاية تعني ترك الصلاة أو الاستغناء عن العبادة، بينما الأصل في الإسلام هوالعبادة الخالصة لله، واتباع هدي النبي ﷺ.
لا تسلم عقلك لأي فكرة دون دليل من الكتاب والسنة، ولا تغتر بمن يدعي الروحانية أو الزوهرية أو غيرها من المسميات. دينك وأخرتك أغلى ما تملك، فلا تغامر بهما من أجل أوهام أو شهرة أو كرامات مزعومة.
"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات: 56)
دعوة للتوبة والتمسك بالتوحيد
في الختام، ندعو كل من تأثر بهذه الأفكار أو مارس شيئاً منها إلى التوبة الصادقة لله، وترك كل ما يخالف الكتاب والسنة، والعيش في رحاب التوحيد الخالص، والاعتصام بحبل الله المتين.
دينكم ثم دينكم ثم دينكم... ولا تغفلوا عن الاستعانة بالله في كل لحظة.
مصادر إضافية للقراءة:
- كتاب "الداء والدواء" لابن القيم الجوزية
- القرآن الكريم وتفسيره
- كتب السنة النبوية الصحيحة
نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق، وأن يحفظ قلوبنا من الفتن، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل.