النتائج الكارثية لممارسات "الطاقة": نظرة نقدية شاملة

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ممارسات ما يُسمى بـ"الطاقة" أو "العلاج بالطاقة" بين المجتمعات العربية والإسلامية. كثيرون انجذبوا لهذه المفاهيم بس

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
7 دقائق
0

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ممارسات ما يُسمى بـ"الطاقة" أو "العلاج بالطاقة" بين المجتمعات العربية والإسلامية. كثيرون انجذبوا لهذه المفاهيم بسبب وعودها بتحقيق السعادة، الصحة، الوفرة المالية، والسلام الداخلي، دون إدراك للعواقب الحقيقية التي قد تترتب على هذه الممارسات. في هذا المقال، نسلط الضوء على النتائج الفعلية التي رصدها كثير من من خاضوا هذه التجربة، مع التركيز على الجوانب الدينية، النفسية، الاجتماعية، والصحية.

أولاً: النتائج الدينية

من أخطر نتائج الانخراط في ممارسات الطاقة هو ضياع الهوية الدينية والابتعاد عن تعاليم الإسلام. كثير من الممارسين يجدون أنفسهم تدريجياً يبتعدون عن الصلاة، الذكر، وحتى عن فهم وتدبر القرآن الكريم. بل يصل الأمر بالبعض إلى تفسير النصوص الدينية بما يتناسب مع أهوائهم أو ما يمليه عليهم المدربون، دون الرجوع إلى أهل العلم أو المصادر الموثوقة.

تتجلى مظاهر الشرك الأكبر والأصغر في هذه الممارسات، حيث يتم الاعتماد على أسباب غير مشروعة، أو حتى ممارسة طقوس ذات طابع وثني أو سحري دون وعي أو إدراك. ويصل الأمر إلى تقديس الأصنام أو الرموز، أو حتى عبادة الكون والكواكب، كما هو الحال في بعض مدارس الطاقة التي تستمد معتقداتها من الديانات الشرقية القديمة.

ثانياً: النتائج النفسية والعقلية

من أكثر النتائج وضوحاً هي الاضطرابات النفسية العميقة، مثل القلق، الاكتئاب، الوساوس القهرية، الهلاوس، ونوبات الهلع. كثير من الممارسين يصفون شعورهم الدائم بالخوف، الكوابيس، فقدان الشغف بالحياة، فقدان السعادة، والتبلد الكامل في المشاعر. كما تظهر أعراض الفشل المتكرر والإحباط العام، والشعور الدائم بالظلم، وحتى الأفكار الانتحارية في بعض الحالات.

كذلك، يعاني البعض من فقدان القدرة على التركيز، التشويش الذهني، وصعوبة التمييز بين الصواب والخطأ، بالإضافة إلى الشكوك العميقة حول القيم الدينية والاجتماعية. وتظهر حالات من الانفصال الروحي عن المجتمع، وفقدان اللذة في العبادات، والشعور الدائم بالذنب والندم بعد الخروج من هذه الممارسات.

ثالثاً: النتائج الاجتماعية والأسرية

تؤثر ممارسات الطاقة بشكل سلبي على العلاقات الأسرية والاجتماعية. كثير من الممارسين يلاحظون تدهور علاقاتهم مع الأهل والأصدقاء، وظهور مشكلات أسرية حادة تصل أحياناً إلى الطلاق أو القطيعة. كما ينتشر النفور من العلماء والمتدينين، ويزداد الشعور بالانعزال والاغتراب عن المجتمع.

وتصل بعض الحالات إلى تطبيق ممارسات سحرية على الأبناء أو الأزواج باسم "العلاج بالطاقة"، أو تعليم الأطفال تقنيات التأمل والتشافي دون فهم أو وعي بعواقب ذلك. كما تنتشر ظاهرة استغلال المدربين للمتدربين، سواء مادياً أو حتى أخلاقياً، تحت مسميات مثل "توأم الشعلة" أو "الكارما".

رابعاً: النتائج الصحية والجسدية

لا تقتصر الأضرار على الجانب النفسي والاجتماعي فقط، بل تمتد إلى الصحة الجسدية. كثير من الممارسين يعانون من أمراض جسدية غامضة أو مزمنة، مثل آلام حادة، اضطرابات في الغدد والهرمونات، مشاكل في النوم، أو حتى الإصابة بأمراض نفسية تتطلب العلاج الدوائي.

خامساً: النتائج المالية والمهنية

من المفارقات أن كثيراً من ممارسي الطاقة يدخلون هذه التجربة بحثاً عن الوفرة المالية، ليجدوا أنفسهم في النهاية يعانون من خسائر مادية كبيرة. ينفق البعض مبالغ طائلة على الدورات والمدربين دون تحقيق أي نتائج ملموسة، بل قد يخسرون وظائفهم أو مصادر دخلهم بسبب الانشغال المفرط بهذه الممارسات.

سادساً: فقدان الهوية والضياع الشخصي

يصل الأمر بكثير من الممارسين إلى فقدان هويتهم الشخصية، وتغير كامل في الصفات والأخلاق، والانفصال عن القيم الدينية والاجتماعية. يشعر البعض بأنهم يعيشون بشخصيات متعددة أو أنهم فقدوا القدرة على التحكم في مصيرهم. كما يفقدون الرغبة في تطوير الذات أو مساعدة الآخرين، ويصبحون أسرى للأوهام والوعود الزائفة.

أسئلة وجودية لا تنتهي

من النتائج الشائعة أيضاً الدخول في دوامة من الأسئلة الوجودية التي لا تنتهي، مثل: من خلق الله؟ لماذا يحدث لي هذا؟ ما الهدف من الحياة؟ وتزداد هذه الأسئلة مع الشعور الدائم بالظلم وفقدان الثقة بالله وبالقدر، حتى يصل البعض إلى التشكيك في كل شيء.

استغلال وضعف مقاومة

يستغل بعض المدربين والمدربات ضعف المتدربين، فيقنعونهم بأن لا حل لمشكلاتهم إلا بالاستمرار معهم، وأنهم وحدهم يملكون مفاتيح الغيب والشفاء. ويُزرع في عقل الممارس فكرة أن كل ما تربى عليه من قيم ومبادئ هو مصدر للخزي والعار، وأن التحرر لا يكون إلا بكسر كل هذه القيود.

الخلاصة: هل حققت هذه الممارسات أي نتائج إيجابية؟

بعد استعراض هذه النتائج الكارثية، يبقى السؤال الأهم: هل حققت ممارسات الطاقة أي نتائج إيجابية حقيقية؟ الواقع أن معظم من خاضوا هذه التجربة خرجوا منها بخسائر أكبر بكثير مما دخلوا به، سواء على مستوى الدين، النفس، الأسرة، الصحة، أو المال. بل إن البعض يؤكد أن حياته أصبحت أكثر تعقيداً، وفقد الكثير من النعم والبركة التي كان ينعم بها من قبل.

رسالة أخيرة

لكل من يفكر أو بدأ بالفعل في ممارسات الطاقة: راجع نفسك، ووازن بين ما يُقال لك من وعود براقة وبين الواقع الذي تعيشه. لا تنخدع بالمظاهر أو الكلمات المنمقة. دينك، صحتك، أسرتك، وكرامتك أغلى من أي وهم أو سراب. اسأل مجرب ولا تسأل طبيب. وكن على يقين أن الخير كله في العودة إلى الله، والثبات على تعاليم دينك، والبحث عن السعادة والشفاء في المصادر الموثوقة والمجربة.

ختاماً، نسأل الله أن يحفظ الجميع من كل شر، وأن ينير بصائرنا للحق، ويجنبنا طرق الضلال والشكوك. إذا كنت قد مررت بهذه التجربة، تذكر أن العودة إلى الطريق الصحيح ممكنة دائماً، وأن باب التوبة والرحمة مفتوح لكل من عاد بصدق وإخلاص.

شارك المقال مع من تحب، فقد يكون سبباً في إنقاذ شخص من الضياع.

https://www.youtube.com/watch?v=RIdnTLRpsbQ

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك