🔵 لقاء خاص : الدكتورة سندس ( مالكة قناة سندس )

في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي موجة من انتشار مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية والتأمل، والتي تم تسويقها على أنها علوم حديثة تساعد الإنسان على ال

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق

مواجهة خرافات الطاقة والتنمية البشرية: لقاء مع الدكتورة سندس

في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي موجة من انتشار مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية والتأمل، والتي تم تسويقها على أنها علوم حديثة تساعد الإنسان على التطور وتحقيق السعادة والنجاح. غير أن هذه الموجة حملت بين طياتها الكثير من الخرافات والانحرافات الفكرية والدينية، مما جعل الحاجة ملحة إلى التوعية وكشف الحقائق. في هذا المقال، نستعرض أبرز ما جاء في لقاء خاص مع الدكتورة سندس، مالكة قناة "سندس"، والتي تعد من أبرز الأصوات العربية في نقد هذه الممارسات وكشف مخاطرها.

من هي الدكتورة سندس؟

الدكتورة سندس هي مؤسسة قناة "سندس" على يوتيوب، والتي بدأت بتعليم اللغة الإنجليزية، ثم تحولت إلى منصة توعية ضد خرافات الطاقة والتنمية البشرية. استمدت الدكتورة سندس دافعها من ملاحظتها لانتشار هذه الأفكار بين الشباب والفتيات، وتأثيرها السلبي على العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية.

كيف بدأت رحلة التوعية؟

تروي الدكتورة سندس أن تخصصها الأساسي هو اللغة الإنجليزية، وكانت قناتها موجهة لتعليم اللغة. إلا أن مشاهدتها لحلقة "سامري العصر الجديد" للدكتور هيثم طلعت فتحت عينيها على حجم الخطر الكامن في أفكار الطاقة والتنمية البشرية. بدأت تحقق وتبحث في المصادر الغربية لتكتشف أن الغرب نفسه يعترف بأن هذه الممارسات ليست سوى خرافات أو شعوذات، وأنها ترتبط غالبًا بالسحر واستحضار الجن، بينما يتم تسويقها في العالم العربي بغطاء ديني زائف.

كيف يتم تسويق خرافات الطاقة في العالم العربي؟

توضح الدكتورة سندس أن مدربي الطاقة في العالم العربي يحرصون على إضفاء مسحة دينية على كل ما يقدمونه، فيفسرون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يخدم أفكارهم، ويستغلون جهل الناس أو حاجتهم العاطفية أو المادية. بينما في الغرب، يعلن المدربون انتماءهم لحركات العصر الجديد بشكل صريح، ولا يخفون ارتباط هذه الممارسات بالبوذية والهندوسية ومعتقدات الحلول ووحدة الوجود.

أنواع الممارسين والمدربين

تصنف الدكتورة سندس المنخرطين في مجال الطاقة والتنمية البشرية إلى ثلاث فئات:

  • الممارسون الجاهلون: وهم من دخلوا المجال عن جهل بحقيقته، وغالبًا ما يكونون ضحايا.
  • المدربون المستفيدون: وهم من يدركون زيف المجال لكنهم يستفيدون ماديًا أو معنويًا من الدورات والشهرة.
  • المحركون والمنظرون: وهم قلة على اتصال بمنظمات عالمية مثل حركة العصر الجديد، ويعملون على نشر هذه الأفكار بشكل ممنهج.

لماذا يلجأ البعض إلى هذه الممارسات؟

تشير الدكتورة سندس إلى أن كثيرًا من الشباب والفتيات يدخلون مجال الطاقة والتنمية البشرية بحثًا عن علاج لآلام نفسية أو صدمات تعرضوا لها في حياتهم. وغالبًا ما يكونون ضحايا للاستغلال العاطفي أو المادي من قبل المدربين، الذين يوهمونهم بأن الحل في جلسات الطاقة أو التأمل أو ما يسمى "تنظيف الشاكرات".

وتحذر الدكتورة من أن هذه الممارسات لا تقدم علاجًا حقيقيًا، بل قد تجر الإنسان إلى مزيد من الاكتئاب والاضطرابات النفسية، وتبعده عن الحلول العلمية والدينية الصحيحة.

التلاعب بالمفاهيم الدينية

من أخطر ما تفعله مدارس الطاقة والتنمية البشرية هو تمييع المفاهيم الدينية. فترى المدربين يفسرون أسماء الله الحسنى والآيات القرآنية بما يتوافق مع معتقداتهم، ويشجعون على التواصل مع "الملأ الأعلى" أو "المرشدين الروحيين" الذين ليسوا سوى شياطين أو جن، حسب ما توضح الدكتورة سندس من خلال المصادر الغربية نفسها.

كما يتم استبدال العبادات الحقيقية مثل الذكر والدعاء والصلاة على النبي بتوكيدات وتمارين تخيلية ومانترا (تعويذات هندوسية)، مما يؤدي إلى خلل في العقيدة وانحراف عن المنهج الإسلامي الصحيح.

التنمية البشرية: بين الحقيقة والوهم

تنتقد الدكتورة سندس بشدة ما يسمى بالتنمية البشرية، وترى أنها الباب الذي دخلت منه معظم الخرافات إلى المجتمعات العربية. فبدلاً من أن تركز على تطوير المهارات الحقيقية، أصبحت تروج لفكرة أن الإنسان قادر على كل شيء، وأنه يصنع قدره بنفسه، وأنه يمكنه التحكم في الكون عبر أفكاره ومشاعره.

وتشير إلى أن هذه الأفكار تؤدي في النهاية إلى تضخم الأنا والشعور الزائف بالقدرة، مما يوقع الإنسان في الإحباط والاكتئاب عندما يصطدم بالواقع. وتستشهد بحالات واقعية مثل وفاة ستيف جوبز، الذي رفض العلاج الطبي ولجأ إلى معالجي الطاقة، وانتهى به الأمر إلى الوفاة.

خطورة "أسلمة" الطاقة والتنمية البشرية

أحد أخطر الأساليب التي يعتمدها مروجو الطاقة والتنمية البشرية هو تقديم أفكارهم بغطاء إسلامي، فيوهمون الناس أن هذه الممارسات تقربهم إلى الله، أو أنها نوع من الذكر أو العبادة. وتوضح الدكتورة سندس أن هذا الأسلوب نجح في استقطاب الكثيرين في البداية، لكن مع تزايد الوعي بدأت الحقائق تتكشف، وبدأ الكثيرون في العودة إلى الطريق الصحيح.

أهمية التوعية ودور القنوات المتخصصة

تشدد الدكتورة سندس على أهمية التوعية المستمرة، وتدعو إلى نشر المقاطع التوعوية القصيرة والطويلة على حد سواء، حتى تصل الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الناس. وتؤكد أن كل كلمة أو مقطع قد يكون سببًا في إنقاذ إنسان أو عائلة من الوقوع في براثن هذه الخرافات.

وتشيد بتجارب التائبين من مدربي الطاقة والتنمية البشرية، وتدعوهم إلى مشاركة قصصهم حتى تكون عبرة للآخرين.

نصائح للممارسين والمدربين

توجه الدكتورة سندس رسائل مهمة إلى الممارسين والمدربين:

  • للممارسين: استعينوا بالله وابتعدوا عن هذا الطريق، فهو لا يؤدي إلى خير، بل إلى دمار نفسي وديني. العودة إلى الله والتوبة الصادقة كفيلة بأن تعيد للإنسان راحته وسلامه الداخلي.
  • للمدربين: حتى لو كنت قد ارتبطت بعقود أو التزامات في هذا المجال، فباب التوبة مفتوح. كثيرون عادوا وتابوا وأصبحوا أقوى من قبل. لا تجعلوا الشيطان يسيطر عليكم، وتذكروا أن المال أو الشهرة لا تساوي شيئًا أمام خسارة الدين والآخرة.

كيف نحتوي المخالفين؟

تدعو الدكتورة سندس إلى احتواء المخالفين وعدم نبذهم، خاصة الشباب والفتيات الذين دخلوا هذه المجالات عن جهل أو بحثًا عن حل لمشاكلهم. وتؤكد أن غياب القدوة الدينية الصحيحة وضعف الحوار الأسري ساهما في انتشار هذه الظواهر، وأن الحل يكمن في تقديم النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالهجوم أو التهكم.

الرد على شبهات التناسخ والعلوم الزائفة

تناولت الحلقة أيضًا الرد على بعض الشبهات المنتشرة مثل تناسخ الأرواح، وأكدت أن هذه العقيدة تتعارض كليًا مع الإسلام، وأن العلماء أجمعوا على كفر من يعتقد بها. كما تم التوضيح أن أي دراسة علمية يجب أن تخضع للمنهج العلمي الصارم، ولا يجوز تصديق كل ما ينشر في الإنترنت أو المجلات غير المعتمدة.

الختام: رسالة أمل ومسؤولية

في نهاية اللقاء، أكدت الدكتورة سندس أن السحر والشعوذة عادا في عصرنا الحديث بشكل جديد، تحت مسميات براقة مثل الطاقة والتنمية البشرية. ودعت الجميع إلى التمسك بالعلم الصحيح والدين القويم، وعدم الانسياق وراء كل جديد دون تحقق وتدبر.

كما شددت على أن كل جهد في التوعية، مهما كان صغيرًا، قد يكون سببًا في هداية إنسان أو إنقاذ عائلة. ودعت إلى التعاون والتكاتف بين القنوات والمبادرات التوعوية، حتى يتم القضاء على هذه الخرافات من جذورها.

خلاصة المقال

  • الطاقة والتنمية البشريةليست علومًا حقيقية، بل تحمل في طياتها الكثير من الخرافات والانحرافات الدينية.
  • الأسلمة الزائفةلهذه الممارسات أخطر من الممارسات نفسها، لأنها تلبس الباطل ثوب الحق.
  • التوعية المستمرةونشر التجارب الحقيقية هما السبيل لإنقاذ المجتمع من هذه الظواهر.
  • العودة إلى الدين والعلم الصحيحهو الحل لكل من يبحث عن السعادة والنجاح الحقيقي.

شارك المقال مع من تحب، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص من براثن الخرافة.

لمتابعة المزيد من التوعية، يمكنكم زيارة قناة الدكتورة سندس على يوتيوب ومتابعة أحدث الحلقات والمقاطع التوعوية.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك