🔵 لقاء خاص : الدكتور يوسف مسلم ( إستشاري سلوكي معرفي ) هل الطاقة تعنى بالنفس أو بالروح

قناة: سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم "علوم الطاقة" و"التنمية البشرية" و"البرمجة اللغوية العصبية" بشكل واسع في العالم العربي. وأ

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
4 دقائق
0

هل الطاقة تعنى بالنفس أم بالروح؟

لقاء خاص مع الدكتور يوسف مسلم – استشاري سلوكي معرفي

قناة: سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم "علوم الطاقة" و"التنمية البشرية" و"البرمجة اللغوية العصبية" بشكل واسع في العالم العربي. وأصبحت هذه المفاهيم محور نقاش وجدل بين المختصين والعامة، خاصة في ظل تداخلها مع علم النفس والروحانيات. في هذا المقال، نستعرض أبرز ما جاء في اللقاء مع الدكتور يوسف مسلم، استشاري العلاج السلوكي المعرفي، حول الفروق الجوهرية بين علم النفس وعلوم الطاقة، وما إذا كانت الأخيرة تعنى بالنفس أم بالروح، مع تحليل علمي وشرعي وواقعي لهذه الظواهر.

مثلث النعمة: الأمن، العافية، الكفاية

يبدأ الدكتور يوسف مسلم حديثه بتوضيح الاحتياجات الإنسانية الأساسية، والتي وصفها بـ"مثلث النعمة"، مستشهداً بحديث النبي محمد ﷺ:

"من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها."

هذه الاحتياجات الثلاثة هي:

  • الأمن: الشعور بالسلام الداخلي والأمان النفسي والاجتماعي.
  • العافية: صحة الجسد والنفس وخلوهما من الأمراض.
  • الكفاية: الاكتفاء المادي والاجتماعي وتحقيق الرضا الذاتي.

هذه الاحتياجات أصبحت مدخلاً رئيسياً للمدربين في مجالات الطاقة والتنمية البشرية، حيث يروجون لأنفسهم بأنهم قادرون على تحقيق هذه الجوانب الثلاثة للإنسان.

كيف تقدم مدارس الطاقة حلولها؟

تقدم مدارس الطاقة حلولاً لكل ضلع من أضلاع مثلث النعمة:

  • الأمن والسلام الداخلي: من خلال التأمل، اليوغا، الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، و"تنظيف" الطاقة السلبية.
  • العافية: عبر ممارسات مثل الريكي، وتنظيف الشاكرات، وادعاء وجود طاقة إيجابية وسلبية في الجسد.
  • الكفاية: عبر أفكار مثل "قانون الجذب"، حيث يُقال للمتدرب إن التفكير الإيجابي والنية القوية كفيلان بتحقيق المال والمكانة.

لكن السؤال الجوهري: هل هذه الممارسات تقدم حلولاً حقيقية وواقعية؟ وهل هي مبنية على علم النفس أم على مفاهيم روحية أو فلسفية أخرى؟

علم النفس: تعريفه وحدوده

يوضح الدكتور يوسف أنعلم النفسهو العلم الذي يدرس السلوك البشري والعمليات العقلية، ويبحث في أسباب التصرفات والنتائج المترتبة عليها، ويقدم تطبيقات عملية مبنية على البحث العلمي.

  • علم النفس العلمي: يعتمد على التجربة والبحث العلمي، ويدرس الأعصاب، الهرمونات، النمو الذهني، ويطبق في الطب النفسي والعلاج السلوكي.
  • علم النفس الفلسفي: يستند إلى الفلسفات الإنسانية مثل نظرية ماسلو للحاجات، أو الفلسفة الوجودية، ويقدم رؤى حول معنى الحياة ودور الإنسان.
  • علم النفس الإسلامي: يدرس النفس البشرية من منظور إسلامي، ويأخذ بعين الاعتبار اليوم الآخر والعبودية لله، ويعالج قضايا مثل التزكية والنماء الروحي.

علوم الطاقة: هل هي علم نفس أم علم روح؟

هنا يوضح الدكتور يوسف أنعلوم الطاقةلا تدرس السلوك أو العمليات العقلية، بل تركز على الروح وفق مفاهيم فلسفية ودينية شرقية وغربية قديمة.في هذه المدارس:

  • الروحهي محور البحث، وليست النفس.
  • الهدف هو "ارتقاء الروح" أو "الاتصال بالعقل الكوني" أو "الروح الكبرى".
  • تُستخدم مصطلحات حديثة مثل "الطاقة الإيجابية والسلبية" بدلاً من "الأرواح الشريرة والخيرة" في المعتقدات القديمة.
  • تُروج لممارسات مثل اليوغا والتأمل كوسيلة لفصل الروح عن الجسد، أو لتحقيق "الخلاص" و"السلام الداخلي".

هذه المفاهيم ليست جديدة، بل هي إعادة تدوير لأفكار قديمة من الفلسفات الهندية والبوذية والوثنية، مع تحديث في المصطلحات لتناسب العصر الحديث.

الفرق الجوهري بين علم النفس وعلوم الطاقة

  • علم النفسيبحث في النفس البشرية، سلوكها، تفكيرها، ويقدم حلولاً عملية وعلمية لمشاكلها.
  • علوم الطاقةتبحث في الروح، وتستند إلى عقائد فلسفية وروحانية غير مثبتة علمياً، وغالباً ما تتعارض مع العقيدة الإسلامية.

يؤكد الدكتور يوسف أن مدارس الطاقة تعتمد على "العقيدة" وليس على "العلم"، فالإيمان عندهم يكون بالكون أو الروح الكبرى أو العقل الكوني، وليس بالله عز وجل كما في الإسلام.

مخاطر علوم الطاقة والتنمية البشرية الزائفة

يحذر الدكتور يوسف من عدة مخاطر لهذه العلوم:

  • تبديل المرجعيات: استبدال الاستعانة بالله بالاستعانة بالنفس أو الكون.
  • تغيير المصطلحات: استخدام مصطلحات براقة (مثل طاقة الأسماء الحسنى، الشاكرات الإسلامية) لإضفاء الشرعية على ممارسات غير شرعية أو غير علمية.
  • إفساد العقيدة: إدخال مفاهيم مثل "الاستحقاق" و"قانون الجذب" التي تتعارض مع التوكل على الله وفهم القضاء والقدر.
  • الضرر النفسي والاجتماعي: كثير من ضحايا هذه الممارسات يعانون من الإحباط، الفشل، القطيعة الأسرية، وضياع الوقت والمال دون نتائج حقيقية.

كيف تميز بين العلم الحقيقي والزائف؟

ينصح الدكتور يوسف باتباع الخطوات التالية:

  • تحقق من المصطلحات: ابحث عن أصل المصطلح، هل هو علمي أم فلسفي أم ديني؟ هل له أصل في الشريعة أو العلم التجريبي؟
  • ارجع للأصول: هل هذه الممارسات لها جذور في الإسلام أو في علوم الطب والنفس الحقيقية؟
  • وازنها بالعلم والعقل والشرع: لا تقبل أي ممارسة لمجرد شهرتها أو بريقها، بل ضعها في ميزان العقل والعلم والدين.

علم النفس الإسلامي: البديل الآمن

يؤكد الدكتور يوسف أن هناك بدائل علمية وشرعية راسخة، مثلعلم النفس الإسلامي، الذي يدرس النفس البشرية في ضوء القرآن والسنة، ويعالج قضايا التزكية، النماء، التوازن بين الدنيا والآخرة، ويأخذ بعين الاعتبار حقيقة الإنسان كمخلوق وعبده لله.

من رواد هذا المجال في العصر الحديث:- الدكتور مالك بدري- الدكتور عبد الله الصبيح- الدكتور خالد الجابروغيرهم من الباحثين والمختصين الذين يقدمون محتوى علمياً وشرعياً متيناً.

نصيحة ختامية

يختتم الدكتور يوسف بنصيحة مهمة:

"احرص على أن تأخذ دينك وعلمك النفسي من مصادر نقية وصافية، ولا تنخدع بالمصطلحات البراقة أو الوعود السريعة. قناعاتك هي التي تشكل منهج حياتك، فاخترها بعناية."

مصادر لمتابعة الدكتور يوسف مسلم

  • قناة الدكتور يوسف مسلم على يوتيوب
  • قناة الدكتور يوسف مسلم على تيليجرام
  • قناة البرهان على تيليجرام (للتدريب والتصدي للعلوم الزائفة)

خلاصة

علوم الطاقة ليست من علم النفس، بل هي امتداد لفلسفات روحية قديمة، وغالباً ما تتعارض مع العقيدة الإسلامية والعلم الحديث. أما علم النفس، فهو علم راسخ له أصوله ومرجعياته، ويمكن الاستفادة منه في ضوء الشريعة.كن واعياً، وميز بين العلم الحقيقي والزائف، واحرص على بناء قناعاتك من مصادر موثوقة.

إعداد وتحرير: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك