اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

القرابين والعهود والنذور في مدارس الطاقة والوعي: حقيقة خفية يجب أن تعرفها

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي ظواهر جديدة تحمل أسماء براقة مثل “مدارس الطاقة”، “الوعي”، “الخيمياء”، و”التأمل”. تقدم هذه المدارس نفسها كط

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي ظواهر جديدة تحمل أسماء براقة مثل “مدارس الطاقة”، “الوعي”، “الخيمياء”، و”التأمل”. تقدم هذه المدارس نفسها كطرق للتنمية الذاتية، الشفاء الروحي، أو حتى كعلوم حديثة مستمدة من الفيزياء والطب النفسي. لكن خلف هذه الشعارات الجذابة، تكمن ممارسات خطيرة تتعلق بالقرابين، العهود، والنذور، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسحر والشرك بالله، دون أن يشعر كثير من الممارسين بذلك.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على هذه المفاهيم، ونكشف كيف يتم تمريرها بطرق خفية في دورات الطاقة والتأمل، ولماذا يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكون على وعي بهذه المخاطر.

1. ما هي القرابين والعهود والنذور؟

  • العهود: هي اتفاقيات أو مواثيق تُبرم بين الإنسان والجن أو الشياطين، وغالبًا ما تتم عبر طقوس معينة. هذه العهود تكون ملزمة للطرفين، ولا يمكن فكها إلا بشروط قاسية، وغالبًا ما تتطلب تقديم تنازلات دينية أو أخلاقية خطيرة.
  • القرابين: هي كل ما يُقدم من طعام، أو ذبح، أو حتى أفعال محرمة (كالمعصية أو البدعة)، بقصد التقرب إلى كيان غيبي أو طلب خدمة منه. قد تكون القرابين مواد مادية (طعام، بخور، دم...) أو أفعال معنوية (إهانة النعم، الزنا المقدس، إلخ).
  • النذور: هي التزام الممارس بتقديم شيء معين (مال، ذبيحة، طعام...) إذا تحقق له مطلب ما، وغالبًا ما يكون النذر موجّهًا لغير الله، كالأرواح أو الكواكب أو الشياطين.

2. كيف تسلل مفهوم القرابين والعهود إلى مدارس الطاقة والوعي؟

قد يظن البعض أن هذه المفاهيم مقتصرة على السحر التقليدي أو حضارات قديمة، لكن الحقيقة أن مدارس الطاقة والتأمل الحديثة أعادت تدويرها بطرق جديدة، ودمجتها ضمن تمارينها وطقوسها تحت مسميات مثل “توكيدات”، “تطهير الروح”، “رحلات التنوير”، “تحرير الطاقة الجنسية”، وغيرها.

غالبًا، لا يُقال للممارس صراحةً: “أنت تقدم قربانًا للشيطان”، بل يتم تمرير هذه الممارسات ضمن تمارين أو طقوس تبدو في ظاهرها بريئة أو علمية، مثل:

  • كتابة الأمنيات بالدم ووضعها تحت الوسادة.
  • ممارسة التأمل العميق مع ترديد عبارات “أنا أخلق واقعي”، أو “كن”، أو “أنا”، وهي عبارات تحمل في طياتها شركًا خفيًا.
  • تقديم الطعام أو الحليب أو العسل في أماكن معزولة كقرابين “للطاقة” أو “للملائكة”.
  • ارتداء أو تعليق تمائم وأحجار كريمة بزعم جلب الحظ أو الحماية.
  • طقوس جماعية تشمل الرقص أو خلع الملابس أو حتى ممارسات جنسية تحت مسمى “تحرير الطاقة” أو “تطهير الروح”.

3. أخطر ما في الأمر: التحول العقائدي الخفي

المشكلة الكبرى ليست فقط في الأفعال الظاهرة، بل في التحول العقائدي الذي يحدث تدريجيًا للممارس. إذ يُزرع في ذهنه أن الكون هو الإله، أو أن هناك “مصدرًا مطلقًا” غير الله، أو أن الشفاء والتوفيق بيد الكواكب أو الطاقات، وليس بيد الله وحده.

ومع الوقت، يصبح الممارس متعلقًا بهذه الطقوس، ويشعر أنه لا يستطيع التوبة أو العودة إلى الله بسبب “عهود” أو “مواثيق” أبرمها دون وعي، فيفقد يقينه بالله، ويقع في الشرك الأكبر دون أن يدري.

4. أنواع القرابين والعهود في مدارس الطاقة

تتنوع أشكال القرابين والعهود والنذور بحسب المدرسة والمستوى، ومن أشهرها:

  • قرابين الطعام: وضع أنواع معينة من الطعام في أماكن محددة (غرف مغلقة، تحت الأشجار، دورات المياه...) بنية الاستدعاء أو التقرب.
  • قرابين الدم: كتابة الأمنيات أو التعاويذ بالدم، أو تقديم الذبائح في أوقات وأوضاع معينة.
  • قرابين الجسد: وتشمل ممارسات جنسية محرمة (زنا مقدس، لواط مقدس، سحاق مقدس) بحجة “تحرير الطاقة الجنسية”.
  • قرابين الأحجار والتمائم: تعليق أو ارتداء أحجار كريمة أو رموز معينة بزعم الحماية أو جلب الرزق.
  • العهود المكتوبة أو المنطوقة: ترديد عبارات أو كتابة مواثيق مع “الكون” أو “الطاقة” أو “المرشد الروحي”.
  • النذور: الالتزام بتقديم شيء (مال، طعام، ذبيحة) إذا تحقق مطلب معين، وغالبًا ما يكون النذر لغير الله.

5. رحلات التنوير وطقوس الاستنارة: الوجه الخفي للفساد

من أخطر ما يُمارس في بعض مدارس الطاقة، ما يُسمى “رحلات التنوير” أو “رحلات الاستنارة”، حيث يُجمع المشاركون في أماكن معزولة، وتُمارس طقوس جماعية تشمل:

  • تقديم قرابين جماعية (طعام، دم، بخور).
  • طقوس عري جماعي، رقص، أو ممارسات جنسية جماعية.
  • رسم رموز سحرية على الجسد بدم الذبائح.
  • استخدام المخدرات أو المهلوسات لتعطيل العقل الواعي.
  • ترديد تعاويذ أو صلوات بلغات غريبة.

هذه الطقوس تهدف إلى “فتح البوابات” كما يزعمون، لكنها في حقيقتها استحضار للشياطين، وإخراج الإنسان من عبادة الله إلى عبادة الشيطان أو الأوثان.

6. الشاكرات والأحجار: سحر مقنع بثوب علمي

من أشهر ما يُروج له في مدارس الطاقة مفهوم “الشاكرات” و”تفعيل الأحجار الكريمة”. لكل شاكرة (مركز طاقة مزعوم) كوكب، ولكل كوكب إله، ولكل إله ملك من الشياطين. يُطلب من الممارس وضع حجر معين، أو ترديد تعاويذ، أو تقديم قرابين في أيام محددة من الأسبوع، وكل ذلك يُمرر على أنه “علم طاقة” أو “توازن روحي”، بينما هو في حقيقته طقوس سحرية وثنية.

7. من المستفيد؟ وكيف نحمي أنفسنا وأهلنا؟

الحقيقة المؤلمة أن كثيرًا من مدربي الطاقة والوعي في العالم العربي هم في الأصل سحرة أو ممارسون لطقوس شركية، لكنهم يقدمون أنفسهم بثوب “مدرب وعي” أو “مدرب تأمل” لجذب الناس وكسب المال. وهناك من يجهل حقيقة ما يمارسه، لكنه يروج لهذه الطقوس بحسن نية أو جهل.

لحماية نفسك وأهلك:

  • لا تدخل أي دورة أو ممارسة تحمل طابعًا غامضًا أو طقوسًا غير مألوفة، خاصة إذا تضمنت توكيدات غريبة، طقوسًا جماعية، أو طلبات غير منطقية.
  • راجع دائمًا مصادر العلوم التي تتعلمها، وابحث عن أصلها ومنشأها.
  • لا تردد عبارات أو تمارس طقوسًا لا تفهم معناها أو أصلها.
  • احذر من التمائم، الأحجار، أو الرموز التي تُعلق أو تُلبس بزعم الحماية أو جلب الحظ.
  • إذا وقعت في شيء من ذلك، فباب التوبة مفتوح، ولا يوجد عهد أو ميثاق يمنعك من العودة إلى الله، فالله أعظم من كل مخلوق.

8. الخلاصة: احذروا السم في العسل!

مدارس الطاقة والوعي والتأمل ليست مجرد “علوم حديثة” أو “تدريبات نفسية”، بل تحمل في طياتها طقوسًا شركية ومواثيق خفية، قد تخرج الإنسان من دينه دون أن يشعر. لا تنخدعوا بالمصطلحات البراقة، وابحثوا دومًا عن الحقيقة، وعودوا إلى كتاب الله وسنة نبيه، فهما الحصن الحصين من كل ضلال.

واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.

مصادر للمزيد من البحث:

  • ابحث عن “العصر الجديد New Age” وفلسفاته.
  • اقرأ عن “الثيوصوفية” و”الماسونية” ودورها في نشر هذه الأفكار.
  • راجع كتب علماء المسلمين في الرد على وحدة الوجود، الحلول، التناسخ، وبدع الصوفية.

حفظ الله ديننا وأبناءنا وبناتنا من كل شر، ووفقنا للثبات على التوحيد.

https://www.youtube.com/watch?v=xa2V2W6-Wcg

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك