🔵 الرد : على مقطع طاقة الحجر الأسود وطاقة الكعبة الذي أنتشر مؤخرا

انتشر مؤخرًا مقطع فيديو يتحدث عن طاقة الحجر الأسود وطاقة الكعبة المشرفة، ويدّعي وجود دراسات علمية تثبت أن الكعبة والحجر الأسود يمتلكان طاقة خاصة تؤثر

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
4 دقائق
0

الرد العلمي على مقطع "طاقة الحجر الأسود وطاقة الكعبة" المنتشر مؤخرًا

انتشر مؤخرًا مقطع فيديو يتحدث عن طاقة الحجر الأسود وطاقة الكعبة المشرفة، ويدّعي وجود دراسات علمية تثبت أن الكعبة والحجر الأسود يمتلكان طاقة خاصة تؤثر على الإنسان، وتصل إلى حد تخزين الأسماء و"شحن" الإنسان بالطاقة لمدة عام كامل! في هذا المقال سنتناول هذه الادعاءات من منظور علمي وشرعي، ونوضح حقيقة ما يُقال حول هذا الموضوع، ونحذر من مخاطر الانسياق وراء مثل هذه الأفكار.

مقدمة: بين العلم والدين والشائعات

منذ القدم، ارتبطت الأماكن المقدسة في الوعي الجمعي للمسلمين بمكانة روحية عظيمة، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت موجة من ربط هذه الأماكن بمفاهيم "الطاقة" و"الشحن" و"المجالات المغناطيسية"، مستندة أحيانًا إلى مصطلحات علمية أو إشارات دينية غير دقيقة. فهل لهذه الادعاءات أساس علمي أو شرعي؟

الادعاءات المنتشرة حول طاقة الكعبة والحجر الأسود

يقول بعض مدربي "الطاقة" أن الطواف حول الكعبة المشرفة يعيد معايرة خلايا الجسم، ويمنح الإنسان طاقة تكفيه لعام كامل، وأن الحجر الأسود يرسل إشعاعات بطول 700 متر تلتقط أسماء الطائفين وتسجلها، بل ويُقال إن له "باركود" خاص يتفاعل مع قلب الإنسان! ويستشهد البعض بموسوعات علمية عالمية مثل الموسوعة البريطانية لإضفاء مصداقية علمية على هذه الأقوال.

أمثلة من هذه الادعاءات:

  • الطواف حول الكعبة يعيد ترتيب خلايا الجسم بنمط "موجب – سالب" مثل البطارية.
  • الحجر الأسود ليس من مكونات الأرض، بل يرسل إشعاعات تلتقط أسماء الطائفين بسرعة 10,000 اسم في الثانية.
  • يجب توجيه "باركود القلب" نحو الحجر الأسود ليتم تسجيل الاسم.
  • لمس أو تقبيل الحجر الأسود شرط لتفعيل هذه الطاقة أو التسجيل.
  • الطواف الصحيح يمنح طاقة روحية وجسدية تكفي الإنسان لعام كامل.

تفنيد الادعاءات: أين الدليل العلمي؟

عند البحث في المصادر العلمية الموثوقة مثل الموسوعة البريطانية أو الأبحاث الجيولوجية، لا نجد أي ذكر لهذه الادعاءات. لا يوجد أي بحث منشور أو تجربة علمية موثقة تثبت أن الحجر الأسود يرسل إشعاعات أو يمتلك قدرة على تخزين الأسماء أو التأثير على خلايا الجسم بهذا الشكل.

ملاحظات هامة:

  • غياب الدراسات:كل من يدّعي وجود دراسات علمية حول هذا الموضوع لا يقدم أي وثيقة أو مرجع علمي حقيقي. الادعاء بوجود "دراسات" دون ذكر تفاصيلها أو نشرها هو أسلوب شائع في ترويج الشائعات.
  • المصطلحات العلمية المغلوطة:استخدام كلمات مثل "باركود"، "إشعاع"، "موجب وسالب" في غير سياقها العلمي الصحيح يهدف فقط إلى إبهار المستمعين وليس له أساس من الصحة.
  • التجارب الشخصية ليست دليلاً علميًا:الشعور بالخفة أو الراحة بعد الطواف هو أمر روحي ونفسي طبيعي في أماكن العبادة، ولا يعني وجود طاقة فيزيائية خارقة.

الجانب الشرعي: خطورة ربط العبادات بمفاهيم باطلة

الإسلام دين قائم على الوحي والعقل، ويحذر من القول على الله بغير علم. ربط العبادات بمفاهيم الطاقة أو الإشعاع أو غيرها من الأمور غير المثبتة علميًا أو شرعيًا هو أمر خطير، لأنه قد يؤدي إلى تغيير النية في العبادة، أو حتى التشكيك في صحة العبادات نفسها.

قال تعالى:

"وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون"(سورة الأعراف: 33)

مخاطر هذه الادعاءات:

  • تشويه العقيدة:قد يظن البعض أن القرب من الله أو قبول العبادة مرهون بمفاهيم طاقة أو شحن جسدي، وهذا مخالف لمقاصد الشريعة.
  • إثارة الشكوك:إذا اقتنع الإنسان أن عبادته غير صحيحة إلا إذا وجه قلبه بزاوية معينة أو لمس الحجر الأسود، فقد يؤدي ذلك إلى الوسواس أو حتى ترك العبادة.
  • فتح باب البدع:مثل هذه الأفكار تفتح الباب أمام خرافات أخرى، وتؤدي إلى الابتعاد عن جوهر الدين.

لماذا يصدق الناس هذه الادعاءات؟

غالبًا ما يتم ترويج هذه الأفكار بأسلوب مؤثر، مع استخدام عبارات مثل "أثبت العلم"، "بحسب الموسوعة البريطانية"، أو "دراسات حديثة"، دون تقديم أي دليل حقيقي. كما أن بعض مقدمي هذه الأفكار يحملون ألقابًا أكاديمية أو صفات "خبير دولي"، مما يعطيهم مصداقية وهمية.

نصائح للتمييز بين العلم والشائعات:

  • اطلب الدليل:لا تكتفِ بسماع "أثبتت الدراسات"، بل اسأل عن اسم الدراسة، الباحثين، وتاريخ النشر.
  • راجع المصادر الأصلية:ابحث بنفسك في الموسوعات والمراجع العلمية الموثوقة.
  • استشر أهل العلم:في الأمور الشرعية، راجع العلماء الموثوقين، ولا تعتمد على مدربي الطاقة أو غير المتخصصين.
  • انتبه للمصطلحات:إذا وجدت خلطًا بين المصطلحات العلمية والدينية، فغالبًا ما يكون ذلك دليلًا على ضعف الحجة.

خلاصة: العبادة بين الروح والعلم

الكعبة المشرفة والحجر الأسود لهما مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، لكن عظمة هذه الأماكن مرتبطة بالوحي والشريعة، لا بالخرافات أو الطاقة المزعومة. العبادة في الإسلام قائمة على الإخلاص لله واتباع السنة، وليس على مفاهيم الطاقة أو الشحن الجسدي.

لنحذر جميعًا من الانسياق وراء الشائعات، ولنحافظ على نقاء عقيدتنا وصدق عبادتنا. العلم الحقيقي لا يتعارض مع الدين، بل يدعمه ويزيده وضوحًا، أما الخرافات فلا مكان لها في دين الله.

رسالة أخيرة

إذا صادفت مقاطع أو منشورات تدّعي وجود طاقة خارقة في الكعبة أو الحجر الأسود أو غيرها من الشعائر، فتمهل، وابحث عن الحقيقة من مصادرها الموثوقة. ولا تنسَ أن تقول:

"اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه."

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك