🔵 الرد على أعراض : كرهك لأمك وتبلد مشاعرك وعدم شعورك بالفرح والحزن ( أعراض ممارسات الطاقة )
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض الشباب والفتيات ظواهر نفسية غريبة مثل تبلد المشاعر، فقدان القدرة على الفرح أو الحزن، وحتى مشاعر الكراهية تجاه الأم
الرد على أعراض: كرهك لأمك وتبلد مشاعرك وعدم شعورك بالفرح والحزن (أعراض ممارسات الطاقة)
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض الشباب والفتيات ظواهر نفسية غريبة مثل تبلد المشاعر، فقدان القدرة على الفرح أو الحزن، وحتى مشاعر الكراهية تجاه الأم أو أفراد الأسرة. كثيرون يربطون هذه الأعراض بممارسات ما يسمى "الطاقة" أو "اليوغا الطاقية" وقراءة بعض الكتب التي تروج لمفاهيم غامضة حول الوعي وتحرير الذات. في هذا المقال، نستعرض تجارب واقعية ونصائح عملية حول هذه الظواهر، ونوضح كيفية التعامل معها من منظور نفسي وديني.
كيف تبدأ المشكلة؟
تبدأ القصة غالبًا ببحث الإنسان عن السعادة أو الراحة النفسية، فيلجأ إلى كتب أو دورات في مجال الطاقة أو التنمية الذاتية. من أشهر هذه الكتب "السماح بالرحيل" لديفيد هاوكينز و"الحضور" لمايكل براون، والتي حذر منها كثير من المتخصصين، حيث لاحظوا أن بعض القراء أصيبوا بعدها بتبلد المشاعر، وفقدان القدرة على التفاعل الإنساني الطبيعي مع الفرح أو الحزن.
إحدى الفتيات تروي:
"قرأت كتب السماح بالرحيل والحضور، وأصبت بعدها ببلادة المشاعر. لم أعد أبكي على فقدان أحد، ولا أفرح لفرح أحد. أصبحت كأنني جسد بلا روح."
الأسباب النفسية والروحية لتبلد المشاعر
1.الصدمة العاطفية وتأثيرها على الدماغ
يقارن بعض المختصين بين تأثير الصدمات العاطفية وتأثير الممارسات الشيطانية على الإنسان، فكلاهما يؤديان إلى خلل في كيمياء المخ، ويمنعان إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والإندورفين. النتيجة: الإنسان يشعر بأنه محاصر في حالة من الجمود العاطفي، غير قادر على الخروج منها.
2.تأثير ممارسات الطاقة
بعض تمارين الطاقة والبرمجة العقلية تروج لفصل الإنسان عن مشاعره الطبيعية، بحجة "تحرير الذات" أو "إلغاء التعلق". لكن في الحقيقة، كثير من الممارسين يصفون أنفسهم بعد فترة بأنهم فقدوا القدرة على التفاعل الإنساني، حتى مع أقرب الناس إليهم.
3.الأدوية النفسية
هناك من يلجأ للأدوية المضادة للاكتئاب، والتي قد تساعد أحيانًا في رفع هرمون السيروتونين، لكنها في بعض الحالات تسبب أيضًا تبلدًا في المشاعر، حيث يشعر الإنسان بثقل في صدره، ولا يستطيع البكاء أو حتى الابتسام بشكل طبيعي.
مظاهر تبلد المشاعر
- عدم القدرة على البكاء أو الحزن في المواقف المؤلمة.
- عدم الشعور بالفرح حتى في الأحداث السعيدة.
- فقدان التعاطف مع الآخرين، حتى مع أفراد الأسرة.
- مشاعر كراهية أو نفور من الأم أو الأب دون سبب واضح.
- الشعور بأنك تعيش كأنك "جسد بلا روح".
لماذا يصل البعض إلى كراهية الأم؟
من أخطر الأعراض التي ظهرت لدى بعض ممارسي الطاقة أو قراء كتب الوعي الزائف، هو تحول مشاعرهم تجاه الأم إلى كراهية أو نفور. ويعود ذلك إلى عدة أسباب:
- برمجة عقلية خاطئة:بعض الدورات أو الكتب تروج لفكرة أن كل مشاكل الإنسان سببها الأم، فيبدأ الشخص في تحميل أمه كل إخفاقاته، ويبتعد عنها عاطفيًا.
- قطع الحبال الأثيرية:وهي ممارسة منتشرة في بعض مدارس الطاقة، يدّعون فيها أن قطع الروابط مع الأم أو الأسرة يحرر الإنسان، بينما النتيجة الحقيقية هي العزلة وفقدان البركة.
- تضخيم أخطاء الماضي:يتم تضخيم أي موقف سلبي حدث مع الأم في الطفولة، حتى يصبح الشخص غير قادر على رؤية أي إيجابيات في علاقته معها.
كيف يمكن استعادة المشاعر الطبيعية؟
1.الاعتراف بالمشكلة والتوبة
أول خطوة هي الاعتراف بأن ما حدث هو نتيجة ممارسات خاطئة أو أفكار مغلوطة، ثم التوبة الصادقة إلى الله وطلب المغفرة.
2.العودة إلى الله والعبادات
كثير من المتعافين يروون أن الاستغفار، وقراءة القرآن بتدبر، وخاصة سورة البقرة، والمواظبة على قيام الليل والدعاء بإخلاص، كانت من أهم أسباب عودتهم إلى طبيعتهم الإنسانية.
"كنت أظن أنني لن أعود لطبيعتي أبدًا، لكن مع كثرة الدعاء والاستغفار، بدأت أستعيد مشاعري تدريجيًا، حتى بكيت من خشية الله بعد سنوات من الجفاف العاطفي."
3.إصلاح العلاقة مع الأم
من المهم جدًا محاولة التقرب من الأم، وطلب رضاها، والإحسان إليها، حتى لو شعر الإنسان في البداية بجمود أو نفور. مع الوقت، وبالدعاء والعمل الصادق، تعود العلاقة إلى طبيعتها، ويعود القلب للين والرحمة.
4.طلب المساعدة من مختص سلوكي
في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى مراجعة أخصائي سلوكي (وليس بالضرورة طبيب نفسي)، ليستفز المشاعر الإنسانية داخله من جديد من خلال تقنيات العلاج السلوكي.
5.الابتعاد عن مصادر البرمجة السلبية
يُنصح بالابتعاد عن الكتب أو الدورات التي تروج للأفكار السلبية عن الأسرة أو الأم، وعدم الانخراط في تمارين الطاقة أو البرمجة العصبية غير الموثوقة.
قصص واقعية عن الشفاء
إحدى المشاركات روت قصة امرأة شفيت من السرطان في مرحلة متقدمة، فقط بفضل الدعاء وقيام الليل، بعد أن أوقف الأطباء علاجها الكيماوي. وتؤكد أن الرجوع إلى الله والثقة في رحمته كانا سببًا في شفائها، رغم عجز الطب عن تفسير حالتها.
خلاصة ونصائح عملية
- لا تيأس من الشفاء:مهما كانت حالتك النفسية أو مشاعرك متبلدة، فكل داء له دواء بإذن الله.
- اجعل علاقتك بالله محور حياتك:المواظبة على الذكر، الاستغفار، قراءة القرآن، والدعاء بإخلاص تفتح أبواب الرحمة وتلين القلوب.
- أصلح علاقتك بأمك:رضا الأم من رضا الله، وبرها يجلب البركة والسعادة.
- استعن بمختص سلوكي عند الحاجة:لا تتردد في طلب المساعدة من أهل الخبرة.
- ابتعد عن مصادر البرمجة السلبية:لا تدع أحدًا يعبث بمشاعرك أو يزرع فيك أفكارًا تهدم إنسانيتك.
كلمة أخيرة
الحياة مليئة بالتحديات، وقد يمر الإنسان بفترات من الجفاف العاطفي أو الاكتئاب، لكن الحل ليس في الهروب أو الانعزال أو تحميل الآخرين المسؤولية. الحل الحقيقي في العودة إلى الفطرة السليمة، والتقرب إلى الله، والإحسان إلى من حولنا، خاصة الوالدين. تذكر دائمًا أن الله قادر على كل شيء، وأن رحمته وسعت كل شيء.
بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة