اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

الريكي: حقيقة مدرسة الطاقة بين العلم والخرافة

في السنوات الأخيرة، انتشرت في عالمنا العربي العديد من مدارس الطاقة والعلاج البديل، ومن أشهرها "الريكي". كثيرون يروجون لها كعلم وفن للعلاج الذاتي والرو

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في عالمنا العربي العديد من مدارس الطاقة والعلاج البديل، ومن أشهرها "الريكي". كثيرون يروجون لها كعلم وفن للعلاج الذاتي والروحي والجسدي، ويزعمون أنها تقنية قديمة تساعد على الشفاء وتحقيق التوازن النفسي. لكن ما هي حقيقة الريكي؟ وما أصلها؟ وهل هي فعلاً علمية، أم أنها مجرد خرافة وخطر على العقيدة والصحة النفسية والجسدية؟

في هذا المقال، سنستعرض معًا رحلة الريكي منذ نشأتها، ونكشف أسرارها الخفية، ونوضح رأي العلم والدين فيها، مع الاستماع إلى تجارب واقعية لأشخاص خاضوا هذه التجربة.

أصل الريكي: من الكهانة إلى العالمية

الريكي ليست اختراعًا حديثًا، بل هي ممارسة تعود جذورها إلى آلاف السنين. ظهرت أولاً في الصين القديمة، حيث كانت حكرًا على طبقة الكهنة، ولم يكن مسموحًا للعامة تعلمها أو ممارستها. كان الكهنة يعتبرون أنفسهم مقدسين، ويمنعون عن أنفسهم العلاج الطبي التقليدي، ويعتمدون على الريكي كوسيلة للعلاج الروحي والجسدي، وأحيانًا عن بعد.

في القرن التاسع عشر، أعاد الياباني ميكاو أوسوي إحياء الريكي، وأضاف إليها مفاهيم جديدة، وغيّر اسمها إلى "ريكي" (Reiki). كلمة "ري" تعني "الروح المقدسة" أو "روح الإله"، و"كي" تعني "الطاقة الروحية". انتشرت الريكي في اليابان، ثم انتقلت إلى الغرب عبر أحد تلاميذ أوسوي، حيث تم تعديلها لتناسب الثقافة الغربية، وأضيفت إليها بعض المصطلحات والمفاهيم الجديدة.

أسس الريكي ومفاهيمها

يروج ممارسو الريكي لفكرة أن الإنسان يمتلك طاقة كامنة يمكن تفعيلها وتحريكها عبر الكف، وأن المدرب أو "الماستر" يستطيع نقل هذه الطاقة إلى المريض لتحقيق الشفاء. يدّعون أن مصدر هذه الطاقة هو "الكون" أو "روح الإله"، ويزعمون أن هذه الطقوس لا تتعارض مع الدين، بل أحيانًا يخلطونها بأسماء الله الحسنى أو آيات قرآنية لإضفاء الشرعية عليها.

من المفاهيم الأساسية في الريكي:

  • الرموز والتعويذات: لكل مستوى من مستويات الريكي رموز خاصة (تعويذات) يجب على الممارس تعلمها وتفعيلها، وغالبًا ما تُرسم أو تُتخيل أثناء الجلسات.
  • المرشد الروحي: يعتقدون بوجود "مرشدين روحانيين" أو "أرواح خارقة" تساعد الممارس أثناء الجلسة.
  • الشاكرات: اعتمدت الريكي مفهوم الشاكرات الهندوسي، وهي نقاط طاقة في الجسد يُزعم أنها تتحكم في الصحة النفسية والجسدية.
  • العلاج عن بعد: يدّعون إمكانية إرسال الطاقة من مكان لآخر دون تلامس مباشر.

حقيقة الرموز والتعويذات في الريكي

من أخطر أسرار الريكي، والتي غالبًا ما تُخفى عن المبتدئين، أن فعالية هذه الممارسة تعتمد بشكل أساسي على "تفعيل" رموز وتعويذات خاصة. هذه الرموز ليست مجرد رسومات، بل هي طلاسم ذات أصول وثنية وسحرية، يُعتقد أنها تستدعي "خدامًا" أو "أرواحًا" (في الحقيقة: شياطين) لتعمل في جسد المريض أو الممارس.

هناك أربعة رموز أساسية في الريكي، لكل منها وظيفة محددة، مثل "رمز القوة" و"رمز العلاج عن بعد"، ويُطلب من الممارس رسمها أو تخيلها أو حتى وشمها على جسده أو جسد المريض. ويؤكد بعض المتخصصين أن هذه الرموز لا تعمل إلا إذا تم تفعيلها وفق طقوس معينة، تشمل الترديد والتخيل واستخدام البخور وأحيانًا تقديم القرابين.

الريكي بين العلم والدين

الرأي العلمي

عند البحث في المصادر العلمية الموثوقة، نجد أن جميع الهيئات الطبية والعلمية في العالم ترفض اعتبار الريكي علاجًا معتمدًا أو ذا فاعلية مثبتة. الدراسات والتجارب السريرية لم تجد أي دليل علمي على أن الريكي يمكن أن يعالج الأمراض الجسدية أو النفسية. بل يُصنف الريكي ضمن "العلوم الزائفة" أو "الخرافات"، ويُحذر من استخدامه كبديل للعلاج الطبي الحقيقي.

الرأي الديني

من الناحية الدينية، الريكي يمثل خطرًا كبيرًا على العقيدة الإسلامية. فهو يعتمد على طقوس وثنية، واستدعاء أرواح أو طاقات غير معلومة المصدر، وتفعيل رموز سحرية. كما أن خلطه بأسماء الله أو آيات القرآن لا يُغير من حقيقته، بل يزيد من خطورته، لأنه يلبس الباطل ثوب الحق. وقد حذر العلماء من الوقوع في مثل هذه الممارسات التي قد تصل إلى الشرك بالله.

تجارب واقعية: ضحايا الريكي يتحدثون

في هذا المقال، استمعنا إلى شهادات حية لأشخاص جربوا الريكي أو اقتربوا منه، وكانوا يظنون أنه علم أو علاج طبيعي، فكانت النتيجة كارثية:

  • شهد: أم لجأت للريكي لعلاج تأخر النطق عند ابنها، فوجدت نفسها تدخل في دوامة من الطقوس الغريبة، ورؤية أشياء مخيفة، واضطرابات نفسية، وشعور دائم بالخوف والقلق، حتى تابت إلى الله وابتعدت عن هذه الممارسات.
  • نوف: شابة لم تمارس الريكي بنفسها، لكنها تأثرت بأقاربها الذين خاضوا التجربة، ولاحظت عليهم تغيرات نفسية وجسدية خطيرة، وبدأت تشعر بنفسها بأعراض غريبة، حتى استعانت بالقرآن والرقية الشرعية.
  • تجارب أخرى: كثير من المشاركين في النقاش أكدوا أن الريكي وغيره من علوم الطاقة أدت إلى اضطرابات نفسية، وأحلام وكوابيس مزعجة، وأحيانًا أمراض جسدية غير مفسرة، وأن الخلاص كان دائمًا بالعودة إلى الله والقرآن.

كيف تنتشر الريكي؟ ولماذا يقبل عليها الناس؟

هناك عدة أسباب وراء انتشار الريكي في مجتمعاتنا:

  • استغلال الضعف والمرض: كثير من الناس يلجأون للريكي بسبب معاناتهم من أمراض مزمنة أو مشاكل نفسية، فيستغل بعض المدربين حاجتهم ويعدونهم بالشفاء السريع.
  • الخلط بالدين: بعض المروجين يضيفون لمسات دينية على الريكي، مثل ذكر أسماء الله أو آيات قرآنية، لإقناع الناس بأنها لا تتعارض مع الإسلام.
  • الجهل بحقيقة الريكي: كثيرون يظنون أن الريكي مجرد تدليك أو استرخاء، ولا يعرفون عن الطقوس السحرية والرموز الخفية.
  • التسويق عبر المشاهير: بعض المشاهير والمؤثرين يروجون للريكي على أنه "علم طاقة" أو "تطوير ذات"، مما يغري الشباب والفتيات بتجربته.

نصائح مهمة لحماية نفسك وأهلك

  • لا تلجأ لأي علاج غير معتمد علميًا: صحتك أمانة، فلا تعرضها للخطر باتباع خرافات أو طقوس مجهولة.
  • تعلم دينك جيدًا: المعرفة الصحيحة بالدين تحميك من الوقوع في الشرك أو البدع.
  • احذر من الدورات والبرامج المشبوهة: كثير من مدربي الطاقة يخفون حقيقتهم خلف عناوين براقة.
  • استشر أهل العلم والاختصاص: إذا شعرت بأي اضطراب نفسي أو جسدي، الجأ للطبيب أو الأخصائي النفسي الموثوق.
  • حصن نفسك وأسرتك بالقرآن والأذكار: التحصين اليومي يحميك من وساوس الشيطان وأذى السحرة والمشعوذين.
  • لا تستسلم للفضول أو ضغط الأصدقاء: لا تجرب الريكي أو غيره من علوم الطاقة لمجرد الفضول أو التقليد.

خلاصة القول

الريكي ليست علمًا ولا علاجًا، بل هي خليط من الخرافة والسحر والطقوس الوثنية، تم تغليفها بمصطلحات براقة لتنتشر بين الناس. لا يوجد أي دليل علمي أو ديني يبرر ممارستها، بل هي خطر على الصحة والعقيدة. الحذر كل الحذر من الوقوع في شباكها، ولنعلم أن الشفاء والعافية بيد الله وحده، وأن القرآن والسنة فيهما الكفاية والبركة والطمأنينة.

احمِ نفسك وأهلك، وكن واعيًا، ولا تكن ضحية للوهم أو الجهل.

https://www.youtube.com/watch?v=Q7ntAWpYu1Q

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك