اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

الريكي والطاقة تحت المجهر: تجربة حقيقية وتحليل علمي وشرعي

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي موجة من ممارسات العلاج بالطاقة، مثل الريكي والبرانا، تحت عناوين براقة مثل "الشفاء الذاتي" و"رفع الوعي" و"ج

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي موجة من ممارسات العلاج بالطاقة، مثل الريكي والبرانا، تحت عناوين براقة مثل "الشفاء الذاتي" و"رفع الوعي" و"جذب الطاقة الإيجابية". كثيرون انجذبوا لهذه الدورات والجلسات، خاصة في أوقات الأزمات الصحية أو النفسية، أو بحثًا عن حلول سريعة لمشاكلهم أو مشاكل أبنائهم. لكن ما حقيقة هذه الممارسات؟ وما أثرها على الصحة والعقيدة؟ في هذا المقال، نسلط الضوء على تجربة حقيقية مع الريكي، ونحللها من منظور علمي وشرعي، مع الاستفادة من آراء المختصين.

قصة حقيقية: حين يتحول البحث عن الشفاء إلى مأساة

تروي إحدى الأمهات تجربتها المؤلمة مع الريكي، والتي بدأت بمحاولة علاج ابنها الذي يعاني من تأخر في النطق. في ظل إغلاق العيادات خلال جائحة كورونا، لجأت إلى دكتورة مختصة بالنطق، لتكتشف لاحقًا أنها تمارس أيضًا العلاج بالطاقة. قدمت لها الريكي بأسلوب علمي ظاهريًا، مدعية أنه علاج صيني أو هندي قديم، ومستشهدة بأحاديث دينية مثل "اطلبوا العلم ولو في الصين" لتضفي عليه شرعية دينية.

مع الوقت، بدأت تظهر مظاهر غريبة أثناء الجلسات: رؤى وأضواء حول المدربة، تغيرات في ملامح الوجه، وأحداث غير مفسرة. ومع تعمقها في الجلسات، لاحظت الأم تغيرات سلوكية ونفسية سلبية عليها وعلى ابنها: قلق، كوابيس، رؤية خيالات مخيفة، إحساس بحركات لا إرادية في الجسد، وتدهور في العلاقات الأسرية والاجتماعية.

رغم محاولاتها التوقف، كانت المدربة تضغط عليها عاطفيًا، وتربط استمرار علاج ابنها بضرورة مواصلة جلسات الريكي، بل وتدفعها لتعلم المستوى الأول من الريكي مجانًا، بحجة أن ذلك سيحمي ابنها من الانتكاس. ومع كل خطوة، كانت تزداد التداخلات الروحية والممارسات الغريبة، مثل استخدام رموز غير مفهومة، ارتداء قلادات بأحجار كريمة، وادعاء التواصل مع "الملائكة" أو "الأرواح النورانية".

في النهاية، وبعد معاناة طويلة، اكتشفت الأم أن ما تمارسه هو شرك بالله، وأنها وقعت في فخ استغلال الدين والعلم الزائف. عانت من أعراض روحية ونفسية شديدة، لكنها وجدت طريق العودة من خلال الرقية الشرعية، وقراءة سورة البقرة، والالتزام بالصلاة والأذكار. ومع الوقت، تلاشت معظم الأعراض، وعادت لحياتها الطبيعية، محذرة الجميع من الوقوع في هذا الفخ.

كيف يتم استدراج الناس إلى الريكي والطاقة؟

  • استغلال الحاجة والضعف: معظم الضحايا يدخلون هذا المجال بحثًا عن علاج لمرض مزمن أو مشكلة نفسية أو لتحقيق هدف شخصي (كالزواج أو الإنجاب).
  • التزيين باسم الدين والعلم: يتم تقديم الريكي وغيره من ممارسات الطاقة على أنه علم شرقي قديم، ويتم الاستشهاد بأحاديث أو آيات (غالبًا غير صحيحة)، أو الادعاء بأنه لا يتعارض مع الدين.
  • التدرج في الممارسة: يبدأ الأمر بجلسات بسيطة، ثم يُدعى الشخص لتعلم المستويات الأولى، ثم الثانية والثالثة، مع إغراءات بقدرات خارقة أو "وعي أعلى".
  • تغيير المعتقدات تدريجيًا: يبدأ المدربون بنفي وجود الشياطين، ثم التشكيك في القضاء والقدر، ثم إدخال مفاهيم بوذية وهندوسية كالكارما والتجسد، وصولًا إلى الإلحاد أو الشرك.
  • الضغط النفسي والعاطفي: يتم ربط الشفاء أو النجاح باستمرار الجلسات، أو تهديد الشخص بالانتكاس أو فقدان أحبائه إذا توقف.

تحليل علمي وشرعي لممارسات الريكي والطاقة

  • لا يوجد دليل علمي معتمد: حتى اليوم، لا توجد دراسات علمية موثوقة تثبت فعالية الريكي أو غيره من ممارسات الطاقة في علاج الأمراض الجسدية أو النفسية.
  • التأثير النفسي مؤقت: يشعر البعض براحة مؤقتة بسبب الإيحاء أو الاسترخاء، لكن المشكلة الأساسية لا تُحل، وقد تتفاقم مع الوقت.
  • خطر الإدمان النفسي: كثير من الممارسين يصبحون معتمدين نفسيًا على الجلسات، ويشعرون بأنهم لا يستطيعون العيش بدونها، ما يفتح الباب للاستغلال المادي والمعنوي.
  • خطر على الصحة النفسية: كثرة الحديث عن الطاقات السلبية، الشاكرات، العين الثالثة، وتفسير الأحلام بشكل غيبي، قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية حقيقية، تصل أحيانًا إلى الهلوسة أو الفصام.
  • شرك بالله: كثير من ممارسات الريكي تعتمد على رموز وطقوس وثنية، واستدعاء أرواح أو "طاقات" غير معروفة، مما يدخل في باب الشرك الأكبر.
  • تبديل الحقائق الدينية: يتم تحريف معاني الآيات والأحاديث، أو الاستشهاد بأحاديث مكذوبة، لتبرير الممارسات.
  • نفي وجود الشياطين: رغم أن القرآن والسنة يؤكدان وجود الشياطين ووسوستهم، ينفي مدربو الطاقة ذلك، ويعتبرونه "موروثًا سلبيًا"، ما يؤدي إلى ضياع العقيدة.
  • ادعاء التواصل مع الملائكة: لا يجوز شرعًا ادعاء استحضار الملائكة أو الاستعانة بهم، وهذا من أبواب الشرك.
  • إدخال مفاهيم بوذية وهندوسية: مثل الكارما، التناسخ، الطاقة الكونية، وكلها عقائد وثنية تتعارض مع التوحيد.

لماذا ينجرف بعض الأطباء والمثقفين وراء الريكي؟

للأسف، بعض الأطباء أو المثقفين قد ينجرفون وراء هذه الممارسات إما بدافع الفضول أو الرغبة في تجربة كل جديد أو لتحقيق مكاسب مادية. لكن العلم الحقيقي لا يعترف إلا بالدليل والتجربة المتكررة، وأي علاج لا يمر عبر الفلتر العلمي والشرعي يبقى في دائرة الدجل والشعوذة.

نصائح عملية لحماية نفسك وأسرتك

  • فلتر الدين والعلم: قبل تجربة أي علاج، اسأل: هل يوافق الشريعة؟ هل عليه دليل علمي موثوق؟
  • لا تستسلم للعاطفة أو الحاجة: الحاجة للشفاء أو النجاح لا تبرر اللجوء إلى وسائل محرمة أو مشبوهة.
  • اقرأ وتعلم: ابحث عن مصادر موثوقة، اسأل أهل العلم، ولا تأخذ معلوماتك من مدربين مجهولين أو تجارب فردية.
  • احذر من تغيير المعتقدات تدريجيًا: أي دورة أو جلسة تبدأ بتغيير مفاهيمك الدينية أو الأخلاقية، توقف فورًا.
  • لا تجرب على نفسك أو أطفالك: الأطفال أمانة، وتجربة ممارسات غير معتمدة عليهم جريمة أخلاقية ودينية.
  • التوبة والرجوع: من وقع في هذه الممارسات، فليتب إلى الله وليستعن بالرقية الشرعية وقراءة القرآن، وليبتعد عن كل ما يذكره بتلك الممارسات.

رسالة أمل: العودة إلى الفطرة واليقين بالله

تجارب الريكي والطاقة ليست مجرد قصص فردية، بل ظاهرة تتكرر في مجتمعاتنا، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى ضياع الدين والنفس والمال. لكن باب التوبة مفتوح، والعودة إلى الله ممكنة في كل وقت. العلم الصحيح والدين الصحيح هما الحصن الحقيقي للإنسان، فلا تغرنك الدعايات البراقة ولا القصص الملفقة.

احفظ دينك، واحفظ عقلك، وكن على يقين أن الشفاء والرزق والسعادة بيد الله وحده، وأن كل ما خالف الشرع والعقل فهو وبال على صاحبه.

ساهم في نشر الوعي: إذا استفدت من هذا المقال، شاركه مع من تحب، لعلنا نحمي أنفسنا وأهلنا من الوقوع في فخ الدجل والشرك.

اقرأ أيضًا:

  • كيف تميز بين العلاج الشرعي والدجل الروحاني؟
  • حقيقة الشاكرات والعين الثالثة في ضوء العلم والدين
  • قصص حقيقية عن الخروج من شرك الطاقة

دمتم بخير وسلامة.

https://www.youtube.com/watch?v=VBJRuPevb98

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك