الصلاة: عبادة ترفع النفس وتمنح الطمأنينة

يعتقد البعض أحيانًا أن بعض العبادات أو الطقوس لا تحمل في طياتها علمًا أو فائدة، ويظنون أنها مجرد عادات لا معنى لها. بل قد يذهب بعضهم إلى القول بأنها من وساوس الشيطان، وأنها لا تعود على الإنسان بأي خير. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، خاصة عندما نتحدث عن ركن أساسي في الإسلام مثل الصلاة.

الصلاة: خضوع وسمو روحي

الصلاة ليست مجرد حركات يؤديها الإنسان بلا هدف، بل هي لحظة يخضع فيها الإنسان لخالقه، ويضع جبهته على الأرض تواضعًا لله. في هذه اللحظة، يعترف الإنسان بضعفه وحاجته لله، ويهذب نفسه من الكبر والغرور. إن وضع الجبهة على الأرض في السجود هو قمة التواضع والخضوع، وهو ما يطهر النفس من الأنا ويجعل القلب أكثر صفاءً وسلامًا.

البحث عن الحقيقة

كثير منا يمر بفترات من البحث والتساؤل: لماذا نصلي؟ ما الفائدة من هذه العبادات؟ قد يشعر البعض بالضياع أو الحيرة، ويبحث عن إجابات تشفي فضوله وتطمئنه. قد يستغرق الأمر وقتًا حتى يدرك الإنسان القيمة الحقيقية للصلاة، وقد يظن أحيانًا أنه يبحث بلا جدوى. لكن مع الاستمرار في البحث والتأمل، تظهر الحقيقة واضحة: الصلاة ليست مجرد عادة، بل هي صلة روحية عميقة بين العبد وربه.

تجربة شخصية مع ترك الصلاة

أحيانًا، قد يبتعد الإنسان عن الصلاة، ويظن أنه بذلك يخفف عن نفسه أو يهرب من عبء ما. لكن سرعان ما يكتشف أن ترك الصلاة لا يجلب له الراحة، بل يشعر بثقل نفسي وكسل شديد. هذا ما حدث لي عندما تركت الصلاة لفترة من الزمن؛ شعرت بالكسل والخمول، ولم أجد في حياتي بركة أو طمأنينة كما كنت أظن.

الخلاصة

الصلاة ليست من وساوس الشيطان كما يظن البعض، بل هي من أعظم أسباب السعادة والراحة النفسية. هي علم وعبادة وتربية للنفس في آن واحد. من يلتزم بها يدرك قيمتها الحقيقية، ويشعر بتغير إيجابي في حياته. فلنحرص جميعًا على أداء الصلاة بخشوع وتدبر، فهي مفتاح الطمأنينة والنجاح في الدنيا والآخرة.

https://www.youtube.com/watch?v=m2_1ekJy1ko