🔵 الأستاذة / فجر الوعي : تجربتي مع علمنة الروحانية ونسبية الأخلاق بمنهج العصر الجديد

بقلم: فجر الوعي من قناة: سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم العصر الجديد (New Age) في مجتمعاتنا العربية، وبدأت تروج لأفكار مثل "ات

س
سحر اليوقا و الطاقة
ديسمبر 16,2025
7 دقائق
0

تجربتي مع علمنة الروحانية ونسبية الأخلاق في منهج العصر الجديد

بقلم: فجر الوعيمن قناة: سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم العصر الجديد (New Age) في مجتمعاتنا العربية، وبدأت تروج لأفكار مثل "اتبع وعيك الداخلي" و"لا للأحكام ولا للقيود ولا للخطيئة". هذه المفاهيم قد تبدو براقة وجذابة، خاصة للشباب الباحثين عن الحرية والسلام الداخلي، لكنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على الهوية الدينية والأخلاقية. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه الأفكار، وكيف أثرت عليّ وعلى من حولي، مع تسليط الضوء على نتائجها وأثرها على المجتمع.

بداية الطريق: اتبع وعيك الداخلي

بدأت رحلتي مع هذه المفاهيم حين تم الترويج لفكرة أن الإنسان لا يحتاج لأي مرجعية خارجية، لا دين ولا نصوص ولا علماء ولا حتى مفاهيم الصح والخطأ المتعارف عليها. بل عليه فقط أن يتبع "حدثه" أو "وعيه الداخلي". في البداية، شعرت أن هذا يمنحني حرية كبيرة ومساحة للتجربة دون قيود، لكن مع الوقت بدأت ألاحظ تغيرًا في مشاعري تجاه أمور كنت أعتبرها سابقًا خاطئة أو محرمة.

كنت أبرر لنفسي أن ما أشعر به هو الصحيح، وأن الشعور الجيد دليل على أنني على الطريق السليم، حتى لو كان الفعل خاطئًا أو محرّمًا في الدين. بل أصبحت أرى بعض المحرمات عادية، وأتساءل: لماذا كنت أراها خطأ في السابق؟ هل فعلاً الأحكام الدينية بهذا التشدد؟ وهل كل ما تعلمناه قابل للشك؟

التشكيك في الثوابت: لا للأحكام ولا للقيود

مع الوقت، بدأت رحلة التشكيك في كل شيء: النصوص الدينية، الأحاديث النبوية، وحتى تفسير القرآن. صرت أسمع عبارات مثل "كل الكتب تم العبث فيها" أو "ربما الحديث غير صحيح"، وأصبح من السهل رفض أي نص لا يوافق هواي أو مشاعري. حتى الأحاديث الواضحة مثل "لعن الله النامصة والمتنمصة" صرت أبحث لها عن مبررات لأتجاوزها بحجة أن الله أرحم من أن يحرمنا بسبب شعرتين!

وصل الأمر إلى أن أصبحت أفلتر كل شيء بعقلي ومشاعري فقط، وأرفض أي مرجعية خارجية. لم يعد عندي شيء ثابت أستند إليه، فكل شيء أصبح نسبيًا، حتى المفاهيم الأخلاقية والدينية.

نسبية الأخلاق: لا للخطيئة

واحدة من أخطر الأفكار التي روج لها منهج العصر الجديد هي "لا للخطيئة". لم يعد هناك مفهوم واضح للخطأ والصواب، بل كل شيء قابل للنقاش والتشكيك. حتى الكبائر مثل الزنا، أصبحت تُبرر تحت مسميات مثل "البحث عن توأم الشعلة" أو "رفع الوعي". بل ظهرت دورات وكورسات تشجع على ممارسة المحرمات بحجة التحرر من القيود، وتروج لفكرة أن الإنسان المستنير فوق الحلال والحرام.

انتشرت أيضًا دورات مثل "تنظيف الرحم المقدس" و"التصالح مع الأعضاء"، والتي تشجع على ممارسات غير أخلاقية تحت ستار التنمية الذاتية والطاقة الإيجابية. للأسف، وقعت الكثير من الفتيات في فخ هذه الدورات، وبعضهن ما زلن يعانين من آثارها النفسية والروحية حتى اليوم.

أثر هذه الأفكار على المجتمع والأسرة

أخطر ما في هذه الأفكار أنها تزرع الشك في كل شيء، وتفكك الروابط الأسرية والمجتمعية. لم يعد هناك لغة مشتركة بين الأجيال، فكل فرد أصبح يرى الأمور من زاويته الخاصة، ولا يعترف بأي مرجعية أو ضابط خارجي. حتى إذا حاولت الأم أو الأب توجيه أبنائهم، يواجهونهم بعبارات مثل "أثبت لي أنه حرام" أو "هذا رأيك أنت وليس رأيي".

أدى هذا إلى اضطراب نفسي كبير لدى الأبناء، فهم يعيشون في صراع بين ما تربوا عليه وما يروج له مجتمع الطاقة والعصر الجديد. لم يعد هناك مفهوم ثابت للحلال والحرام، بل أصبح كل شيء نسبيًا، وكل شخص يحدد معاييره بنفسه.

كيف يتم التلاعب بالمفاهيم؟

يتم الترويج لهذه الأفكار بكلمات جميلة مثل "السلام الداخلي"، "الطاقة الإيجابية"، "الحب غير المشروط"، و"رفع الذبذبات". هذه العبارات تجذب الناس وتخدعهم، حتى يجدوا أنفسهم في دوامة من الشك والتشكيك في الدين والأخلاق. ومع الوقت، يتم تمييع كل المفاهيم، حتى الرحمة والتعاطف تختفي، ويصبح الإنسان أنانيًا لا يهتم إلا بمشاعره الخاصة.

تجارب واقعية ودورات مشبوهة

شاركتنا بعض الأخوات تجاربهن مع دورات الطاقة واليوغا والتأمل، وكيف تم التلاعب بهن تحت ستار التنمية الذاتية. من هذه الدورات:- كورسات "تنظيف الرحم المقدس"- كورسات "التصالح مع الأعضاء"- كورسات "فك التعلق" و"قطع الحبال الأثيرية"- كورسات "الزواج الأثيري"- توكيدات جنسية أمام المرآة

كل هذه الدورات تروج لفكرة "لا للخطيئة"، وتدعو للتحرر من كل القيود الدينية والأخلاقية، مما أدى إلى انتشار الفوضى الأخلاقية والنفسية بين الفتيات والشباب.

مسؤولية المجتمع وأهل العلم

إن انتشار هذه الأفكار يتطلب منا جميعًا وقفة جادة. لا يكفي أن نكتفي بالنقد أو التحذير، بل يجب علينا التوعية المستمرة، وفتح قنوات الحوار مع الأبناء، وتقديم البدائل الصحيحة المبنية على العلم والدين. كما يجب دعم الحسابات والمبادرات التي تحارب هذه الأفكار، مثل حسابات د. هيثم طلعت، د. فوز كردي، وغيرهم من العلماء والدعاة الذين يبذلون جهدًا كبيرًا في توعية المجتمع.

رسالة شكر وتحفيز

في الختام، أتوجه بالشكر لكل من ساهم في محاربة هذه الأفكار، سواء من العلماء أو الدعاة أو الحسابات التوعوية. وأدعو الجميع، خاصة الأمهات والآباء، إلى عدم السكوت عن هذه الظواهر، والتحدث عنها بوضوح، وكشف حقيقتها أمام الجميع حتى لا يقع أبناؤنا في فخها.

خلاصة

منهج العصر الجديد قد يبدو في ظاهره جميلاً وبراقًا، لكنه يحمل في طياته خطورة كبيرة على الدين والأخلاق والمجتمع. علينا جميعًا أن نكون على وعي بهذه المخاطر، وأن نعمل معًا لحماية أبنائنا ومجتمعاتنا من هذا التلوث الفكري والأخلاقي. لا تترددوا في التوعية، ولا تخجلوا من كشف الحقائق، فالمعركة اليوم هي معركة وعي وهوية.

مع تحيات: فجر الوعيقناة سحر اليوغا والطاقة

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك