🔵 الأستاذة غادة شكري ( القدر وقانون الجذب ) بث مباشر منتدى نور الحقيقة
بقلم الأستاذة غادة شكري **منتدى نور الحقيقة – قناة سحر اليوغا والطاقة* عاش البشر قبل بعثة النبي محمد ﷺ في جهل وضلال، حيث عبدوا النار والحجر والبقر و
القدر وقانون الجذب: رؤية علمية وعقدية
بقلم الأستاذة غادة شكري**منتدى نور الحقيقة – قناة سحر اليوغا والطاقة*
مقدمة
عاش البشر قبل بعثة النبي محمد ﷺ في جهل وضلال، حيث عبدوا النار والحجر والبقر والشجر والشمس والقمر، ورفعوا هذه المخلوقات إلى مقام السيد العظيم، ووضعوا أنفسهم في مقام العبد الذليل. ثم جاء الإسلام بالتوحيد، ليعيد العقول إلى خالقها ويحررها من أغلال الجهل والضياع.
في هذا المقال، سنناقش موضوعًا بالغ الأهمية في العقيدة الإسلامية:القدر، وكيفية الإيمان به، مع تسليط الضوء على ما يُعرف اليوم بـ"قانون الجذب" الذي يُروّج له في الأوساط العلمية والروحية، ونكشف حقيقته ومدى تعارضه مع العقيدة الإسلامية والعلم الحديث.
أولاً: معنى القدر وأهميته في العقيدة الإسلامية
تعريف القدر
القدر هوتقدير الله تعالى للأشياء كلها في الأزل، وعلمه بأنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته لذلك، ومشيئته لها، ووقوعها كما قدرها.
قال تعالى:
"إنا كل شيء خلقناه بقدر" (القمر: 49)
مراتب الإيمان بالقدر
الإيمان بالقدر يتضمن أربع مراتب أساسية:
- العلم: الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء، ماضيه ومستقبله، وما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
- الكتابة: الإيمان بأن الله كتب مقادير الخلائق كلها في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
- المشيئة: الإيمان بأن مشيئة الله نافذة، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حركة ولا سكون إلا بمشيئته.
- الخلق: الإيمان بأن الله خالق كل شيء، حتى أفعال العباد، فهي من الله خلقًا وإيجادًا وتقديرًا، ومن العباد فعلاً وكسبًا.
أنواع التقدير
- التقدير العام: تقدير الله لجميع الكائنات.
- التقدير العمري: ما يُكتب للعبد من رزق وعمل وأجل وشقاوة أو سعادة أثناء وجوده في بطن أمه.
- التقدير السنوي: ما يُكتب في ليلة القدر من كل سنة.
- التقدير اليومي: ما يحدث يوميًا من أحداث في الكون.
ثانياً: هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟
- مسيّرفي الأمور القدرية التي لا يملك فيها اختيارًا، كالموت والمرض والغنى والفقر.
- مخيّرفي الأمور التكليفية التي يُحاسب عليها، كالصلاة والعمل والاختيار بين الطاعة والمعصية.
الله سبحانه وتعالى خلق للإنسان القدرة والمشيئة، لكنهما تحت مشيئة الله وقدرته. فالعبد يفعل ويكسب، والله هو الخالق لأفعال العباد.
مثال توضيحي
كما أن المدرس يعلم من الطلاب من سينجح ومن سيرسب بناءً على معرفته بمستواهم، لكنه لا يُجبرهم على النجاح أو الرسوب، فكذلك علم الله بعباده لا يعني أنه أجبرهم، بل علمه سابق لأفعالهم.
ثالثاً: قانون الجذب بين العلم والعقيدة
ما هو قانون الجذب؟
يزعم قانون الجذب أن الإنسان قادر على "خلق قدره" وجذب ما يريد من صحة وسعادة وثروة وحب بمجرد التفكير والتركيز والاعتقاد، وأن الكون يستجيب لذبذبات الإنسان.
التعارض مع العقيدة الإسلامية
- منازعة لله في ربوبيته: الإيمان بأن الإنسان يخلق قدره يناقض توحيد الربوبية، الذي يقتضي الإيمان بأن الله وحده هو الرزاق والشافي والمدبر.
- الطلب من الكون: التوجه بالطلب للكون بدلاً من الله شرك، لأن الكون مخلوق لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا.
- الاعتماد على الأسباب الوهمية: الله أمرنا بالأخذ بالأسباب المشروعة، أما الأسباب الوهمية أو التي لم يجعلها الله سببًا فهي من الشرك.
الرد العلمي على قانون الجذب
- غياب الدليل العلمي: لا يوجد إثبات علمي حقيقي لقانون الجذب، وما يُقال عن "ذبذبات" أو "مجالات مغناطيسية" صادرة من المخ لا أساس له في الفيزياء.
- قوانين الفيزياء: الجذب بين الأجسام يعتمد على الكتلة والشحنة، وكتلة الإنسان وشحنته لا تمكنه من جذب الأشياء كما يُزعم.
- تأثير الإيحاء النفسي: بعض من يشعرون بتحسن بعد ممارسة طقوس قانون الجذب يكون ذلك نتيجة تأثير الإيحاء أو ما يُعرف بتأثير البلاسيبو وليس بسبب قوة جذب حقيقية.
الجذور الفلسفية لقانون الجذب
قانون الجذب هو ترجمة عملية لعقيدة "وحدة الوجود" في الفلسفة الشرقية، والتي تساوي بين الخالق والمخلوق وتحمّل الإنسان مسؤولية كل ما يحدث له، حتى في مصيره الأخروي، وهذا مخالف للعقيدة الإسلامية.
رابعاً: مفاهيم مغلوطة وخطورتها
- الثقة بالنفس: الثقة الحقيقية تكون بالله، أما الاعتماد على النفس وحدها فهو مخالف للتوحيد.
- التحفيز الزائف: تكرار عبارات مثل "أنا أقدر" دون أخذ بالأسباب الحقيقية لا يحقق شيئًا، بل هو وهم.
- الخرافات الروحية: طقوس مثل تخيل سلة مهملات لرمي المشكلات، أو اعتقاد أن الخيال يغير الواقع، هي خرافات لا أصل لها في الدين ولا في العلم.
خامساً: كيف نتعامل مع الأقدار؟
- الرضا والتسليم: المؤمن يرضى بأقدار الله ويعلم أن ما قدره الله له هو عين الرحمة والحكمة، حتى لو بدا في ظاهره شرًا.
- الدعاء والاستخارة: إذا استخار العبد ربه في أمر، فكل ما يحدث بعد ذلك هو الخير له، حتى لو انتهى الأمر بما لا يحب.
- الأخذ بالأسباب: مطلوب من المسلم الأخذ بالأسباب المشروعة في الدين والدنيا، لكن النتائج بيد الله وحده.
خاتمة
الإيمان بالقدر ركن عظيم من أركان الإيمان، وهو مصدر للطمأنينة والسكينة في القلب. أما قانون الجذب، فهو فكرة دخيلة لا تستند إلى علم أو دين، وتتنافى مع العقيدة الإسلامية والعقل السليم. فلنحافظ على قلوبنا وعقيدتنا، ولا نسمح لأحد أن يعبث بها.
"ومن يؤمن بالله يهد قلبه" (التغابن: 11)
ملخص عملي
- كل ما يحدث في الكون بقدر الله وحكمته.
- لا تطلب إلا من الله، ولا تعتقد أن الكون أو الذبذبات تجلب لك الخير أو تدفع عنك الشر.
- خذ بالأسباب المشروعة، وارضَ بما قسمه الله لك، وادعُ الله دائمًا فهو السميع العليم.
- لا تنخدع بالمصطلحات البراقة أو الأفكار المستوردة التي تناقض دينك وعقلك.
أسئلة شائعة
س: إذا استخرت الله في أمر وتم ثم حدثت مشاكل أو طلاق، هل أخطأت في فهم توجيه الله؟ج: ما دمتِ استخرتِ الله، فكل ما يحدث بعد ذلك هو الخير، حتى لو بدا في ظاهره شرًا. الفترات التي عشتِها كانت خيرًا مقدرًا لكِ، وما بعدها من تغيرات أيضًا خير بتقدير الله.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق، ويجعلنا من المؤمنين الراضين بأقداره.
**سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.*