🔵 الأستاذة / ندى محمد ... رسالة عاجلة ومهمة لممارسين الطاقة والتأملات
بقلم: الأستاذة ندى محمد قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشارًا واسعًا لممارسات الطاقة والتأملات، والتي غالبًا ما تُقدَّم تحت غطاء
رسالة عاجلة لممارسي الطاقة والتأملات: تحذير من الانحرافات الفكرية والعلمية
بقلم: الأستاذة ندى محمد قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشارًا واسعًا لممارسات الطاقة والتأملات، والتي غالبًا ما تُقدَّم تحت غطاء العلم أو التنمية الذاتية. إلا أن خلف هذا الانتشار تكمن أفكار وفلسفات قد تكون خطيرة على العقيدة والفكر، خاصة عندما يتم ربطها بالدين أو العلم بشكل غير دقيق. في هذا المقال، نسلط الضوء على بعض المفاهيم المغلوطة التي يُروَّج لها في هذا المجال، ونوضح كيف يمكن أن تؤثر على تصوراتنا الدينية والعلمية.
نزعة "توحيد الوجود" في الفكر المعاصر
يلاحظ أن هناك توجهًا لدى بعض المفكرين والعلماء إلى محاولة "توحيد كل شيء" في الكون: الجسد والروح، النبات والحيوان، وحتى المتناقضات. هذه النزعة ليست التوحيد الذي نؤمن به كمسلمين، بل هي فلسفة تسعى لدمج كل مظاهر الوجود في منظومة واحدة، غالبًا ما تتجاوز الحدود الشرعية والعلمية.
في الفيزياء، على سبيل المثال، ظهرت محاولات مثل نظرية أينشتاين لتوحيد القوى الفيزيائية المختلفة (الجاذبية، القوى النووية، الكهرومغناطيسية)، وهي رغم كونها فرضيات علمية، إلا أن البعض يحاول إسقاطها على مفاهيم روحية وغيبية، في محاولة لدمج الغيب بالعلم المادي.
تحريف العلم لخدمة أفكار مشبوهة
مع تطور الفكر في القرن العشرين، خرجت بعض العقائد السرية من نطاق المعابد إلى طاولات النقاش العلمي، بعد أن تم تطويرها وتقديمها بشكل "علمي". وبدأت محاولات لإقناع الناس بوحدة الوجود من خلال تحريف بعض المفاهيم العلمية، مستغلين حيادية العلم وقابليته لأن يُستخدم من قبل الجميع.
وقد شهد التاريخ كيف تم تحريف بعض العلوم، حتى ظهرت مؤسسات متخصصة في كشف "العلوم الزائفة" (Pseudoscience)، مثل أعمال المفكر جوناثان سي. سميث الذي وضع قواعد للتفكير النقدي تساعد على تمييز العلم الحقيقي من الزائف. للأسف، كثير من المسلمين يفتقرون إلى هذه المهارات النقدية، مما يجعلهم عرضة للتأثر بهذه العلوم الزائفة.
خطر ربط الغيبيات بالعلم الحديث
من أخطر ما يروج له بعض الممارسين اليوم هو محاولة تفسير الروح والغيبيات بقوانين فيزيائية وتقنيات حديثة. فمثلاً، نجد من يدعي أن الإنسان يمكنه التحكم في مصيره أو حتى التنقل من مكان إلى آخر بمجرد بلوغ وعي معين أو "فتح شيفرة الروح". هذه الأفكار لا تستند إلى أي دليل علمي أو شرعي، بل هي محض خيال يُقدَّم أحيانًا على أنه علم.
الأخطر من ذلك، أن هذه الأفكار تضرب في جوهر الدين، إذ تلغي فكرة المعجزة كعلامة للأنبياء، وتستبدلها بقوانين فيزيائية يُزعم أن الإنسان يمكنه التحكم بها. وهذا يؤدي تدريجيًا إلى فقدان الإيمان بخصوصية النبوة والمعجزات، بل وقد يقود إلى الإلحاد.
الصوفية الحديثة والطاقة: مدخل لضرب العقيدة
من الملاحظ أن هناك إحياءً كبيرًا للصوفية الحديثة، خاصة عبر ربطها بمفاهيم الطاقة والوعي. وتُقدَّم هذه الأفكار أحيانًا تحت مسميات مثل "طاقة القرآن" أو "طاقة الذكر" أو "طاقة الأسماء الحسنى"، مما يجعلها أكثر قبولًا لدى الناس، خاصة عندما يتم تسويقها بوجوه تبدو متدينة أو حتى محجبة.
هذه المدارس الجديدة لا تهاجم العقيدة بشكل مباشر، بل تدخل من باب "العلم" أو "الروحانية"، وتستبدل تدريجيًا مصادر التلقي الشرعي (القرآن والسنة) بممارسات جديدة، مثل رُقى وأذكار مبتدعة، أو تقنيات تأمل لا أصل لها في الدين.
خطوات الانحراف: الاستبدال التدريجي للسنة
من أخطر ما يميز هذه الحركات أنها لا تهاجم السنة النبوية بشكل صريح، بل تستبدلها تدريجيًا بممارسات جديدة. فبدلًا من الأذكار النبوية الصحيحة، تنتشر رُقى وأدعية مبتدعة يتبعها آلاف الناس، حتى ينسى المسلمون تدريجيًا سنة النبي ﷺ، ويظنون أنهم ما زالوا على الحق.
هذه الخطوات التدريجية هي منهج الشيطان في إضلال الناس، كما وضحه القرآن الكريم: خطوة تفتح بابًا، ثم باب آخر، حتى يجد الإنسان نفسه بعيدًا عن الهدي النبوي دون أن يشعر.
مسؤوليتنا في التوعية والتمسك بالمنهج الصحيح
اليوم، نجد أن بعض الدجالين يروجون لأفكارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويجمعون ملايين المتابعين، بينما يتم تهميش العلماء الربانيين وكتب السلف الصالح. لذا، من واجبنا أن نعيد البوصلة الشرعية إلى مكانها، وأن نُحذر من هذه المدارس التي تتستر بالدين والعلم لنشر أفكار خطيرة.
ليس المهم فقط رفض فكرة "الطاقة" أو غيرها من المسميات، بل الأهم هو فهم جوهر الفكرة والانتباه إلى أي محاولة لاستبدال مصادر التلقي الشرعي أو ضرب السنة النبوية.
خاتمة
إن أخطر ما يواجهه المسلم اليوم هو الانحراف التدريجي عن الكتاب والسنة تحت شعارات براقة مثل "الطاقة" أو "التأمل" أو حتى "التجديد الروحي". علينا أن نكون على وعي بهذه المحاولات، وأن نتمسك بسنة نبينا ﷺ، ونحذر من أي دعوة تستبدلها أو تهمشها، مهما كان مظهرها أو من يدعو إليها.
اللهم احفظ ديننا وثبتنا على الحق، ووفقنا لنشر الوعي بين المسلمين.
**لمزيد من النقاشات حول التصوف والطاقة، تابعوا قناة سحر اليوغا والطاقة، حيث سنواصل كشف هذه الأفكار وبيان خطرها على العقيدة والمجتمع.*